إنها مصر

قلوبنا مع الشعب الليبى

كرم جبر
كرم جبر

ليبيا أمن قومى بالنسبة لمصر لأنها على البوابة الغربية، إذا كانت أمنه أمنت مصر، وإذا صارت مستنقعاً للإرهاب فالمستهدف هو مصر، الأمن القومى المصرى يبدأ من هناك، امننا أمنهم، وامنهم أمننا.
الشعبان يرتبطان بعلاقات تاريخية واجتماعية قديمة، وبينهما التواصل والعائلات المتداخلة على الحدود، واستقرار الأوضاع فى ليبيا يسهم كثيرا فى استقرار الأوضاع فى مصر.
كتب الله السلامة للشعب الليبى الشقيق، واعاده إلى بلاده الأمن والهدوء والاستقرار.
>>>
إلى فضاء المتعة الروحية !
«هيامك الذى كان فى العشق سيحضرك فى قبرك، ومعه الهدايا».
وتطير الصور الجمالية على اجنحة الوحى والابداع، لترفرف حول العشق الإلهي، أحد تجليات الحب الإنساني، الذى يحول حياة الإنسان إلى الحان روحية.
أنه الهروب من زحمة الحياة ومشاغلها ومتاعبها وصراعها، ولبعض الوقت إلى ذلك العالم الفسيح فى فضاء المتعة الروحية، التى تخلَّص الانسان من شوائب الحياة وزحمة الطرق وضجيج الأصوات.
وإذا كان الحب تجربة إنسانية، فالعشق تجربة إلهية، والله هو المعشوق وما وراء العشق، وخلق العالم بالعشق حتى يجد الانسان راحة قلبه، وبالعشق يدرك المشتاق جمال المعشوق، ويتجاوز قسوة الواقع إلى دنيا الارتياح.
ابن الفارض أطلقوا عليه سلطان العاشقين، وكان يقضى معظم أيامه مندهشاً منقطع الحواس لا يتحرك ولا يتكلم، فإذا افاق أملى شعره، وكان يحضر مجالس الذكر، وينفعل انفعالاً شديداً حتى ينحدر العرق من جسده، وكان حسن الوجه وجميل الهيئة والملبس، واعتزل بعض الوقت فى مكة، قبل أن يهاجر إلى مصر ويستقر فيها.
عشق ابن الفارض لم يغفر له واثير حوله الجدل، فاتهموه بأن تصوفه خارج حدود الشرع، وأن شعره يخاطب أصحاب العقول المتهافتة والمعرفة المحدودة، بل أن «شعره حول الحب الإلهى يقوم على استغفال العامة».
ومولانا جلال الدين الرومي، مؤسس مدرسة العشق الإلهى وفارسها الأول، واتسمت أفكاره بجمال صياغتها وحسن التعبير عنها، وينتقد المؤرخون اعماله بأنها غير مؤثرة، وأن كانت روحه تهيمن على كل اعماله.
قيل إن الرومى لجأ إلى العشق الإلهي، هرباً من «الواقع الدموي» إلى «الخيال الروحي»، بعد اجتياح المغول العالم الإسلامي، فاختار العشق بدلاً من القتل.
ويترك «الرومي» فى الوجدان عبارات خالدة تخطف القلب والمشاعر، مثلما يقول: صمت عن الكلام ولكن روحى فى داخلى غدت ناياً يشدو.. ما ضرك لو اطفأ هذا العالم اضواءه كلها فى وجهك ما دام النور فى قلبك متوهجاً.. نحن من طين يوجعنا الأذى، ويجرحنا صغير الشوك ويجبرنا لطف الله.
ومن مأثورات الرومى ايضاً: الوداع لا يقع إلا من يعشق بعينه، اما ذاك الذى يحب بقلبه وروحه فلا ثمة انفصال ابداً.. من يدخل الطريق بلا مرشد سيستغرق مائة عام فى رحلة لا تحتاج سوى يومين.. أيها الحبيب نحن أسرى فى قيد محبتك.
ويصل ابداع الرومى منتهاه: ولتعلم ما أنت ساع إليه ساع إليك.. عندما يتراكم عليك كل شيء وتصل إلى نقطة لا تتحمل بعدها أى شيء، أحذر أن تستسلم، ففى هذه النقطة سيتم تغيير قدرك إلى الابد.. ما تبحث عنه يبحث عنك.