النيابة في محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية: «حسم» نتاجا لجماعة الإخوان

 المستشار محمد شيرين فهمي
المستشار محمد شيرين فهمي

استأنفت الدائرة الأولى بحكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، جلسات القضية المعروفة إعلاميا بـ"محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية".

واستهل ممثل النيابة العامة مرافعته بكلمات، بسم الله الحق المنزل بالمذنبين أشد العذاب، أنه غافر الذنب شديد العقاب، ونحن آمنين العفو يوم الحساب، ذلك الدين الذي محله القلوب والذي نرتقي به نحو علام الغيوب.

وتابع: "الإخوان المسلمون يفجرون ويقتلون، ضلالا وكذب على الدين، أن النيابة لن تبدء مرافعتها عن قتل وترويع وحرق وتفجير واستحلال الدماء الذى قدمته الجماعة الارهابية، ان من تتبع اعمال الجماعة في اوائل القرن العشرين الماضي حتى وقتنا هذا، لا ينكر ما تقدمه لنا، تنظيمات ولدت من رحم الجماعة لتكون أدوات تحت ايديها لتنفيذ عملياتها، فالعنف في تاريخ الجماعة لم يكن وليد الأحداث الراهنة بل هو ترسيخ في تأسيسها، هو ترسيخ منذ تأسيس هذا الكيان السرطاني، فكانوا يروا أن استخدام السلاح والقوة شئ مرحلي ومن حق الجماعة استخدامه، وهو مانفذته الجماعة بالفعل في تنفيذ اعمالها، مدعيين أن ما يقومون به هو جهاد في سبيل الله".

ويبقي التساؤل، تجاهد ضد مين؟، أنت تجاهد ضد المؤمنين وخوضت عن شرع النبي الأمين، وتزعم انك كنت تجاهد، ولكن هيهات هيهات أن تنطلى على الناس خططك، فقد ولدت حركة حسم الإرهابية من رحم جماعة الإخوان، جناحا عسكريا مسلح تبطش به كل من يخالفها أو يقف عقبة أمامها، تلك التي وصفها البنا في رسائله قائلا "ليطرح بذلك اسلاما جديدا غير الذي تعلمه المسلمون"، تلك هي الجماعة وتلك هي معتقداتهم وماضيها بالأمس هو حاضرها، حركة سرية نفذت العديد من العمليات لم تثنيها مقدسات، ولسان حالهم أننا أمام تاريخنا الماضي وجماعة في حالة احتضار، احياء التنظيم السري تحت مسميات من الأشرار، فكان حقا علينا أن نسوقهم إلى محرابكم لينالوا جزاء ما أقترفوه.

تنظيم سريا، على شكل مجموعات، اولها للتدريب وأخرى للعمليات، وثالثة للربط، ورابعة للدعم، وخامسة لتنفيذ العمليات واستهداف المنشآت، مجموعات شكلوها على هيئة خلايا عنقودية، فرقا تكمل إحداها الأخرى، تلقت عناصرها تدريبات والتحقوا بمعسكرات وجماعات خارج البلاد ثم العودة لنقل خبراتهم للباقين، عقدوا اجتماعات لتنفيذ عمليات بإستخدام أسلحة ومفرقعات، منها محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية، القيادة الآمنية، الذي حاولوا استهدافه، حيث جرى اعداد المتهمين عسكريا، ولقنهم المتهم الحادى العاشر ببنود استخدام السلاح، والتحق المتهم التاسع بمعسكرات التدريب في السودان، ثم عاد الى البلاد ليجلب وبائه على من يفترض بهم أبناء وطنه.

ما من شيء يمنعهم، قيادات دبرت، واعضاء لا تدبرت، طاعة عمياء لا تولد الا قلوب خواء، عقولا جاهلة "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلا يَهْتَدُونَ "، فضربوا كتاب الله والسنن التى جاءت على لسان النبي، فكان المتهم الاول حين وقف على خط سير مدير الأمن وأمد جماعته بصورا للموكب، وما أن اكتمل الاعداد اعدوا عبوة ناسفة وسيارة فضية للتنفيذ، وجلسوا يتبادلوا الاقتراحات على مكان ترك سيارة التفجير وتواصل المتهمين الثامن والتاسع والعاشر وآخرين على برنامج التلجرام، وحددت ادوار المتمين الثاني وآخرين رصد مدير الأمن وموكبه، والعاشر تفجير العبوة عن بعد، والتاسع  لوضع السيارة.

تسلم المتهم التاسع سيارة ووضعها في المكان المحدد، وعطل تنفيذ مخططهم لمرات بسبب تغير خط سير الموكب وكأن الله يخبرهم بأن يعودوا عن ما يفعلون، وعادوا ليستبدلوا العبوة الناسفة بأخرى، وآتى يوم الواقعة في الرابع والعشرين من شهر مارس 2018 وتربص المتهم التاسع امام منزل الهدف وما أن تحرك ركبه حتى أرسل رسالة "ان استعدوا للتفجير" وفجر المتهم العاشر السيارة المفخخة فأحدثوا الانفجار ثم لاذوا بالفرار، أستشهد رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فقد قالها المتهم التاسع "انها مجرد البداية فلدينا الكثير من الشخصيات والمنشآت العامة"، منها قيادات ومنشآت عسكرية وآخرى شرطية، حتى يحين الآوان ويطلق العنان نحو استهدافها بأتباع الشيطان، ولكن الله خير حافظ من شر هؤلاء الطيغان.

تعقد الجلسة برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي وعضوية المستشارين عصام أبو العلا و رأفت زكي و عمرو قنديل بسكرتارية حمدي الشناوي.

وأسندت النيابة العامة، للمتهمين أنهم في غضون الفترة من عام 2016 حتى 2018 بمحافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية تولى المتهمون من الأول حتى السادس قيادة بجماعة إرهابية الغرض منها الدعوة الى تعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والأضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بان تولوا قيادة بجماعة الإخوان الإرهابية وحركة حسم المسلحة التابعة لها والتي تهدف لتغيير نظام الحكم بالقوة والاعتداء على أفراد ومنشات القوات المسلحة والشرطة والقضاء والمنشآت العامة وكان الإرهاب من الوسائل التي تستخدمها هذه الجماعة في تحقيق أغراضها.

كما وجهت النيابة، للمتهمين من السابع حتى الأخير تهم انضمامهم لجماعة إرهابية ، كما وجهت للمتهمين معتز مصطفي وأحمد عبد المجيد قيامهما بقتل فردي شرطة بمديرية أمن الإسكندرية عمدا مع سبق الإصرار والترصد بان بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل مدير امن الإسكندرية وأفراد حراسته واعدوا لهذا الغرض سيارة وضعوا بها عبوة مفرقعة، وتوجهوا لشارع المعسكر الروماني بمنطقة سموحة، حيث وضع المتهم معتز السيارة المجهزة وعندما شاهد المتهم عبد المجيد مرور سيارة مدير الأمن والحراسة المرافقة له حتى فجر العبوة المفرقعة عن بعد قاصدين قتل مدير أمن الإسكندرية والمرافقين له.

ونسبت النيابة، للمتهمين شروعهم في قتل المجني عليهم اللواء مصطفى النمر مدير أمن الإسكندرية السابق وستة من أفراد حراسته وآخرين تصادف مرورهم بمحيط المكان وكان قصدهم قتلهم إلا أن جريمتهم قد خابت لسبب لا دخل لإرادتهم فيه وهو مداركة المجنى عليهم بالعلاج ونجاة الباقين.