فى الصميم

ثقافة غائبة.. وفوضى قاتلة

جـلال عـارف
جـلال عـارف

الرحيل المؤلم للفنان الشاب هيثم أحمد زكى يسلط الضوء من جديد على مخاطر المكملات الغذائية التى كانت سبباً فى وفاته، والتى تباع فى الأسواق بلا أى ضوابط، ويقبل عليها الشباب دون ادراك بأنها قد تحمل الموت أو تجلب أشد الأمراض فتكاً بالإنسان.
كالعادة.. ستأخذ القضية بعض الاهتمام لأيام، ثم يتم نسيانها. كما حدث قريباً مع كارثة تناول بعض لاعبى رفع الأثقال للمنشطات التى تم الكشف عنها من أسابيع، والتى لم تتسبب فقط فى شطب لاعبينا وحرمانهم من الأوليمبياد، وإنما ستترك آثارها على صحة جيل من أبطال اللعبة.. وربما غيرها من الألعاب الرياضية!
علينا أن نعترف أن الثقافة الصحية غائبة عندنا. وأن الفوضى لا تسود فقط سوق المكملات الغذائية، بل تمتد إلى الدواء الذى يصرف بلا روشتات، وأحيانا بلا ضمير!
زمان كنا نتلقى أول دروس هذه الثقافة الصحية فى المدارس. وعندما كان لدينا تليفزيون تابع للدولة كانت هناك برامج صحية اختفت مع غيرها من البرامج العلمية والثقافية الجادة. وبقيت القنوات الفضائية الخاصة وبعضها يعيش على برامج يقال إنها صحية.. بينما هى ساعات من البث يتم بيعها لأطباء لا يستحقون ألقابهم. يدفعون عشرات الألوف من الجنيهات فى الدعاية لأنفسهم أو الترويج لعمليات التخسيس والتدبيس أو لأدوية ومكملات غذائية لصالح الشركات المنتجة.
هل يمكن أن نكون جادين هذه المرة؟.. أن نبدأ فى برنامج قومى لنشر الثقافة الصحية. برنامج يغرس فى الطفل قيم النظافة، ويقدم للعائلة المصرية المعلومة الصحية السليمة بأبسط الأساليب، ويحمى الناس من الاحتيال، ويقطع دابر كل النصابين الذين يتاجرون بأمراض الناس، ويقضى على الفوضى فى استخدام الأدوية والمكملات الغذائية التى تمضى جرائمها حتى الآن بدون حساب!