إنها مصر

تحية للشعب اللبنانى

كرم جبر
كرم جبر

شعب محب للحياة، عندما ضاقت به السبل، خرج إلى الشارع فى صورة حضارية رائعة، يعبر عن رفضه للسياسيين، الذين أوصلوه إلى قمة الفقر والاحتياج، وكالعادة امتدت أيادى التخريب، لتشويه الأحداث.
مشهد الشباب والشابات لا يشير أبداً أنهم فقراء، ويمكن أن نتخيل أنها مظاهرات للحفاظ على البيئة، وليس ضد الفقر والفساد والمسئولين الفاشلين، الذين أخلفوا وعودهم.
ولفت انتباهى أن كثيرا من المتحدثين يطالبون بتسليم البلد للجيش، ليقوم بالبناء والتعمير ومحاربة الفساد، مما يؤكد إيمان شعوب المنطقة بأن جيوشها الوطنية هى صمام الأمان والمنقذ فى الأزمات، ولكن الجيش اللبنانى ليس وحده.
>>>
حسن نصر الله ظهر مبكراً فى الصورة، مهدداً متوعداً كالثعالب فى ثياب الواعظين، وبدأت مأساة لبنان الحقيقية منذ أن ظهر حزب الله، تماماً مثل جماعة الإخوان الإرهابية، التى أصابت مصر منذ ظهورها بالإرهاب.
نصر الله لم يكن يوماً لبنانياً، ولا تجرى فى عروقه دماء الشعب الطيب المحب للحياة، لكنه مشروع إيرانى تم غرسه ليكون قريباً من إسرائيل، فتحالف معها تحت شعار المقاومة الكاذبة، وصار أكثر تهديداً للبنانيين من إسرائيل.
ولاؤه لإيران وآيات الله، ويعتبر نفسه امتداداً لهم، وأقسم بالطاعة والولاء لطهران، وكانت النتيجة أنه أصبح شوكة فى ظهر لبنان واللبنانيين، يستحيل نزعها أو التخلص منها.
>>>
سعد الحريرى، قال المتظاهرون إنه لم يكن مقنعاً ولا صادقاً، وهو يتحدث عن الصعوبات التى تواجهه فى إدارة شئون البلاد، وكأنه ليس رئيس وزراء، وتلاعبت به القوى السياسية.
هل استيقظ فجأة على أصوات المتظاهرين، فاكتشف أن الكتل الطائفية تعرقل خطته، وتمنع العالم الخارجى من الاستثمار فى بلاده؟، وهل يعتقد أن مهلة الـ 72 ساعة هى الحل السحرى للتوافق والانسجام؟
أعذر الحريرى لأنه محاصر بما ليس فى طاقته، وشاء الشياطين الذين أسسوا النظام السياسى اللبنانى، أن يظل الخلاف تحت الجلد، ليطفو فوق السطح فى صور تقيحات ودمامل، تدمر الجسد كله.
>>>
من بين الدخان تبرز صورة شباب لبنان الرائع، بملابسهم الأنيقة وصورهم الجميلة، يحملون الإعلام ويهتفون باسم بلدهم، ومن عاش فى لبنان أو مر عليه، لابد أن يعشق هذا البلد الجميل.
أشعر بالأسف لبعض التعليقات السخيفة، التى جاءت فى «فيس بوك» من بعض المستظرفين، وأقول لهم إن المرأة والفتاة اللبنانية متحضرة ومنفتحة على الحياة ولا يضيرها الاهتمام بمظهرها.
افعلوا مثلها، وحافظوا على مظهركم ورشاقتكم وابحثوا مثلها عن الجمال والبهجة وحب الحياة، والرائع أن أحداً من الشباب لم يحاول أن يتحرش أو يمارس أفعالاً مخجلة.
>>>
تحية للشعب اللبنانى، وكتب الله لكم السلامة، لكن حافظوا على بلدكم، ولا تحرقوا الوجه الجميل، وأشجار الأرز وبعلبك وجونيه، لا تدمروا ما تم تشييده فى سنوات بالعرق والدم.

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي