عودة "رجل المستحيل"

عمرو درويش - عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين
عمرو درويش - عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

عمرو درويش - عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين

 

إن القراءة مصدر المعرفة، وفي وقت أصبح فيه عالم الإنترنت مصدر المعرفة والمعلومات الأول - رغم المخاطر الجمة التي تحيق بنا خلاله - خاصة لدى الشباب والمراهقين، الذين أصبحت القراءة بالنسبة لغالبيتهم غير ذات جدوى وقاصرة على مراجعات قبل مواسم الامتحانات الدراسية، هذا إلى جانب ما يحتويه عالم الإنترنت منمغالطات ومخططات طمس الهوية المصرية والعربية؛ تظل هناك في المقابل تساؤلات هامة تدور في الأذهان، وهي: كيف نعيد شبابنا للقراءة مرة أخرى؟

أتذكر في بداية ثمانينات القرن الماضي، عندما بدأ بزوغ فجر سلسلة "روايات مصرية للجيب"، كيف ألهبت حماس الشباب في مصر والعالم العربي للقراءة،فبات ينتظرها الجميع للدرجة التي كانت تحجز فيه الروايات قبل أن تعرض بالأسواق والمكتبات، وكيف شكلت هذه الروايات وجدان الشباب في ربوع الوطن العربي وأعادتهم لأحضان القراءة والمعرفة، وأطلقت إبداعاتهم وحماسهم تجاه قضايا الوطن من خلال تنوع الرويات والقصص التي انبرى كتُابها للسباحة في أروقة الإبداع الفكري للقصص القصيرة. فصدرت سلسة روايات منها: ملف المستقبل، كوكتيل، ماوراء الطبيعة. 

ومن أشهر هذه الرويات "رجل المستحيل" الزاخرة بالتشويق والإثارة، والتي أدخلتنا عالماَ يدعو للفخر والكبرياء، وجالت بنا في أجواء التاريخ الذي يشرح من خلاله أبعاد الصراع العربي الإسرائيلي من خلال روايات مشوقة يختلط فيها الواقع مع الخيال في مزيج فريد لا تكاد تلحظه العين من فرط الإتقان والحرفية. واستطاعت خلق أجيال امتلكت القدرة على القراءة والمعرفة، والتمييز بين كل ماهو غث وثمين.
إننا نقرأ لنتعلم، فالعلم نور، يضيء الطريق نحو مستقبل أفضل. وبقدر العلم تتقدم الأمم وينحسر الجهل والتطرف. والشباب دائما ما يبحث عما يشد انتباهه ويثري حياته، لذا فإن عودة "روايات مصرية للجيب"المواكبة للتتطور بأدوات عصرنا الحالي-ومن ضمنها روايات جديدة من نوعية "رجل المستحيل"- بات أمراً ملحاً، نستعيد فيها أنفسنا، نسبح بها في مخيلات الشباب، نستخرج من خلالها مكنونات الإبداع في نفوسهم، نقاوم بهم مخططات الإرهاب والتطرف وطمس الهوية، نطَلع من خلالها على بطولات الفداء التي تذخر بها سجلات البطولة والشرف في تاريخ مصر والعالم العربي.