كلمة... وبس

دم «ربيع» فى رقبة من؟

 ثناء القص
ثناء القص

«ربيع علم الدين إبراهيم» شاب يبلغ من العمر 32 عاما من إحدى قرى مدينة «فرشوط» بشمال قنا، متزوج ولديه رضيعة، يقضى يومه فى العمل بالحقول بحثا عن قوت يومه من الحلال متسلحا بأصله الطيب وأخلاقه الريفية الرفيعة. ذهب ربيع فى هذا اليوم المشؤوم إلى عمله الزراعى عصرا،و أثناء عمله ولسوء حظه داست قدمه خطأ على «ثعبان» أخرجته حرارة الجو إلى الزراعات، فلدغه بشراسة وكأنه يعاقبه على صبره وجلده وقناعته.حمله زملاؤه وأصدقاؤه إلى مستشفى «فرشوط المركزي» والذى يتبع وزارة الصحة، ولا يحمل منها إلا «اللافته»، وهناك صادفه طبيب الاستقبال بكثير من النفور قائلا لأسرته:_ ربيع زى الفل، بس بصراحة معندناش مصل الثعبان، ينفع معاكم مصل «العقرب»؟ على طريقة «بلاها نادية خد سوسو» وبالفعل أعطاه مصل العقرب، ونصحه بالراحة فى المنزل. فى طريقه للمنزل شعر بالتعب، فقرر من معه أن يذهبوا به إلى مستشفى أكبر وهو مستشفى نجع حمادى العام، وهناك كانت المفاجأة أنه لا يوجد بها مصل ثعبان ولا حتى مصل عقرب فأعطاه طبيب الاستقبال مضادا حيويا.
بعد خروجه من المستشفى الثانى زاد تعبه، فقرر ذووه الذهاب به لأكبر مستشفى حكومى بقنا، وهى مستشفى قنا العام، ومكث غير بعيد لعدة ساعات فى الانتظار، بعدما طالبه الأطباء أن ينتظر حتى يجدوا مصل الثعبان، ثم نسوه أيضا دون سؤال. ساعتان فقط ومات ربيع فى ربيع عمره، ورغم ماقطعناه من ان انجازات على طريق صحة المصريين فى كل أنحاء البلاد وفى  الصعيد بصفة خاصة إلا أن أحدا لا يعلم فى رقبة من دم ربيع.