توصل العلماء إلى أسلوب جديد مبشر بالخير يعمل على احتجاز الطفيل المسبب لمرض الملاريا داخل كرات الدم الحمراء التي يهاجمها. وقام باتريك دافي ومايكل فريد من المراكز القومية الأمريكية للصحة بالاستعانة بعينات دم وبيانات خاصة بالأوبئة تم جمعها من مئات الأطفال في تنزانيا -حيث تعد الملاريا مرضا متوطنا- ليتمكن الباحثون من رصد بروتين يحتاج إليه طفيل الملاريا للهرب من داخل كرات الدم الحمراء بعد إصابة العائل بالمرض. ثم وجد الباحثون أن الأجسام المضادة التي دفع بها جهاز المناعة بالجسم للتعامل مع هذا البروتين أفلحت في احتجاز الطفيل داخل كريات الدم الحمراء مما أوقف تطور المرض. ويبذل العلماء جهودا مضنية منذ سنوات لإنتاج لقاح فعال لعلاج الملاريا التي تنتقل من خلال البعوض والتي تقول تقديرات منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة إنها تقتل 627 ألفا سنويا معظمهم من الأطفال في منطقة جنوب الصحراء الكبرى بالقارة الإفريقية. وقال انتوني فاوتشي مدير معهد الحساسية والأمراض المعدية بالمراكز القومية الأمريكية للصحة "من الأهمية بمكان إنتاج لقاح فعال لعلاج الملاريا" ووصف هذه الدراسة بأنها "مبتكرة وتمثل نمطا مختلفا من نهج للتوصل إلى لقاح." وتنتقل طفيليات الملاريا المجهرية من لعاب أنثى البعوض لتدخل مجرى الدم للإنسان عندما تلسعه ويمر الطفيل عبر الكبد ويصيب كرات الدم الحمراء حيث يتكاثر فيها بأعداد هائلة مما يؤدي إلى انفجارها وإنتاج المزيد والمزيد من الطفيل داخل جسم المصاب. وتعتمد الأساليب الحالية لإنتاج اللقاح على طريقتين الأولى منع الطفيل من الوصول إلى الكبد أو كرات الدم الحمراء فيما تحاول الطريقة الأخرى حبس الطفيل داخل هذه الكرات أو كما يقول كيرتس "حبسه داخل منزل يحترق."