«الصالون الثقافي» بمعرض الكتاب يناقش رواية «لاجئو بيشاور»

الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي
الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي

استضاف الصالون الثقافي بمعرض القاهرة الدولي (قاعة سهير القلماوي)، لقاء مع الكاتب اللبناني محمد الطعان، حول تجربته الروائية "لاجئو بيشاور"، اليوم الثلاثاء، وناقشه د. محمد إبراهيم طه، والروائية أماني الشرقاوي، والكاتب محمد التداوي، وأدار اللقاء سمية الترك.

وتدور أحداث الرواية في أفغانستان 1989، خلال حصار مدينة جلال آباد٬ وهي على وشك أن تسقط في يد المجاهدين الذين كان الأمريكيون يطلقون عليهم "مقاتلون من أجل الحرية"، وكان هدف هؤلاء الاستيلاء على السلطة بعدما نجحوا في طرد القوات السوفيتية من البلاد، وهذا ما لم يكن الأمريكيون يريدونه، فعمدوا إلى قطع المساعدات العسكرية عنهم ما أجبر هؤلاء المجاهدين على التوجه نحو زراعة الخشخاش ليشتروا من ريعه السلاح.

في كلمته، قال د. محمد إبراهيم طه، إن رواية "لاجئو بيشاور" التي يتجاوز عدد صفحاتها 500 صفحة، عالج فيها أزمة أفغانستان بشكل وثائقي عبقري بطريقة موجهة لقارئ غير عربي، لأن المؤلف اللبناني محمد الطعان من الكتاب الفرانكفونيين، والرواية مكتوبة بالفرنسية.

وأضاف "طه"، أن الطعان نأى بسيرته الذاتية عن نص الرواية ليستعرض بإخلاص معلومات متزاحمة ووثائقية عن المشكلة الأفغانية، مشيرًا إلى أن شخصيات الرواية تحمل كما معرفيًا ضخمًا لا تستطيع تحمل كل البناء الفني الذي شكله المؤلف في فضاء تلك الشخصيات، فجاءت الرواية مزجا بين الطريقة الأدبية والشكل السردي وبين موضوع الكتاب المعرفي الموثق للمعلومات.

وأكد "طه"، أن الطعان تسامح مع التقنيات الروائية وتنازل عنها في سبيل الموضوع الذي يكتب من أجله، حتى فقدت خصوصيتها الفنية والذاتية.

فيما قالت الروائية أماني الشرقاوي، إننا نعاني منذ عقود من انتشار التيارات الإسلامية المتطرفة منذ توجههم ناحية أفغانستان للحرب ضد السوفيت بمساعدة أمريكية.

وأضافت "الشرقاوي"، خلال كلمتها بندوة مناقشة أعمال الروائي اللبناني محمد الطعان، أن رواية "لاجئ بيشاور" راقبت المشهد السياسي أثناء نشأة التنظيمات الإرهابية وتطور حركة طالبان مع أسامة بن لادن، فاستطاع أن يحشد العديد من المحاور المختلفة في رواية ضخمة للغاية، منها الدور الأمريكي في رعاية الإرهاب العالمي، ومراحل تطور العنف الديني، وتورط الاتحاد السوفيتي في الحروب مع جماعات إسلامية .

وأوضحت "الشرقاوي"، أن رواية الطعان عانت في بعض المواقع من تكرار نفس المعاني خلال صفحاتها الكبيرة، مؤكدة أن الرواية تعتبر مرجعا تاريخيا مهما.

وأكد الكاتب محمد التداوي، أن "لاجئو بيشاور"، تسير على نفس النسق الذي يسير عليه الطعان منذ بدأ الكتابة فيما يتعلق بالسرد التاريخي على شاكلة عبد الرحمن الجابرتي مع مزج أحداث حالية بنفس نسق الرواية، مبتعدًا عن شكل الرواية التقليدية، موضحًا أن الرواية مكتوبة باللغة الفرنسية، وهي رواية تدور حول قصة اللاجئين إما عجائز أو نساء أو أطفال، وجميعهم شخصيات مهمشة، لم نعرف أي تفاصيل عن حياتهم.