قصص وعبر| ضُرتي قطة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

احتدمت الخلافات بين الزوجة وزوجها.. بعدما تدهورت حالتها الصحية وأصابتها حساسية شديدة نتج عنها طفح جلدي بسبب القطة التي جلبها الزوج للعيش معهما، فقررت ترك عش الزوجية والإقامة بمنزل عائلتها للحصول على الراحة الجسدية والنفسية، وأثناء عودتها حدث ما لم يحمد عقباه، وانقلبت حياتها رأسا على عقب.

بالرغم من التفاهم والحب بين الزوجين، إلا أنه كانت هناك نقطة خلاف وحيدة، وهي حب الزوج وعشقه للقطط وعدم استطاعته العيش بدونها، بينما كانت الزوجة على النقيض تماما حيث تنتابها حالة من الذعر والرعب يصل إلى حد الهيستيريا والصراخ كلما اقتربت منها قطة.

وعلم الزوج بأنها مصابة بمرض "فوبيا القطط"، حيث فوجئت به بعد زواجهما يجلب قطة للعيش معهما، تملكتها حالة من الهلع وهرولت مسرعة إلى غرفة نومها ولاحقها الزوج في محاولة لتهدئتها وإقناعها للتعايش معها، وباءت كل محاولاتها بالفشل فكلما اقتربت منها القطة تنطلق الصرخات من بين ثنايا فمها يتجمع على إثرها الجيران يوميًا تعلو وجوههم الدهشة، حينما تخبرهم بخوفها من القطة التي تحملت عبئها، وتحول منزلها إلى مرتع لها حيث رائحتها، وشعرها المنثور فوق السرير، والأرائك والسجاجيد، حتى أصيبت الزوجة بالحكة والحساسية التي نتج عنها طفح جلدي بأماكن متفرقة من جسدها.

اتفق الزوجان على أن تترك الزوجة عش الزوجية والإقامة لدى عائلتها في محاولة للاسترخاء، والعلاج بعدما فشلت في إقناع الزوج بالاستغناء عن القطة واستحالة العيش معها واصفة إياها بأنها "ضرتها" التي فرضها عليها.

وبعد عودتها من فترة النقاهة، هرولت القطة مسرعة إليها وكأنها ترحب بها وتحاول التمسح بساقيها، إلا أن الزوجة سابقت قدماها الرياح وتوجهت مسرعة أيضا إلى غرفة نومها، وأوصدت باب الغرفة خلفها بطريقة لا إرادية ليصدمها صراخ مفزع للقطة التي كانت قد أدخلت رأسها من باب الغرفة، قبل أن تغلقه الزوجة فخنقتها وماتت في الحال.

أصيبت الزوجة بصدمة عصبية شديدة، فالمشهد أكبر من أن تتحمله، وترى القطة في المنام كأنها روح معذبة تحمل هي ذنب مقتلها، وذهبت إلى الشيوخ تسأل عن دية أو كفارة لما حدث منها دون قصد، لكنها أبدا لم تنس المشهد، وزاد مأساتها لوم الزوج الذي نهرها، واتهمها بقتل القطة عن عمد، ووصلا إلى طريق مسدود طلبت على إثره الطلاق لكنه عنفها ونهرها وتشاجر معهت ورفض تطليقها، فما كان منها إلا أن توجهت إلى محكمة الأسرة وقامت برفع دعوى خلع بعدما أكد الطبيب النفسي المعالج للزوجة لمساعدتها على تجاوز الصدمة العصبية التي أصابتها بسبب مقتل القطة.