وزير الأوقاف: العاقل يحاسب نفسه على كل ما يصدر منه

وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة
وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة

أوضح وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أنه على كل إنسان محاسبة نفسه، مؤكدًا أن العاقل هو من حاسب نفسه على كل ما يصدر منه، وأدرك بعين البصيرة أنه لا ينجيه من حساب الله في الآخرة إلا لزوم ودوام المحاسبة لنفسه.

وأضاف الدكتور «جمعة»، أن العاقل من حاسب نفسه في الدنيا، فيخف يوم القيامة حسابُه، ويثقل ميزانه، ومن أهمل المحاسبة ربما دامت حسراته، وخاب وخسر، مستشهدًا بما قاله سيدنا عمر رضي الله عنه: «حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، وَتَجَهَّزُوا لِلْعَرْضِ الأَكْبَرِ، وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَئِذٍ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا».

 وذكر أن الناس في محاسبتهم لأنفسهم على أحوال مختلفة، فمن الناس من يحاسب نفسه كل لحظة، ومنهم من يحاسبها كل يوم وليلة، ومنهم من يحاسبها كل عام، ومنهم من لا يحاسب نفسه حتى يجدها موقوفة للحساب، ولا شك أننا في نهاية عام وبداية عام جديد لا بد وأن تكون لنا وقفة محاسبة مع النفس، فما الدنيا بأسرها إلا كسوق امتلأ ثم انفض ، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، والسعيد العاقل من وعظ بغيره , والشقي الأحمق من لا يوعظ إلا بنفسه.

  ولفت خلال مقاله في موقعه الرسمي إلى ان بعض الناس لا يفطنون إلى محاسبة أنفسهم وكيفية فعل ذلك، فيظن الشخص منهم أن محاسبة النفس تقف عند أداء الشعائر والعبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج فحسب، أو حتى مجرد اجتناب الكبائر، غير أن بعضهم قد يغفل عن محاسبة نفسه عن مدى إتقانه للعمل، أو إهماله فيه وتفلته منه، وقد لا يحاسبها على كل ما اكتسبه أو حصله من مال ومدى حله أو حرمته، أو احتمال وقوعه في الشبهات التي حذرنا نبينا صلى الله عليه وسلم، من الوقوع فيها، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الحَلاَلَ بَيِّنٌ، وَإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبَهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ، اسْتَبْرَأَ لِدِينهِ وَعِرْضِهِ ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ في الحَرَامِ ، كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألاَ وَإنَّ لكُلّ مَلِكٍ حِمَىً، ألاَ وَإنَّ حِمَى اللهِ مَحَارِمُهُ، ألاَ وَإنَّ فِي الجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَت صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، ألاَ وَهِيَ القَلْبُ»، وقد كان الصالحون يتركون بعض الحلال مخافة أن تكون فيه شبهة حرام، وقال بعضهم: إنما سُمي المتقون متقين لأنهم اتقوا ما لا يتقيه غيرهم .