قصة الشجرة الملعونة في القرآن .. طلعها كأنه رؤوس الشياطين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

"وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا(60)" هكذا أنزل المولى -عز وجل- في كتابه العزيز في سورة الإسراء، مشيرًا إلى شجرةٍ قال عنها إنها ملعونةٌ، ومن أصدقُ من اللهِ قيلًا.

إذًا ما هي تلك الشجرة التي ذكرها المولى –جل في علاه- في كتابه العزيز، وأخبر بها نبيه الكريم، وما صفاتها؟

وفي تفسير القرطبي نقلًا عن "البخاري" و"الترمذي" استنادًا منهما لكلام ابن عباس، فإن الشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم، وهو ما أكده الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسيره.

وشجرة الزقوم ذُكرت في القرآن في موضوعين بسورتي الصافات والدخان، وفي كلاهما حملت صفات هذه الشجرة، التي ستكون في الآخرة طعامًا لأصحاب النار، لا تسمن ولا تغني من جوعٍ.

ومن أهم صفاتها التي ذُكرت في سورة الصافات، أن طلعها كأنه رؤوس الشياطين، وأن المولى –جل شأنه- جعلها فتنةً للظالمين في دارٍ لا يموتون فيها ولا يحيون.

يقول الحق تعالى في سورة "الصافات"، "أَذَٰلِكَ خَيْرٌ نُّزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِّنْ حَمِيمٍ (67) ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ (68)".

وفي الموضع الثاني في سورة الدخان، يقول عزّ من قال إن شجرة الزقوم ستكون طعامًا للأثيم، وأنها ستكون كالزيت المغلي "المهل" في بطون الكفار، والعياذ بالله.

وذلك مصداقًا لقوله تعالى في سورة "الدخان"، "إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46)".