«عرب أفريقيا» بين التأكيد والتدارك في جولةٍ حاسمةٍ بتصفيات «الكان»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

بعد غيابٍ دام لعامٍ وثلاثة أشهر، تعود عجلة التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس الأمم عام 2019، المزمع إجراؤها في الكاميرون صيف العام المقبل.

تصفيات أمم أفريقيا تعود بالجولة الثانية، والتي تم تأجيلها من مارس من هذا العام، وترحيلها إلى شهر سبتمبر، حتى يتسنى للمنتخبات الأفريقية التي تأهلت للمونديال الاستعداد الجيد للحدث العالمي، الذي جرى في روسيا هذا الصيف.

ومن أصل عشرة منتخبات عربية في قارة أفريقيا، يتواجد ثمانية منتخبات في التصفيات، ونستعرض في هذا التقرير وضعية المنتخبات العربية المشاركة في هذه التصفيات، وماذا ينتظرها في الجولة الثانية من تصفيات الكان؟.

السودان في وضعية صعبة

البداية من المجموعة الأولى، التي يتواجد فيها منتخب عربي هو السودان، الذي يحل ضيفًا غدًا السبت على غينيا الاستوائية في مهمة معقدة لصقور الجديان، لا بديل فيها سوى الفوز لتعويض إخفاق البدايات.

وتعرض المنتخب السوداني لهزيمة قاسية ومفاجئة في الجولة الأولى في عقر داره ، بنتيجة هدفٍ واحدٍ لقاء ثلاثة، أمام منتخب مدغشقر، الذي كان من المفترض أن يكون الحلقة الأضعف على الورق في هذه المجموعة تضم أيضًا أسود الترانجا المرعبة.

وانتصرت السنغال على غينيا الاستوائية في داكار بثلاثية نظيفة، جعلتها تتبوأ مقعد الصدارة مبكرًا بفارق الأهداف أمام مدغشقر، وهي ستنزل ضيفةً ثقيلةً على المنتخب المالغاشي، الذي سيطمح بالطبع لإكمال بدايته الرائعة، وتحقيق مفاجئة أخرى تعبد له مسار التأهل للنهائيات القارية للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

أما كتيبة صقور الجديان فحينما سترحل إلى مالابو لمواجهة غينيا الاستوائية، فهي تعلم كل العلم أن الفوز هو النتيجة الوحيدة التي ستضع السودان على مسار التأهل للنهائيات، والعودة للتحليق في سماء القارة السمراء من جديد، بعد آخر ظهور لها في غينيا الاستوائية بالتحديد عام 2012.

دافع الفوز سيكون أيضًا عند منتخب غينيا الاستوائية، الذي سيبحث تعويض إخفاق البداية أمام السنغال، وإضافة ثلاث نقاط، ستضع المنتخب الغيني الاستوائي في وضعية تسمح له بالبحث عن إحدى تذكرتي العبور للنهائيات من هذه المجموعة.

ولم يسبق لغينيا الاستوائية التأهل للنهائيات عبر التصفيات، على الرغم من مشاركتها في مناسبتين سابقتين، كللت إحداهما بالوصول للمربع الذهبي عام 2015، لكن في كلتا المرتين كانت متأهلة باعتبارها المنظم للحدث القاري.

 

المغرب في مهمة محفوفة بالمخاطر

ومن المجموعة الأولى إلى الثانية، حيث يتواجد منتخبان عربيان في هذه المجموعة، هما المغرب وجزر القمر، وكلاهما سيسعى لتعويض إخفاق الجولة الأولى.

المغرب وجزر القمر خسر خارج قواعدهما في الجولة الأولى أمام الكاميرون ومالاوي على الترتيب بنتيجة واحدة هي هدف نظيف.

المغرب ستكون على موعدٍ غدًا مع مواجهة لا تقبل الأخطاء حينما تستضيف مالاوي في مراكش، وأي نتيجة غير الفوز ستدخل المغرب في حساباتٍ معقدةٍ للتأهل، باعتبار أن خصمها غدًا هو يعتبر منافسها الوحيد على الورق نحو حجز تأشيرة التأهل الوحيدة عن هذه المجموعة، باعتبار أن الكاميرون حجزت الأولى باعتبار أنها البلد المنظم أيًا كان ترتيبها في هذه المجموعة.

وقبل مواجهة المغرب مع مالاوي، تلتقي جزر القمر في العاصمة موروني غدًا مع الأسود الكاميرونية، وهي تمني النفس بانتصار تاريخي، وهي تعلم كل العلم أن حظوظها في التأهل على الورق تبدو منعدمة.

 

ليبيا باحثة عن الظهور الرابع

وفي المجموعة الخامسة، التي تُعتبر الأقوى من بين مجموعات التصفيات، ستكون ليبيا في اختبارٍ صعبٍ حينما تحل ضيفةً على جنوب أفريقيا، في رحلة سعي الليبيين نحو الظهور الرابع في النهائيات بعد أعوام 1982 و2006 و2012.

وكلا المنتخبان منتعشان بانتصار البدايات، خاصةً منتخب الأولاد الذي هزم نيجيريا في عقر دارها بهدفين نظيفين، أما ليبيا فحققت فوزًا عريضًا على منتخب سيشل المتواضع بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، جعل الليبيين في صدارة هذه المجموعة.

وتسعى ليبيا للعودة بنتيجة إيجابية من جنوب أفريقيا، وذلك قبل صدامها الناري في أكتوبر المقبل مع نيجيريا ذهابًا وإيابًا في أسبوعٍ واحدٍ، سيحدد بشكل كبير ملامح المتأهل عن هذه المجموعة.

وترحل نيجيريا لمواجهة سيشل في مواجهة تبدو في المتناول، لكن الخطأ ممنوع للنسور النيجيرية لتدارك إخفاق البدايات أمام جنوب أفريقيا.

 

الجزائر نحو العبور الآمن

وفي المجموعة السابعة، ستكون الجزائر باحثةً على تأكيد انتصارها في البداية على منتخب توجو بهدفٍ نظيفٍ، حينما تنزل ضيفةً السبت على منتخب جامبيا، المتعثر في البداية أمام بنين بهدفٍ نظيفٍ.

وتدرك الجزائر، التي ستخوض المباراة الأولى تحت قيادة مدربها جمال بلماضي، أن الفوز سيسهل من مهمة محاربي الصحراء في التأهل عن هذه المجموعة.

وفي مباراةٍ أخرى، ستستضيف توجو في العاصمة لومي منتخب بنين، في مباراة سيسعة خلالها زملاء إيمانويل أديبايور، للفوز لإعادة رسم حظوظها في التأهل عن هذه المجموعة.

 

موريتانيا تبحث عن التاريخ

وفي المجموعة التاسعة، ستكون موريتانيا على موعدٍ مع مباراةٍ في غاية الأهمية أمام منتخب بوركينا فاسو القوي في نواكشوط، وسيسعى الموريتانيون لاستثمار الفوز الغالي الذي حققوه في الجولة الأولى أمام بتسوانا بهدفٍ نظيفٍ خارج القواعد، من أجل تحقيق انتصارٍ ثانٍ يعبد مسار التأهل للنهائيات للمرة الأولى في تاريخ البلاد.

بوركينا فاسو دشنت التصفيات بانتصارٍ على أنجولا بثلاثة أهداف لهدفٍ واحدٍ، وهي ستسعى للفوز لتسهيل مهمة التأهل السادس على التوالي لمنتخب الخيول البوركينية.

 

مصر وتونس في مهمة الفوز

وفي مباراةٍ أخرى ستستضيف أنجولا منتخب بتسوانا، في مباراة سيسعى كل منتخب خلالها للانتصار للحاق بركب المجموعة، وتدارك الهزيمة في الجولة الأولى.

وفي المجموعة العاشرة، التي يتواجد فيها منتخبنا الوطني إلى جانب منتخب عربي آخر هو تونس، سيدخل أحفاد الفراعنة ملعب برج العرب غدًا لمواجهة النيجر، رافعين شعار "لا بديل عن الفوز"، لتفادي الدخول في الحسابات الضيقة في هذه المجموعة، خاصةً أن المنتخب المصري خسر بهدفٍ نظيفٍ في الجولة الأولى أمام شقيقه التونسي.

أما منتخب تونس فسينزل ضيفًا ثقيلًا يوم الأحد على منتخب سوزيلاند، صاحب النقطة التي حصل عليها من تعادله أمام النيجر في نيامي.

وسيسعى نسور قرطاج لإبعاد نفسه عن لعبة الحسابات، وعدم إعطاء منتخب سوزيلاند الفرصة لإقحام نفسه طرفًا في معادلة التأهل عن هذه المجموعة، خاصةً أن هذا المنتخب تطور كثيرًا ونافس على التأهل لأمم أفريقيا الأخيرة بالجابون حتى الرمق الأخيرة، وحل ثانيًا في مجموعته بعد زيمبابوي، وأمام منتخب غينيا الذي انتصر عليه ذهابًا وإيابًا.