تزامنًا مع مسيرات «العودة» .. غدر إسرائيل بدأ من «دير ياسين»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا يزال الماضي الأسود للإسرائيليين يلاحقهم بشكلٍ متتابعٍ، فبالأمس، كانت ذكرى مذبحة مدرسة بحر البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية المصرية، التي أودت بحياة ثلاثين طفلًا قضوا خلال غارةٍ إسرائيليةٍ، لتسال الدماء على كراسات الأطفال، بدلًا من أحبار الأقلام.

وقبل أن يحل الاحتلال الإسرائيلي في أرض فلسطين بأيامٍ قليلةٍ، ارتكب مجزرة دير ياسين، غرب القدس، والتي راح ضحيتها ما بين 250 و300 فلسطينيٍ، فيما قلل الغرب من أعداد القتلى، وتحدثوا حينها عن سقوط 109 قتلى فقط، وليس العدد الذي تحدثت عنه المصادر الفلسطينية.

جماعتان صهيونيتان يُسميان، أرجون وشتيرن، أغاروا على قرية دير ياسين، لكي ينتزعوا انتصارًا معنويًا، في ظل عجزهم التام آنذاك عن السيطرة على الطرق الرئيسية الرابطة بين المستوطنات اليهودية، وسط سيطرة جيش التحرير العربي، المؤلف من الفلسطينيين وبعض المتطوعين العرب، على كافة الطرق الرابطة بين المستوطنات.

لا اختلاف بين الماضي والحاضر

سبعون عامًا وآلة القتل الإسرائيلية لم تتغير، ومع بلوغ الذكرى السبعين لمذبحة دير ياسين، بدأ الشعب الفلسطيني قبل أيام انتفاضةً تحت اسم مسيرات العودة الكبرى، انطلقت في الثلاثين من شهر مارس الماضي، ولا تزال مستمرةً بغية النضال من أجل استعادة الأراضي التي احتلتها إسرائيل.

ودفع تسعة وعشرين فلسطينيًا إلى الآن حياتهم ثمنًا لمطالبهم المشروع، بعدما فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار صوب الفلسطينيين المتظاهرين سلميًا مطالبين بحقوقهم.

انتفاضة الفلسطينيين المستمرة تواجهها عمليات قمعٍ إسرائيلية، وسط عجزٍ من الأمم المتحدة على تبني موقفٍ تجاه إسرائيل، ما دامت الولايات المتحدة تستخدم حق النقض "الفيتو" ضد أي مشروعٍ أمي بمجلس الأمن يدين تل أبيب.

شهادة من دير ياسين

وبالعودة للوراء سبعين عامًا، نستحضر ما قاله كارل صباغ، وهو كاتبٌ بريطانيٌ من أصل فلسطيني، في كتابه "فلسطين: تاريخ شخصي"، عن مذبحة دير ياسين، فيقول " قرية دير ياسين من القرى الصغيرة على أطراف القدس ولم يكن لها أي شأن في حركة المقاومة ضد اليهود، حتى أن كبراء القرية رفضوا طلب المتطوعين العرب بالاستعانة برجال القرية لمحاربة اليهود، كما منعوهم من استخدام القرية لمهاجمة قاعدة يهودية قربها، فرد المتطوعون العرب بقتل رؤوس الماشية فيها".

ويضيف صباغ "القرية وقعت على اتفاق للالتزام بالسلم وعدم العدوان مع جيرانهم من اليهود، فما الذي كان يلزمهم فعله ليثبتوا لليهود صدق نواياهم في الرغبة بالسلم والأمن؟ كان الحكم في نهاية المطاف يشير إلى أنهم عرب، يعيشون في أرض أرادها اليهود لأنفسهم".

ومن رواية كارل صباغ، فإن اليهود أكدوا لنا أنهم لا عهد لهم، فإنهم سيحنثون بوعودهم، وهو ما يثقل رصيدهم السيء عند العرب، وهو باقٍ في أذاهننا مع استمرار أعمال القتل والتنكيل التي دأبوا عليهم منذ عقودٍ مضت، ولا تزال إلى الآن.