صور| «أبو الخاوي».. قرية على الهامش يكسر عزلتها «حبل النجاة» 

قرية أبو الخاوي
قرية أبو الخاوي

بقعة مصرية مُهملة، على جانب مجرى مائي أجبرها العزلة، حيث لا ممر للعالم الآخر سوى «حبل» يحرك مركبًا كبيرًا يربط بين ضفتيه ليرى سكانها من غير العاملين بالزراعة الجانب الآخر من حياتهم الآدمية.

 

«هنا أبو الخاوي»، لافتة وضعت على جانبي الطريق في قلب محافظة البحيرة، تشير إلى قرية تقع على بعد 120 كيلومترا من دمنهور العاصمة، صارت قبل شهر محط أنظار وسائل الإعلام عقب حادث «قطاريّ البحيرة».

 

معدية «العُزلة»
 

لم يجد سكان قرية «أبو الخاوي»، وسيلة للتنقل خارج القرية سوى «معدية» تحركها ماكينة تقع على الجانب الآخر متصلة بحبل يربط بين ضفتي المجرى المائي -ترعة- الذي يفصل بين القرية والشاطئ الآخر، حيث لا عبور آمن للأسواق ووسائل مواصلات المحافظات والقرى المجاورة سواها.

 

3 جنيهات هي رسوم عبور السيارات عبر «المعدية»، تقل جنيهًا أو اثنين إذا قرر أحدهم قطع المسافة بين الضفتين سيرا على الأقدام مرورًا بـ«المعدية»، بتلك الكلمات بدأ محمد حسن أحد سكان القرية، حديثه مع «بوابة أخبار اليوم».


 

كوبري مشاة «خارج نطاق الخدمة»
 

ورغم تنفيذ مسؤولو المحليات بالقرية لوعدهم ببناء كوبري مشاة إلى أنه لا يزال «خارج نطاق الخدمة» ويمنع العبور أو حتى السير أعلاه للعبور للضفة الأخرى، بحسب سيد محسن، أحد سكان القرية.


 

خط سكة حديد «بلا مزلقان»

 

نهاية فبراير الماضي، استيقظ أهالي قرية «أبو الخاوي»، على كارثة تصادم قطاري الركاب والبضائع بخط السكك الحديدية الواصل بين القرية ومركز «كوم حمادة»، والتي أسفرت عن وفاة 12 شخصا وإصابة 39 آخرين، تحولت معها صرخات أهالي القرية إلى نداءات استغاثة متتالية بمسؤولي الهيئة لبناء «مزلقان» يفصل ما بين عبور القطارات والسيارات أو المشاة من وإلى القرية.
 

حوادث متعددة شهدتها القرية مؤخرا، لم تكن آخرها «قطاري البحيرة»، والمتهم الأول فيها كان انعدام مظاهر أمان العبور سواء نفق أو مزلقان، وذلك بحسب رواية «محمد. م»، أحد سكان القرية.
 

وأضاف: «فيه شابين كمان ماتوا تحت عجلات القطار وهم بيعدوا الناحية التانية»، مطالبا وزير النقل بالوفاء بوعده بإنشاء نفق يمكن المواطنين من العبور للطرف الآخر أو تفعيل عمل كوبري المشاة المعطل منذ إنشاءه.
 

«سناء. م»، ربة منزل وإحدى أهالي القرية، تقول إن الطلاب يواجهون يوميًا مأساة العبور عبر خط السكة الحديد للوصول إلى المدرسة في الجهة المقابلة، ما يمثل خطورة كبيرة على أرواحهم، إذ لا يوجد طريق آخر سوى العبور فوق القضبان.

 

وخلال تفقده حطام حادث تصادم «قطاري البحيرة»، والتي شهدتها القرية قبل شهر، أكد وزير النقل المهندس هشام عرفات، أنه يجري العمل على تصميم لإنشاء نفق أمن يمكن من خلاله العبور إلى الجانب الآخر.

 

وحدة «غير صحية»
 

ولم تتوقف مأساة أهالي «أبو الخاوي»، عند عدم توفير وسائل آمان العبور فحسب، بل لا آمان معيشي أيضا، إذ تنعدم الخدمات الصحية في القرية، إلا من وحدة صغيرة داخل مبنى متهالك، لا تكاد محتوياتها تضمد جرح طفل صنعتها لعبته البلاستيكية.
 

يؤكد «أحمد. م»، أحد سكان القرية، أن الحالة الصحية لأهالي «أبو الخاوي» تتدهور يوما بعد يوم نتيجة انعدام الخدمات الصحية وعدم وجود مستشفيات قريبة يمكن من خلالها إنقاذ المريض.
 

وطالب «أحمد»، مسئولي الصحة بالمحافظة، بضرورة إنشاء وحدة صحية متكاملة أو مستشفى قريب من القرية لسرعة إنقاذ حالات الطوارئ، مؤكدا أن أقرب مستشفى تقع في إيتاي البارود، وأخرى في دمنهور، والتي تقع على بعد ساعة بالسيارة.