في بنها العسل الأنفاق والكباري أعادت شباب «أرض الجميز»

بنها العسل
بنها العسل

شهدت مدينة بنها عاصمة محافظة القليوبية، طفرة كبيرة بعد انتهاء مشروعات نفق الإشارة وتطوير نفق المنشية وكباري الرياح الوفيقي في وقت قياسي خلال العامين الأخيرين للقضاء على التكدس المروري بهذه المناطق مما أعاد لبنها العسل شبابها وحيويتها.

جدير بالذكر أن  مدينة بنها تبعد عن القاهرة بنحو55 كم وهي عاصمة محافظة القليوبية، وتعد من المدن التجارية المهمة في دلتا مصر نظرا لموقعها الجغرافي الحيوي بين مدن الشرقية والدقهلية والمنوفية ولذا فالانتقال إليها سهل عبر الطرق البرية أو قطارات السكك الحديدية.

وعرفت بنها في زمن الفراعنة باسم «بير نها» أي أرض الجميز حيث كانت تنتشر على أرضها أشجار الجميز التي تستخدم أخشابها في صناعة التوابيت والأثاث والتماثيل كما اشتهرت في زمن حكم البطالمة والرومان بتربية نحل العسل الذي يقتات على زهور الفاكهة المنتشرة في أنحاء شتى من المدينة وبعد الفتح العربي تم تحريف اسمها من «بير نها» إلى بنها وأضاف إليها عامة المصريين لقب العسل فصارت «بنها العسل».

وتحظى بنها بأهمية خاصة من قبل الحكومة المصرية ضمن مشروع طموح يرمي إلى الاستفادة القصوى من كافة ما تحفل به المدن والقرى من مقومات اقتصادية وسياحية فريدة ومتميزة كي تستعيد مصر عافيتها.

تحظى بنها بمكانة خاصة بين مدن دلتا مصر فإلى جانب موقعها الجغرافي تحظى بكثرة المواقع الأثرية الثقافية وهناك خطة عمل للاستفادة من الآثار الفرعونية الموجودة على أرض بنها كعنصر جذب للسياح من داخل وخارج مصر لزيارة المدينة والتعرف على معالمها الثقافية.

ومن جانبه أكد اللواء محمود عشماوي محافظ القليوبية، أن هناك اهتماما من الحكومة المصرية بالحفاظ على الآثار الموجودة بمنطقة أتريب ببنها لأنها تسلط الضوء على حقبة مهمة من تاريخ مصر في زمن دولة الفراعنة إلى جانب الحفاظ على الآثار المكتشفة وصيانتها والاعتناء بها لأن كون صناعة السياحة من أكبر الصناعات المولدة للدخل ولفرص العمل.

وأوضح " عشماوي " أن عدد سكان بنها يبلغ  قرابة 250 ألف نسمة ومساحتها الكلية 176 كيلومترا مربعا وتضم المدينة عدة ميادين وشوارع أشهرها «الفيلات، أتريب والمربع ووسط البلد والمنشية والزهور ومنشية النور والأهرام والبرنس» وتتبع بنها عدة قرى أبرزها: سندنهور وشبلنجة ومرصفا وطحلة ومنية السباع ونقباس وكفر الجزار وبطا وكفر سعد وميت راضي ويعمل غالبية أهل بنها في إنتاج الأجهزة الإلكترونية والكهربائية والصناعات البلاستيكية والجلدية ومستخلصات الروائح العطرية إلى جانب العمل بالزراعة لاسيما القمح والقطن وبساتين الموالح والموز، كما يعمل فريق منهم في تربية النحل والدواجن حيث تعد بنها المركز الرئيسي لتجارة الدواجن في مصر وتوجد على أرضها بورصة الدواجن التي تتحكم في الأسعار وحجم التجارة يوميا.

ويفتخر أهل بنها بأن مدينتهم أنجبت نخبة من العلماء والمفكرين على مر الزمن أبرزهم الدكتور يحيى المشد عالم الذرة الشهير الذي اغتالته إسرائيل عام 1980 في باريس بعد استعانة الحكومة العراقية به لتشييد مفاعل نووي كما أنجبت بنها أيضا كمال الدين حسين أحد الضباط الأحرار الذين قاموا مع الزعيم الراحل جمال عبدالناصر بثورة 23 يوليو 1952 كما أنجبت الأديب حسين المرصفي ونجم الكوميديا أحمد حلمي.

وتعد بنها واحدة من المدن المصرية التي تحظي بآثار فريدة تعود لزمن الفراعنة والإغريق والرومان وتتواجد تلك الآثار في منطقة تقع في مدخل بنها من ناحية الشرق تعرف باسم تلال أتريب الأثرية ويرجع تاريخها إلى الأسرة الرابعة الفرعونية التي أسسها الملك «سنفرو» حوالي 2613 ق.م وقد كانت أتريب من المدن المهمة ولكن على مر الزمن اختفت آثار المدينة تحت الأتربة والرمال بسبب طبيعة الأرض الرخوة ولم يتبق منها إلى الآن سوى أجزاء يسيرة ترتفع عن الأرض في مدخل مدينة بنها وتعمل البعثات الأثرية على اكتشاف الكنوز المدفونة وتعد حمامات أتريب من أهم المواقع الأثرية التي تم اكتشافها أخيرا وهي حمامات شبه متكاملة وكانت تستخدم كمنتديات تجمع الأهالي وقت الظهيرة للمناقشة .

ويقول سامي عبدالوهاب مدير بالتعليم: لا شك أن المشروعات الخاصة بالأنفاق والكباري التي أقيمت بمدينة بنها قد ساعدت على السيولة المرورية في شوارع المدينة لأن عدد سكان المدينة تضاعف بالإضافة إلى الزائرين ولأن بنها بها كافة المصالح الحكومية وأصبحت العاصمة في السنوات الأخيرة مكتظة بالسيارات فكان لابد من إيجاد الحلول وبالفعل حققت مشروعات الأنفاق والكباري الهدف منها.

كما أكد المهندس حمدي عليوة "وكيل وزارة سابق" من أبناء المدينة أن هذه المشروعات قضت على الاختناق والزحام المروري في شوارع العاصمة خاصة أوقات الذروة وشعر أبناء المدينة بالارتياح بعد هذه الطفرة.

كما أثنى كامل السيد "أمين حزب التجمع بالقليوبية" على تلك المشروعات قائلاً: أنها أعادت شباب بنها العسل بالفعل وفكت الاشتباكات المرورية بشارع الكورنيش وميدان الإشارة وشوارع ندا والمحكمة ومنطقة الحارس الوطني وأصبحت المرور فيها انسيابية وسهلة.