أحمد نوار: موقف الإعلام المصري من الفنون التشكيلية «جريمة»

 ندوة  "الفن التشكيلي والقوى الناعمة"
ندوة "الفن التشكيلي والقوى الناعمة"

قال الفنان التشكيلي د. أحمد نوار، إن موقف الإعلام المصري، من الفنون التشكيلية «جريمة»، مشيرًا إلى أن وسائل الإعلام لم تخصص جزءًا من برامجها للفنون التشكيلية، بل ذهبت للرياضة والترفيه وغيرها من الأشياء التي من الممكن ألا تكون مجدية للمشاهد.

 

جاء ذلك خلال الندوة التي شهدتها قاعة «عبد الرحمن الشرقاوي» بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، والتي حملت عنوان «الفن التشكيلي والقوى الناعمة»، وشارك فيها الفنان التشكيلي د. أحمد نوار، والناقد والفنان التشكيلي الدكتور عز الدين نجيب، وأدارها الفنان التشكيلي إبراهيم حنيطر.

 

وأضاف «نوار»، أن الفن التشكيلي في مصر ظل بخير ومزدهرًا للغاية منذ أكثر من قرن، فهو اللغة التي نقلت خلاصة الحضارة الإنسانية، عبر التاريخ، للأجيال المتعاقبة حتى الآن، من خلال الجداريات والصورة والنحت وإلى آخره من الفنون التشكيلية، أما الآن فالفن التشكيلي في أزمة كبيرة، من حيث التأثير على أرض الواقع.

 

وتابع: تتلخص الأزمة في إدارة الفنون التشكيلية داخل مؤسسات وزارة الثقافة المصرية، بالإضافة إلى عدم احترام الثوابت، حيث نجد أن القيادات في وزارة الثقافة لا يواصلون العمل على ما سبق عند تقلد منصب قطاع الفنون التشكيلية، بل يهدم كل منهم ما بناه سلفه.

 

وأوضح أن هناك جماعات متطرفة داخل الوطن تنكل بالفن التشكيلي، بالإضافة إلى غياب الرقابة داخل الدولة، التي تسببت في الاعتداء على العديد من الثوابت لقطاع الفنون الثقافية.

 

ووجه نوار رسالة إلى وزيرة الثقافة بخصوص إلغاء بعض المشاريع الهامة التي تخص قطاع الفنون التشكيلية، من بينها مشروع «أتوبيس الفنون» الذي كان ينقل الأطفال من محافظات مصر إلى القاهرة، ويقيم لهم ورش للفنون لهم لتثقيفهم بالفنون المختلفة، قائلًا:«لا نعرف لماذا ألغي هذا المشروع».

 

وأكد «نوار»، أن التعليم عليه دورًا هامًا في إحياء تأثير الفنون التشكيلية، وجعله من الأولويات بالنسبة للطلاب، ولكن هذا الشق مهمل داخل وزارة التربية والتعليم، وهذا ما يحزننا جميعا، وما نشهده في الفنون هو انحدار بمعنى الكلمة، فلا يوجد أي مدرس داخل المدارس يصلح لتدريس مادة الرسم.

 

وفي سياق متصل، قال الدكتور عز الدين نجيب، إن «أزمة قطاع الفنون التشكيلية تتمثل في غياب السياسة الثقافية، والتي تتمحور في وجود مشروع قومي يوحد كل قطاعات الثقافة على هدف واحد».

 

وأضاف «نجيب»: لا بعد أن نعرف كيف نجحنا في الماضي، ثم فشلنا الآن، حتى نصل الى نقطة ارتكاز، نستطيع من خلالها خلق سياسة ثقافية صحيحة، قائمة على النظر للثقافة على أنها عنصر أساسي من عناصر التنمية، وجزء هام من بناء الإنسان، وليست مجرد "ديكور" أو مظاهر.

 

وتابع: أسهم ثروت عكاشة في خلق هذه السياسة عندما كان وزيرا للثقافة في الستينيات، حينما أنشأ الثقافة الجماهيرية، التي كانت تهدف إلى بناء الإنسان، وحول اسم "قصور الثقافة"، آنذاك، إلى "بيوت الثقافة"، لكسر الحاجز مع المواطن البسيط، ووقتها ساهمت الثقافة في بناء الإنسان وتعليمه حرفا وتنمية مهاراته في المجالات المختلفة.

 

وأشار إلى أن قصور الثقافة استطاعت أن تضم قيادات في الفن والأدب والشعر والمسرح، ونظمت قوافل ثقافية تغلغلت في شرايين القرى النائية في محافظات مصر، وولدت، وقتها، حالة من الثقافة الشعبية الواسعة، تعتمد على المواهب التي تفرزها تلك القرى، ولكن افتقدنا بعد وفاة عبد الناصر هذه الثقافة الجماهرية بعد أن توجهت الدولة إلى عصر الانفتاح.