نبض السطور

خالد ميري يكتب: دروس الشعب

خالد ميري
خالد ميري

يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ خرج الشباب يرفعون شعارات العيش والحريّة والعدالة الاجتماعية، بعدها انضم إليهم شعب كانت روحه قد بلغت الحلقوم من الظلم والفساد، وكعادته طوال تاريخ مصر القديم والحديث انحاز جيش الشعب للشعب، فانتصرت الثورة وتغير النظام.
لصوص الأوطان من جماعة الإخوان الإرهابية تحالفوا مع كل باحث عن غنيمة وقفزوا علي الثورة وسرقوها، لكن الشعب عاد ليجدد ثورته يوم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ويستعيد وطنه الذي كاد يضيع، وكان الجيش أيضا هو الظهر والسند.
في مشاهد بسيطة لكنها رائعة ومعبرة حكي الفيلم التسجيلي في افتتاح مؤتمر حكاية وطن عن ثورة الشعب وشبابه وشعاراتهم النبيلة، وكيف أن لصوص الأديان والأوطان حاولوا اختطاف ثورتهم ومعها وطنهم، لكن الشعب استعاد ثورته وانتصر لحاضره ومستقبله.
قبل يناير الثورة كان النظام قد شاخ وتكرر الزواج العرفي بين السلطة والثروة، حفنة تحكمت في شعب وزوَّرت الانتخابات وسدت أبواب المستقبل أمام الشباب، تصورت أن ضحكات البسطاء رضا وقناعة وأن آهاتهم لا تخرج من القلوب، لم يفكروا في شر الحليم إذا غضب ولم يتصوروا أن الشعب قادر علي الثورة والتغيير، الفساد تحول لأسلوب حياة والمشروعات لم تخرج للنور رغم وجود الدراسات، السنوات ضاعت من عمر الشعب والوطن، فكان أن خرج الشباب يطلبون المستقبل ويثورون في وجه النظام، ولأن المطالَب كانت مشروعة شاركهم الشعب الثورة والحلم وساندهم جيشهم وتغير النظام.
بعدها فاحت رائحة الإخوان لصوص الأوطان وأطماعهم وتكشفت فصول مؤامراتهم علي الوطن والمستقبل والشباب، فعاد الشعب لينقذ بلده ومستقبل أولاده من أيديهم.
ذكري ثورة يناير تأتي هذا العام ومصر مع الرئيس السيسي تسير علي طريق المستقبل، توفر العيش لشعبها وتفرض العدالة للجميع وتحارب الفساد وتفتح أبواب المستقبل أمام الشباب، تمنح الحرية لكل مواطن وتفرض احترام القانون علي الجميع.
الشعب استوعب الدرس واحتضن وطنه في خشوع حتى لا يضيع، نسمات يناير تهل هذا العام والشعب وجيشه وشرطته يد واحدة للبناء والتعمير ودحر الإرهاب والمؤامرات، تهل ونحن نستعد لانتخابات رئاسية شعارها الديموقراطية والنزاهة والشفافية ولا مكان فيها لفاسد.
هذا شعب يعرف متى يثور وفي وجه من، ويعرف متى يهدأ ويشرع في البناء والإعمار، هذا هو الشعب المصري لمن يريد أن يعرف أو يبحث عن دروس.