«الموت لروحاني»..الإيرانيون ينتفضون ضد الغلاء والفساد | صور

صورة من المظاهرات
صورة من المظاهرات

العديد من الهتافات التي رددها الإيرانيون على مدار اليومين الماضيين وصلت إلى ذروتها، الأربعاء 28 ديسمبر، فقد خرجت مجموعات حاشده داخل مدن «مشهد، نيسابور، شاهرود و يزد»، منددة بسياسات الرئيس حسن روحاني، والمرشد علي خامنئي التي تتجاهل أوضاعهم الاقتصادية وتتركهم دون حلول.


وفي تقرير نشرته صحيفة «اكسبريس» البريطانية، الجمعة 29 ديسمبر، أكدت فيه على أن الإيرانيون يشعرون بالغضب من الرئيس الذي يتجاهل مشكلات البلاد الداخلية وغارق في لوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاتفاق النووي الذي ينتظر أن يصدر فيه قرار نهائي خلال الأيام القادمة.


صور روحاني نظيره الأمريكي، في عدد من الخطابات والتصريحات على انه عدو إيران الأول وسخر منه قائلاً، إن الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجن كان «ممثلا أفضل منه بكثير في إطلاق التهديدات للدول حول العالم»


وفي تصريحات لحاكم مدينة مشهد، محمد رحيم -وهي المدينة التي وقع بها على الجانب الأكبر من المظاهرات-، وصف المظاهرات التي قام بها المحتجون على أنها «غير شرعية» إلا إن الشرطة «تعاملت معها بهدوء وصبر في كل الأحوال».


وكانت تقارير إعلامية أفادت أن القوات الإيرانية قامت باعتقال عدد كبير من المتظاهرين بتهم عديدة على رأسها إتلاف أملاك الدولة والمباني العامة.


ويرى عدد كبير من الإيرانيين أن الإصلاحات الاقتصادية التي وعد بها الرئيس روحاني لم تتحقق، بل على العكس، فإن الوضع ذاد سوءًا بسبب انتشار الفساد في البلاد وارتفاع نسب البطالة بشكل أكبر مما سبق، فقد بلغت نسبة البطالة خلال 2016، 12.4 % بزيادة 1.4 % عن العام الذي سبقه.


وحاليًا، يعتبر حوالي 3.2 مليون إيراني عاطلون عن العمل، من مجموع سكان 80 مليون نسمة. 


وذكرت سكاي نيوز، أن الأوضاع في إيران تدهورت ووصلت إلى هذه الحالة الصعبة نتيجة للإجراءات الأخيرة التي اتخذتها البنوك التابعة للحرس الثوري الإيراني. حيث قام عدد كبير من المصارف بإعلان الإفلاس بعد إغراء المواطنين البسطاء بإيداع أموالهم فيها على قاعدة الإغراءات الربحية.


وأشار الموقع إلى أن الظروف الحالية في طهران تشبه كثيرًا الأوضاع التي كانت عليها البلاد قبل ثورة عام 1979، حيث يتصاعد غضب المواطنين بشكل متسارع اعتراضا على سياسات النظام الإيراني على كل الأصعدة.


وفي مواجهة الغضب الإيراني، استخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيلة للدموع والمياه والضرب كوسائل لتفريق المتظاهرين، بالإضافة لاعتقال عدد كبير منهم.


وفي تصريحات لموقع «الحرة»، الأربعاء 28 ديسمبر، قال الناشط والكاتب الإيراني يوسف عزيزي، إن المظاهرات الحالية ليست «وليدة اليوم»، مشيرًا إلى أن هناك عدد كبير من الاحتجاجات والإضرابات التي تم تنظيمها في الأشهر الثلاثة أو الأربعة الأخيرة من قِبل فئات مختلفة.


ووصف الناشط الإيراني التظاهرات بأنها « أصبحت سياسة اجتماعية، والدليل الهتافات ضد خامنئي وروحاني وضد مساعدة النظام السوري».


كما علق، عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية موسى أفشار، على الوضع قائلاً، «إن التظاهرات إذا كانت مرتبطة بشريحة معينة ما، لربما كان احتواؤها ممكنا ولو بشكل مؤقت... لكن شعار الانتفاضة هو ‘لا للغلاء’ وهذا الغلاء الذي أعلنته حكومة روحاني بشمل 80 مليون إيراني»


وكانت الهتافات التي رددها المتظاهرون ضد سياسات النظام الإيراني الحالي المندده بما يحدث في سوريا هي من أكبر الأدلة على أن هذه الانتفاضة الشعبية ربما كان محركها النهائي هو التحركات الاقتصادية الأخيرة، لكنها جاءت بعد وصول الشعب الإيراني إلى «مرحلة الغليان» نتيجة عدد من الإجراءات الداخلية والخارجية التي يرفضها العامة.