«واشنطن بوست»: خطاب اردوجان بذكرى الانقلاب الفاشل يعكس حدة الانقسامات بتركيا

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن خطاب الرئيس التركي رجب طيب أردوجان بمناسبة الذكرى الأولي لمحاولة الانقلاب العسكري الفاشل عكس حدة الانقسامات في بلاده ؛ حيث قام بتوجيه الاتهامات إلى معارضيه السياسيين بالخيانة ثم صوٌر المقاومة المدنية للمؤامرة على أنها انتصارا للإسلام.

وقالت الصحيفة - في تقرير لها بثته على موقعها الالكتروني - إن الخطاب الناري لأردوجان أمام الجمع الغفير من المواطنين في اسطنبول سلط الضوء على الصدمة العالقة في الأذهان تجاه محاولة الانقلاب ، التي أودت بحياة 250 شخصا على مدار ليلة واحدة شهدت أحداث عنف عدة ، وأشارت إلى أن الحكومة التركية ألقت باللوم في محاولة الانقلاب على الموالين لفتح الله كولن ، وهو معارض تركي يعيش في المنفى في ولاية بنسلفانيا.

وفي أعقاب ليلة الانقلاب ، أوضحت السلطات التركية أن الجنود المتمردين الموالين لكولن استخدموا الدبابات والطائرات والمروحيات لاحتلال أو مهاجمة محطات التلفزيون والمباني العامة ، بما في ذلك مبنى البرلمان ، ولكنهم انهزموا بعدما حشد أردوجان مؤيديه إلى الشوارع.

كما أضافت الصحيفة " أن الأحداث ليلة الانقلاب منحت شعورا مؤقتا بوحدة الشعب التركي في دولة تعاني من استقطابات عديدة ، حيث سادت حالة مشتركة من الاشمئزاز غلفتها الصدمة نتيجة استعداد الجنود المتمردين لسحق المواطنين تحت المركبات العسكرية ورشق الحشود من الجو بنيران المدافع".

وتابعت الصحيفة " أن هذه الوحدة تبددت مع قيام الحكومة بتعقب معارضيها ، مما كشف عن الداعمين لمحاولة الانقلاب وكذلك المنشقين"، وأشارت إلى أن الخلفية الغامضة لمحاولة الانقلاب وما تلاها من أعمال اعتقال وقمع ضد المواطنين قد أثارت حفيظة شريحة كبيرة من الشعب التركي ؛ حيث تعرض ما يقرب من 150 الف شخص إلى الإقالة أو التوقيف من مناصبهم في الخدمة العامة ، بينما تم اعتقال ما يقرب من 50 الفا آخرين.

وأردفت الصحيفة الأمريكية قائلة "إن حالة الطوارئ التي منحت الحكومة سلطات استثنائية لازالت مفعلة حتى الآن دفعت النقاد إلى اتهام اردوجان باستغلال محاولة الانقلاب لتعزيز قبضته على البلاد".