لا يوجد لهم مصدر رزق آخر، تتشابه معظم أيام حياتهم،يخرجون منذ الساعات الأولى من الصباح يحملون شباكهم لصيد رزقهم من السمك في بحيرة قارون، وعلى الرغم من أن حال البحيرة صعب في ظل غياب الثروة السمكية فيها وانعدام الأسماك إلا أن معظم الصيادين يخرجون يوميًا للصيد وكلهم أمل في العودة إلى بيوتهم بما يفتح بيوتهم ويوفر لهم قوت أولادهم،وتتكرر فى أوقات كثيرة نفس الحكاية..حكاية صياد راح يصطاد ولم يجد فى البحيرة سمكا!.

كنا هناك على ضفاف البحيرة فى الساعات الأولى من الصباح،رائعة المنظر.. جوها بديع والطيور تتلألأ فى سمائها وعشرات الصيادين يدخلون مراكبهم ويبدءون الرحلة اليومية لصيد الأسماك،يقول لنا سيد عبد النعيم :اعتدت منذ أن كنت طفلا صغيرًا على الصيد مع والذى وأشقائي..

كنا نخرج يوميًا مع طلوع الفجر حتى المغرب ونعود محملين بالأسماك التي تكفى حاجاتنا لمدة كبيرة، ولكن مع مرور الوقت والوهن الذي أصاب البحيرة وقلة الأسماك فيها أصبح الوضع صعبا نوعًا ما،وترك بعضنا الفيوم وعمل للصيد في محافظات أخرى ومنا من قاوم ورفض أن يترك بلده ويعيش على ريع البحيرة البسيط، وأنا واحد منهم، على الرغم من ضعف الإنتاج السمكي وعودتي بقوت أسرتي بالكاد يوميًا ولكنني كلى أمل في أن ينصلح حال البحيرة وتعود كما كانت تنتج أطنانًا من الأسماك.

ويشير عبد النعيم إلى أن هناك بعض الصيادين ممن يسلكون طرقًا ممنوعة في الصيد وهو ما أثر على إنتاج البحيرة،ويجب أن يتم التصدي لهم،كما أن هناك ضرورة لمد البحيرة بالذريعة لزيادة إنتاج البحيرة، لافتا إلى أن لديه 4 أبناء وجميعهم يعملون معه على المركب الصغيرة لصيد الأسماك وتقشير الجمبرى الصغير المسمى بـ «البركاوى»،نسبة إلى بحيرة قارون، التي يطلقون عليها «البركة» أي البحيرة.

ويؤكد زميله عيد عبده،أن الصيد هو مصدر رزقهم،ويقول: منذ نشأتنا ونحن نمتهن هذه المهنة،ولا نعرف سواها وأحيانًا نخرج للصيد ولا نعود بأي إنتاج يذكر، وأحيانًا أخرى نعود بكيلو أو اثنين على الأكثر، وربما بما يكفينا لمدة كبيرة، فهو رزق يكتبه الله لنا،ويعلم أننا لا نملك سواه، ونؤمن بأن رزقنا ورزق أولادنا مكتوب، ويطالب عيد بضرورة الاهتمام بالبحيرة التي أصبحت في حالة يرثى لها بعد ارتفاع نسبة الأملاح والتلوث بها لدرجة كبيرة للغاية.