"هآرتس": ليبرمان عارض إقامة جزيرة اصطناعية أمام غزة

  


قالت صحيفة "هآرتس" العبرية ان الاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري السياسي – الأمني الإسرائيلي المصغر "الكابينت"، مساء أمس الأول، الأحد، ناقش أزمة الكهرباء في غزة، ومخطط وزير المواصلات والاستخبارات، يسرائيل كاتس، لبناء جزيرة اصطناعية مقابل شاطئ غزة، تخضع لسيطرة دولية، ويقام فيها ميناء بحري ومنشآت للطاقة والمياه لخدمة سكان القطاع. 
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين وصفتهم بالـ"كبار" اطلعوا على مجريات الاجتماع، أن قسما كبيرا من الوزراء أعربوا عن دعمهم لخطة كاتس، ولكن بسبب معارضة وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان، لم يتم اتخاذ قرار.
وقال الوزير كاتس، خلال مؤتمر السلام الذي عقدته صحيفة "هآرتس" في تل أبيب، أمس، إنه عرض أمام الوزراء شريطا أعدته شركة الموانئ الإسرائيلية، يحاكي شكل الجزيرة الاصطناعية وتفسيرات بشأن الميناء ومنشآت الطاقة التي ستعمل فيها، وشكل ربط القطاع بواسطة جسر وطرق التفتيش الأمني في البحر وعلى الجزيرة وعلى المعبر من الجزيرة الى القطاع. وأوضح أن الشريط يرد على كل التساؤلات ويبين الواقع البديل الذي يمكن أن ينشأ في غزة.
وأضاف كاتس أنه أوضح للمجلس الوزاري أن تكلفة المشروع تقدر بخمسة مليارات دولار، ولن تصل من ميزانية دولة إسرائيل وإنما من تبرعات دولية. وقال: "قلت خلال أحد المنتديات وأقول هنا بشكل علني – أعطوني التصريح وسأنفذ هذا الأمر. أنا سآخذ رجالا من الجيش والجهاز القضائي والشاباك ووزارة المواصلات، ويمكن لرجال وزارة الخارجية أن يتجولوا في العالم ويعرضوا مبادرة إسرائيلية إيجابية تجاه أصعب مكان في المنطقة".
وقال المسؤولون الثلاثة الذين اطلعوا على مجريات جلسة المجلس الوزاري المصغر، إن الوزراء نفتالي بينت وإييلت شكيد ويوفال شطاينتس وموشيه كحلون ويوآب غلانط دعموا مبادرة كاتس، لكن وزير الأمن ليبرمان قال انه يعارضها لأسباب أمنية ولا يعتقد أنه يمكن إجراء فحص ناجع يمنع تهريب الأسلحة الى غزة عبر البحر. وقال إن الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة يجب أن تشترط إعادة بناء القطاع بنزع السلاح. وبسبب معارضة ليبرمان انتهت الجلسة من دون اتخاذ أي قرار في الموضوع.
ورفض كاتس خلال لقاء أجري معه في مؤتمر "هآرتس" التطرق مباشرة الى النقاش الذي جرى في المجلس الوزاري، لكنه أكد أنه لا يفهم لماذا لم تتخذ الحكومة أي قرار بهذا الشأن طوال ست سنوات مرت منذ عرض المشروع. وقال "للأسف ربما يرجع ذلك إلى سبب سياسي أو بسبب عدم الاستعداد لاتخاذ قرارات ولذلك نتواجد في هذا الوضع حاليا". 
وأضاف "قلت أمس، (خلال جلسة المجلس الوزاري) انه يجب اتخاذ قرار.. إسرائيل لا تملك سياسة إزاء غزة. مسيرة الحماقة الإسرائيلية وغياب القدرة على اتخاذ قرارات تتواصل منذ سنوات. لا يتم اتخاذ قرارات لأسباب روتينية جدا".
وقال كاتس، أيضا، أن رئيس الأركان غادي ايزنكوت والمؤسسة الأمنية يدعمون مبادرته، وأكد "كل الجهاز الأمني يدعم هذا الأمر. عندما يتمكن السياسي من اتخاذ قرارات يقوم احيانا بشد الحبل الأمني – لكن الجهاز الأمني هنا يدعم ويعرف كيف يوفر الحماية، فلماذا لا نوفر لمليوني فلسطيني مخرجا إنسانيا، اقتصاديا، ومرساة مواصلات للاتصال مع العالم والتي يمكنها أن تحقق تغييرا كبيرا".
وقال كاتس ان إقامة الجزيرة الاصطناعية سيستكمل الانفصال عن غزة وسيزيل نهائيا المسؤولية الإسرائيلية عن الأوضاع هناك، ومن شأنه أن يمنع حدوث مواجهة عسكرية جديدة. "هذا حل يسمح بتغيير اقتصادي كبير. وعندما يتحسن الاقتصاد تحدث، عادة، أمورا جيدة. هذا يأتي من أجل جعل الأوضاع طبيعية في غزة. إذا تمت المصادقة على مبادرتي، فستكون فرص منع الحرب كبيرة. هذه الخطة لن تغير الأيدولوجية القاتلة لدى حماس، وهذه ليست صفقة مع حماس.. هذه محاولة للفصل بين المشكلة الأمنية في غزة وأوضاع المواطنين هناك.. لدينا مصلحة كإسرائيليين بتغيير الأوضاع هناك. يوجد هناك الكثير من المواطنين الذين لا يحددون السياسة، ولدينا إمكانية لتغيير الوضع هناك بشكل آمن".