أجور نجوم الدراما حقيقة أم خيال؟

عادل امام
عادل امام
يأتى ماراثون رمضان 2017 هذا العام ليشكل »مطب صناعى« بالنسبة للمنتجين والفنانين والمخرجين، اللذين خرج بعضهم من السباق، إما لمشكلات انتاجية او لضيق الوقت، أو مشاكل بين طاقم العمل، أو لفشل تسويق المسلسل، أو الخوف من المنافسة. لكن على الجانب الآخر يستكمل كبار النجوم تصوير مسلسلاتهم بخطى ثابته منتظرين فى النهاية ثمار مجهودهم طوال العام بتحقيق أعلى نسب مشاهدة والتى تحدد بدورها مصير مشاركتهم فى العام المقبل.
وعلى الرغم من الأزمة المالية التى يشهدها المجتمع المصرى حاليا، إلا أن عالم الفن يختلف كثيرا عن واقعنا حيث تحكمه حسابات وارقام قد تبدو خياليه بالنسبة لنا، لذلك قرر عدد كبير من نجوم الفن رفع أجورهم فى مسلسلات الموسم الرمضانى المقبل بشكل ملحوظ مُقارنة بالعام الماضى، وبعد نجاح النجم عادل إمام كل عام وزيادة اسهمه وسعره وكذلك الحال بالنسبة لمحمد رمضان والذى وصل سعرهما لـ45 مليون جنيه، إلى جانب خروج أقاويل على حصول هيفاء وهبى على 2 مليون دولار نظير مسلسل الحرباية وحصول غادة عبدالرازق على 30 مليونا نظير مسلسل «أرض جو» ونيللى كريم على 25 مليونا ويوسف الشريف على 16 مليونا وغيرهم وغيرهم من أرقام بعضها صحيح وبعضها مغلوط.. تلك الأجور الفلكية التى نسمع عنها، لذا اختار «مُلحق الفنون» الإجابة عن السؤال الحائر حول الحقيقة والوهم فى هذه القضية بجانب التحقيق فى الأمر ومناقشته على أكثر من صعيد كى نوضح لكم إن كانت هذه الأجور تهدف إلى الدعاية فقط.. فكيف يمكن أن ندفع لنجم 50 مليونا ونبيع المسلسل للقناة الفضائية وتُحقق القناة العارضة مكاسب مادية وكذلك المنتج والفنان فى الوقت نفسه، فهى معادلة صعبة نكشفها لكم فى التحقيق التالى من خلال استطلاع آراء النقاد والمنتجين ورئيس القطاع الاقتصادى بالتليفزيون ورئيسة الإذاعة المسئولة عن دراما الراديو فى رمضان المقبل.

أجور النجوم دعاية
فى البداية يقول طارق الشناوى عن رأيه فى الإعلان عن الأجور الضخمة للفنانين هل هى أكذوبة أو حقيقة:  «جزء كبير منها يدخل فى إطار الدعاية لأن النجوم يتباهون بالأجور والأرقام، ولكن فى النهاية الموضوع يخضع لقانون العرض والطلب والدليل أن هناك نجوما إختفت فى السنوات الاخيرة ولم يعد لها وجود على الشاشة، ولكن هناك أمثلة مثل عادل إمام مازال ببريقه ويُحقق أعلى نسب مشاهدة والإعلانات تكون كثيرة على أعماله، فالموضوع أشبه بدائرة تدور فيها كل التفاصيل المتعلقة بقوة النجوم، والموضوع كنوع من الدفاع عن النفس. لاسيما وأن النجوم يلجأون لهذه الحيلة بالإعلان عن أجرهم لكى ينفوا بشكل غير مباشر عن عدم إخفات بريقهم».وبسؤاله عن فكرة تهرب البعض من الضرائب وخاصة أننا نسمع أرقاما فلكية فى الوقت الذى يقومون بكتابة أرقام صغيرة فى عقودهم.. فأجاب قائلا: «الضرائب ليست لها علاقة بكلام الجرايد إنما بما هو مكتوب ضمن العقود والاوراق الرسمية، وأعتقد أن أكثر فنان يكون له عقدان عادل إمام فى السينما ولكنه بعد ثورة يناير الوضع إختلف وأصبح المعلن عنه هو الحقيقى وأصبح يتصدر نشرات الجرائد أنه أكثر فنان دفع ضريبة لأن الرقم الذى يحصل عليه أصبح مُعلنا للجميع».


أما بخصوص عدم سداد بعض القنوات الفضائية لشراء مسلسلات من مواسم سابقة وهل الإعلانات التى تحصل عليها القنوات نظير بعض الأعمال قادرة على سد ثمن الأعمال الدرامية؟.. فأجاب الشناوى: «لاشك أن هناك تعثرا ماديا فى عدد كبير من القنوات، ونلاحظ أن هناك بعض النجوم أعلنوا عدم عرض أعمالهم فى رمضان أو فى مواسم سابقة وخاصة أن دورة رأس المال أصبحت مُتعثرة نظرا لأن الفضائيات لم تُسدد كل الثمن لاسيما وأن حركة الإعلانات تقلصت وهذا أثر بالسلب على عدد الأعمال وخاصة أنه قليل فى هذا العام».


نصف الميزانية للبطل
وهنا تستبعد الناقدة الفنية ماجدة موريس ان تكون هذه الارقام غير حقيقية او من باب «المنظرة» فليس من مصلحة الفنان ان يخلق جدل حوله خاصه فيما يتعلق بالأمور المادية، وترى أن لعبة الأجور تخضع لسوق العرض والطلب وحجم النجم ونجاحه، حيث يرى المنتجون ان هذه الاسماء لها جمهور كبير وستحقق نسب المشاهدة المتوقعة وتحقيق الربح المنتظر لذلك وبعضهم يغامر ويدفع النجم ليكتشف بعد ذلك انه لا يستحق كل هذا المبلغ مما يتسبب فى تعثر الشركة ووقوع أزمات مالية».


وأضافت ماجدة موريس ان بعض المنتجين يقومون بتقليل اجور الفنانين المساعدين أو المشاركين لنجم المسلسل وغالبا ما يكون الطاقم من الفنانين المبتدئين او نجوم صاعدة لفتوا الأنظار فى الدراما التليفزيونية فى العامين الأخيرين لتقديم الأدوار الرئيسة امام كبار النجوم الذين يحصلون على أجور مرتفعة، خاصة أن القائمين على هذه المسلسلات يضعون فى اعتبارهم الميزانية الإجمالية التى تم وضعها للأعمال وعادة ما يتخطى أجر البطل فيها نصف الميزانية وتلك هى المصيبة فى الإنتاج الدرامى.


أجورنا منطقية
أما المنتج ريمون مقار فقال أن تصوير مسلسل «الطوفان» يسير بشكل جيد حيث انهتى المخرج خيرى بشرى من تصوير ما يقرب من نصف أحداث العمل خلال الفترة الماضية والمسلسل من بطولة وفاء عامر وماجد المصرى وصلاح عبدالله ومجموعة من النجوم والنجمات ومن إنتاج شركة مجموعة فنون مصر للإنتاج الفنى وتأليف محمد رجائى ووائل حمدى وإخراج خيرى بشارة وقال انه من المقرر عرضه خلال شهر رمضان ولكن لم يتم اعلان عن اسم القنوات التى ستبث العمل والأجور عندنا منطقية وليست أوهاما بل الميزانية محسوبة بدقة شديدة.


لا توجد خلافات
المنتج تامر عبدالمنعم أنهى الجدل حول الخلافات الخاصة بمسلسل «الضاهر» وهو من بطولة النجم محمد فؤاد بتأكيده انه يتم الان وضع اللمسات النهائية للعمل وسيتم عرضه يوم 15 من الشهر الجارى على قناة «أون إي». وكانت الشركة المنتجة قد أصدرت بيانا وضحت فيه حقيقة تحرير محضر ضد بطل المسلسل محمد فؤاد بسبب تأخره عن مواعيد التصوير ونفى كل ما تردد وقال تامر عبد المنعم إن شركة ماركيز هاوس تكن كل الحب والتقدير للنجم الكبير محمد فؤاد، الذى قام بالتعاقد معه من منطلق إيمانه الكامل بجماهيريته ونجوميته بمصر والعالم العربى وإنما المدير التنفيذى للشركة هو من حرر المحضر بصفته المسئول عن مواعيد الحضور والتعامل مع السادة الفنانين المتعاقدين على مسلسل الضاهر وبالتالى لا توجد أية خلافات مالية فى الأجور.


الأجور بسعر السوق
ومن جانبه أكد هشام صلاح المستشار الإعلامى لشركة «الصباح» التى تُنتج هذا العام ثلاثة اعمال درامية وهم «الحلال» و«الحصان الأسود» و«طاقة القدر» والذى تحدث عن رأيه وقال: «موضوع الأجور ليست لى علاقة به ولكن أتوقع أن الموضوع مبالغ فيه بعض الشئ، ولكن كل فنان يحصل على الأجر الذى يستحقه وخاصة أنهم نجوم فى السوق ولهم سعرهم الذى يُحدد المُنتج ويكون بالإتفاق بين الطرفين»، كما أوضح رأيه فى فكرة حصول البعض على الملايين وهل تحقق الأعمال مكاسب مادية وقال: «أعتقد ليس هناك اى منتج يريد الخسارة بل أن الجميع يسعون للمكاسب وهذا هو أسلوب الحياة، والموضوع مُرتبط بنجاح الأعمال نفسها وليس بأى مقاييس أخرى» وأولاً وأخيراً أنا فى أى عمل درامى سعر السوق يحدد لائحة الأجور لكبار وصغار الفنانين!.


حق استغلال فقط
ومن جانبها أكدت شوقية عباس رئيس القطاع الإقتصادى باتحاد الإذاعة والتليفزيون أنه حتى الان لم يتم الاستقرار على الأعمال الدرامية المقرر عرضها خلال شهر رمضان المقبل على شاشة التليفزيون المصري، وقالت: «نعقد خلال الفترة القليلة المقبلة لجنة ليتم البحث بشأن دراما رمضان، وخصوصاً أن الامكانيات المالية ضعيفة للمشاركة فى انتاج الأعمال، ولكن سوف نقوم بالاتفاق مع كبار المنتجين بأن نأخذ الاعمال حق استغلال فقط حتى لا نشارك فى بورصة الأجور الجنونية»، وأضافت شوقية: «ومن أهم المنتجين الذين يتم الاتفاق معهم كل عام «العدل جروب» للعرض الرمضانى، ويقوموا بانتاج هذا العام مسلسل «لأعلى سعر» للفنانة نيللى كريم، وزينة، وأحمد فهمى، ونبيل الحلفاوى، وهو من تأليف السيناريست مدحت العدل، ومن إخراج ماندو العدل، ومسلسل «واحة الغروب» بطولة الفنان خالد النبوى، ومنة شلبي، وسيد رجب، وأحمد كمال، والمسلسل من تأليف مريم ناعوم، وإخراج كاملة أبو ذكرى، و«تحت أمر السيادة» للفنانة يسرا، وهو من إخراج هانى خليفة وتأليف الكاتب إياد عبد المجيد فى تجربته الأولى، أما بالنسبة للمنتج ممدوح شاهين فيقوم بانتاج مسلسل «الحرباية» للفنانة هيفاء وهبى ومحمود عبدالمغنى، ومن تأليف أكرم مصطفى وإخراج مريم أحمدي، والمنتج محمد فوزى يشارك فى السباق الرمضانى بمسلسل «الدولي» بطولة رانيا يوسف، وباسم سمرة، وأحمد وفيق» ونحن شاشة عرض وفقاً لآليات وضوابط محددة مع كبار المنتجين الذين يأتون إلينا بالنجوم الكبار.


الميزانية ضعيفة
وعلى صعيد الإذاعة أكدت لنا نادية مبروك أنها تقوم الآن بدراسة مقترحات لإنتاج مسلسل إذاعى ضخم بأبطال من نجوم الصف الأول ويذاع على مختلف الشبكات الإذاعية خلال شهر رمضان المقبل، ويأتى ذلك فى محاولة للتغلب على ضعف الميزانية المخصصة للإنتاج الدرامى الإذاعى مع المحافظة على الدراما الثابتة فى الشبكات الإذاعية والتى تنتجها وفقًا لطبيعة خطابها الإعلامى خلال رمضان المقبل.. وترى نادية مبروك أن قلة الموارد المالية بالإذاعة واختلاف أجورها عن التليفزيون لا يضعنا فى بورصة الأجور الفلكية للنجوم الكبار حتى ولو جاءنا العمل داخل العلب من الجهات الانتاجية الخاصة به نجوم كبار لا نتحمل نحن أجورهم ويكون تقديم هذه الأعمال خاضعة لعقود تحدد ما لك وما عليك!.