ستارة باب التوبة بالكعبة.. روعة الزخرفة والفن الإسلامي

 ستارة باب التوبة
ستارة باب التوبة

تعتبر الكعبة المشرفة في مكة المكرمة قبلة المسلمين ومركزًا روحيًا ودينيًا لهم، ومن بين المعالم المميزة للكعبة، تأتي ستارة باب التوبة، التي تزين الدرج المؤدي إلى سطح الكعبة، تعكس هذه الستارة الفنون الإسلامية الأصيلة والإبداع المصري الذي تجلى في تصميمها وتنفيذها عام 1359هـ (1940م).

تتميز ستارة باب التوبة بتصميمها الرائع وزخرفتها البديعة، حيث يزين إطارها الخارجي زخارف نباتية منسوجة بخيوط الفضة، مما يضفي عليها بريقاً خاصاً، هذه الزخارف ليست مجرد تزيين، بل هي تعبير عن الفنون الإسلامية التي تهتم بالتفاصيل والدقة، وتمزج بين الجمال والروحانية.

من الداخل، تزين الستارة بآيات من سورتي البقرة والأنعام، مما يعكس مكانتها الدينية وأهميتها الروحية، وجود هذه الآيات القرآنية يعزز من قدسية المكان ويضفي عليه جوًا من الخشوع والسكينة، حيث يتذكر المسلمون وهم ينظرون إليها كلمات الله وما تحمله من معاني الهداية والإرشاد.

تعود أصول هذه الستارة إلى مصر، حيث صنعت في عام 1359هـ (1940م)، وهو ما يبرز دور المصريين في الحفاظ على التراث الإسلامي وخدمة الأماكن المقدسة، كانت مصر ولا تزال مركزًا لصناعة النسيج والفنون الزخرفية، وقد تجلت مهارات الحرفيين المصريين في هذه الستارة التي تجمع بين الفن والإيمان.

تمثل ستارة باب التوبة رمزًا للتعاون بين الدول الإسلامية في خدمة الحرم الشريف. حيث قامت العديد من الدول عبر التاريخ بالمساهمة في تجهيز الكعبة بمختلف العناصر الفنية والتزيينية، ويعكس هذا التعاون وحدة الأمة الإسلامية والتزامها بصيانة مقدساتها.

إلى جانب قيمتها الدينية والفنية، تشكل ستارة باب التوبة جزءًا من تاريخ الحرم المكي، حيث شهدت العديد من الأجيال على مرورها أثناء تأديتهم لمناسك الحج والعمرة، تستمر هذه الستارة في إلهام الزائرين بجمالها وروحانيتها، مذكّرة إياهم بعظمة المكان وقدسية الشعائر التي يؤدونها.

تظل ستارة باب التوبة شاهداً على روعة الفنون الإسلامية ودقة الحرفية المصرية في القرن العشرين، إنها ليست مجرد قطعة نسيجية، بل هي تجسيد لتاريخ طويل من الإبداع والاهتمام بالحفاظ على التراث الديني، تحمل هذه الستارة في طياتها قصصًا عن الإيمان والوحدة والتفاني في خدمة بيت الله الحرام، مما يجعلها جزءًا لا يتجزأ من تجربة الزائرين للكعبة المشرفة.