حكايات| سر المغارة المقدسة.. هنا كنيسة السيدة العذراء مريم في المنيا

كنيسة السيدة العذراء
كنيسة السيدة العذراء


لمئات السنين، ظلت المنيا واحدة من أهم محطات رحلة العائلة المقدسة خلال رحلتها من محافظة أسيوط إلى سيناء التي اتخذت من جبل الطير بمدينة سمالوط مسكنا لها حتى تم بناء كنسية تحمل اسم السيدة العذراء مريم على ضفاف نهر النيل.

ووصلت السيدة مريم العذراء خلال رحلتها المقدسة هروبا من بطش الرومان إلى مغارة جبل الطير الموجود بمدينة سمالوط ومنذ ذلك الوقت أُقيمت كنيسة السيدة العذراء على قمة الجبل بجوار نهر النيل بسمالوط وأصبحت أهم مزار سياحي قبطي ينسب للعائلة المقدسة بعد دير المحرق.

ويضم مسار رحلة العائلة المقدسة ٢٥ نقطة ذهابا وعودة من سيناء حتى أسيوط حيث  تنقلت العائلة المقدسة في مصر من ساحل سيناء إلى دلتا النيل حتى وصلت إلى أواسط الصعيد حيث يحتوي كل موقع حلت به العائلة مجموعة من الآثار في صورة كنائس أو أديرة أو آبار مياه.

وخلال رحلة العائلة المقدسة مرت السيد مريم بمنطقة البهنسا التابعة لمدينة بني مزار  واستظلت تحت شجرة داخل ساحة سيدي "علي الجمام" قاضي قضاة البهنسا في ذلك العصر فضلًا عن وجود بئر بجوار تلك الشجرة ومرت بمنطقة الاشمونين و ملوي حتى وصلت إلى محافظة أسيوط.

اقرأ أيضا| حكايات| ولائم الوفاء بالنذر.. قرية قناوية تحتفي بذكرى الخلاص من الكوليرا

وفي عام 1938 قام الأنبا "ساويرس" مطران عام المنيا بتجديد الكنيسة وصمم مدخلها من الجهة الغربية بعد أن تحولت إلى مدفنًا فرعونيًا عام 328م حيث تتميز كنيسة السيدة العذراء مريم بالنقوش التي نقشت عليها التي تعود إلى العصر الروماني.

ومكثت مريم العذراء داخل مغارة لمدة ثلاث أيام ثم استكملت رحلتها مرة أخرى ويرجع تاريخ بناء كنيسة العذراء مريم  إلى القرن الرابع الميلادي واللقان الأثري بصحن الكنيسة وهو عبارة عن تجويف تستخدمه الكنيسة و حامل الأيقونات.

 كما توجد "أيقونة السيدة العذراء" وأيقونة القديسة دميانة والأربعين عذراء وأيقونة القديس العظيم مار جرجس ويرجع تاريخ هذه الأيقونات إلى عام 1554 للشهداء وقام برسم هذه الأيقونات الفنان "انسطاسي القدسي" أو الرومي وأيقونة السيدة العذراء رسمها القديس "لوقا الطبيب" كما توجد أيقونة أخرى للعذراء مريم والسيد المسيح.

وتستقبل كنيسة السيدة العذراء مريم بمنطقة جبل الطير بمدينة سمالوط ما يقرب من ثلاثة ملايين زائر من المسلمين والمسيحيين يشاركون فى الاحتفال بالذكرى السنوية التي تستمر لمدة عشرة أيام ويقصد الجميع هذا الدير للتبرك به والدعاء بقضاء الحوائج.