حكايات| ولائم الوفاء بالنذر.. قرية قناوية تحتفي بذكرى الخلاص من الكوليرا

الأهالي يخرجون بالصواني احتفاء بذكرى الخلاص من الكوليرا
الأهالي يخرجون بالصواني احتفاء بذكرى الخلاص من الكوليرا

في آخر جمعة من شهر نوفمبر، وكعادتهم كل عام، يحتفل أهالي قرية النزلة بنجع حمادي في قنا، بذكرى انتصارهم على الكوليرا والطاعون، بعد أن رفع الله الوباء والبلاء عن القرية.

 

وفاء بالنذر
ويحتفل أهالي القرية، بطريقة مختلفة،  إذ يخرج أهالي القرية بالأواني من كل منزل، والتي تفوح منه روائح اللحوم والخضار وغيرها،  ويتجمعون بجوار مسجد القرية، بعد أن ينادى في المسجد «يا أهل القرية كل اللي معاه صنية يطلعها»، ويتجمعون لتناول الطعام سويا،  برفقة الفقراء والمحتاجين.

 

ويعتبر هذا اليوم، عيد عند أهالي القرية، ينتظرونه كل عام، ليوفون بالنذر، الذي نذروه منذ قرابة قرن مضى، بعد أن رفع الله الوباء عن أهالي القرية

 

اقرأ أيضا: 
حكايات| خبايا «حمرة الدوم».. قصة قرية تاريخية لا تُعرف إلا بالدم والنار

بداية القصة
يقول عوض الله الصعيدي، إنه في ثلاثينيات القرن الماضي، أصيب أهالي قرية النزلة التابعة للشرقي بهجورة بنجع حمادي، بالكوليرا والطاعون، مما أدى إلى وفاة عدد منهم، الأمر الذي أصاب أهل القرية وقتها بحالة من القلق والرعب، ورفعوا أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يشفيهم من المرض ويبعده عنهم، ونذروا بأن يقيموا «وليمة» للطعام، للفقراء والمحتاجين، حالة رحيل المرض عن القرية.


وفي آخر أسبوع من شهر نوفمبر منذ أكثر من 80 عامًا، استجاب الله لدعاوى أهالي القرية، وبدأوا يوفون بالنذر بتقديم الطعام للفقراء والمحتاجين في آخر جمعة من كل شهر نوفمبر سنويًا، فضلًا عن تجمع أهالي القرية في جو يسوده المحبة والترابط، عقب خروجهم من أداء صلاة الجمعة .

 

اقرأ أيضا:
 حكايات | زاوية الموت.. قرية مصرية أذهلت شامبليون واشتهرت بالقبر الذهبي

 

أول من يوفي النذر
ويشير مدحت عباس، أحد أبناء القرية، أن أول من بدأ في الوفاء بالنذر من أبناء القرية هو الشيخ محمد عويس، بالتنسيق مع كبار العائلات، وواصل أبناء القرية وفائهم بالنذر إلى يومنا هذا. 

 

وتابع: «كان أعيان هذه القرية يدعون الله أن يرفع البلاء لنتصدق بصدقة عامة يشارك فيها الجميع وتكون في يوم الجمعة عقب الصلاة، في هذا الميعاد من كل عام، حيث يخرج أهل القرية كل يحمل صينية الطعام، وعليها أشهى ما عنده من طعام أمام المسجد الكبير بنجع النزلة ليأكل المارة والمساكين والأرامل والأيتام وفاءًا بالنذر، بعد أن رفع الله البلاء عن القرية، بعد إصابة البعض بالكوليرا والطاعون».

ويوضح أنه يكلف أعيان البلدة من يقوم بجمع الخبز واللحوم والأطعمة وتوزيعها على فقراء القرية والنجوع في فرح وسرور ومشاركة وتآلف ومحبة والمصافحة و التهنئة بين الجميع، متمنين أن يعود الله على الجميع بالخير، واصفًا هذا اليوم كأنه يوم عيد من أعياد القرية والإسراع لإسعاد بعض فقراء القرية.