احتفالات الربيع بـ«ألوان الذكريات»..

نافورة «الأزهر» تخطف الأضواء.. والرسم على البيض يتصدر في «الأسماك»

حديقة الأسماك كاملة العدد
حديقة الأسماك كاملة العدد

فى قلب القاهرة، حيث تتلاقى الأنغام التراثية مع نسمات الربيع العليلة، تتجلى مظاهر الاحتفال بعيد شم النسيم فى أبهى صورها، الشوارع تزدان، تتعالى ضحكات الأطفال والكبار على حد سواء، مع تناول الرنجة والفسيخ، تلك الأطعمة التقليدية التى تعبر عن التراث المصرى فى هذا اليوم، ورغم برودة الجو نسبيًا، إلا أن الحماس يبقى دافئًا، ينبض بالحياة فى كل زاوية، تتحول الحدائق والمتنزهات إلى مسارح للفرح، وتتجمع العائلات لأخذ السيلفى وتناول وجباتهم الشهية تحت ظلال الأشجار، وتترك الأطفال ينطلقون فى ألعابهم، مستمتعين بالحرية والمساحات الخضراء.


ويقدم نهر النيل مشهدًا خلابًا، حيث تتزين المراكب النيلية بالزينة وتصدح بالأغانى الصاخبة، داعية الجميع للرقص والاحتفال، تتجسد البهجة أيضًا فى «فسحة» كوبرى قصر النيل، ويجد البسطاء متنفسًا للتعبير عن فرحتهم، وتتحول الكاميرات إلى شهود على اللحظات الجميلة، مع كل صورة سيلفى تُلتقط على أنغام الموسيقى.
تأخذنا عدسة «الأخبار» فى رحلة مُصورة لترصد أجواء الاحتفال بأعياد الربيع وشم النسيم، تلك اللحظات التى تجمع بين العراقة والحداثة، بين التقاليد والابتكار.
تبدأ القصة من حديقة الأسماك، حيث تتربع أشجار الصنوبر شامخة، وتتلألأ جبلاية الأسماك التى أنشأها الخديو إسماعيل كهدية لمحبوبته، لتضيف لمسة تاريخية للمكان، تُعرف الحديقة بتلك الجبلاية التى تشبه خياشيم الأسماك، وتحتضن بين جدرانها الطينية والرملية قصصًا من الماضي.
تلتقط عدسة «الأخبار» مشاهد الاحتفال العائلي، حيث تتخذ الأسر من هذه المناسبة فرصة للتجمع والتسامر، وتتحول الحدائق إلى ملاعب للأطفال ومنتديات للكبار.


فى قلب الحديقة، تجلس الحاجة شريفة رضوان مع أبنائها وأحفادها، متشبثة بتقليد الرسم على البيض، مؤكدة على أهمية الاجتماع الأسرى فى هذه المناسبات، وتقول: إنه على الرغم من أن تقليد الرسم على البيض اختفى إلا أنها حريصة على أن تجمع أسرتها على طاولة واحدة خلال احتفالات شم النسيم، وأشارت إلى أن الظروف الاجتماعية والحياة العملية أدت إلى تفكيك أواصر الأسرة المصرية وأن هذه المناسبات هى الأقرب للحفاظ على الترابط الأسرى وصلة الرحم والاحتفال مع الأهل والأحباب.
وتحكى سميرة رضوان عن طقوسها السنوية، حيث تبدع فى صنع مجسماتٍ من الأخشاب والألومنيوم لكل مناسبة، من عرائس المولد إلى مجسمات العربات، مضيفةً بذلك لمسة فنية خاصة للاحتفالات، وتقول: إنها تحرص كل عام على ممارسة بعض الطقوس الخاصة بالأجواء الاحتفالية فى المناسبات والأعياد، حيث إنها تقوم بتصميم مجسمات خاصة بكل مناسبة بواسطة الأخشاب والألومنيوم، وتقوم بعمل عرائس وغيرها من الأشكال التى تتناسب مع الاحتفالية، فعلى سبيل المثال تقوم بعمل عروسة المولد خلال المولد النبوى الشريف وقامت بتصميم مجسم لعربة فول.


وفى الحدائق العامة، تجد الأسر ملاذًا لها، وينطلق الأطفال فى اللعب والمرح، وتتخذ الكاميرات دورها فى توثيق الذكريات، وعلى متن المراكب النيلية، تتحول الأغانى الشعبية إلى نشيد للفرح، وتصبح أسطح المراكب مسرحًا للاحتفال بالحياة، تنتقل العدسة بعد ذلك إلى حديقة الأزهر، وتستقطب نافورة الحديقة الأنظار، وتصبح مركزًا للعب والمرح، ومع تقلبات درجات الحرارة، يلجأ الأطفال للآيس كريم للتخفيف من حر الجو، بينما تستمتع الأسر بالموسيقى والطرب الأصيل.
وفى النهاية رصدت «الأخبار» الأجواء فى سفارى بارك بالجيزة، حيث يستمتع الزوار بالحيوانات والطبيعة، وتتحول الحدائق إلى موائد للإفطار ومساحاتٍ للاستمتاع بالموسيقى والغناء، مختتمةً بذلك فصلًا آخر من قصص الاحتفالات المصرية العريقة.