تواضروس يدعو الله بأن يحفظ مصر من كل شر

البابا يشكر الرئيس السيسي على تهنئته الأقباط

البابا تواضروس خلال عظة الأربعاء
البابا تواضروس خلال عظة الأربعاء

بين أحضان كاتدرائية القديس مرقس القبطية الأرثوذكسية بالعباسية، عَمَّت الفرحة أرجاء المكان بالترانيم التى يغنيها الكورال، وسط استقبال البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية الأقباط من مختلف أنحاء الجمهورية بالمقر البابوى لتقديم التهنئة بعيد القيامة المجيد، وقام بتوزيع الحلوى والشكولاتة على الأقباط المتوافدين.

وقال قداسة البابا تواضروس إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أرسل مندوبًا حضر قداس عيد القيامة المجيد، وأرسل برقية للأقباط المتواجدين بالكنائس في دول كثيرة على مستوى العالم وتمت قراءة رسالة الرئيس بالفعل من السفراء والقنصليات المختلفة، وهذه المشاعر تربط الإنسان بالوطن، وهذا أمر مُفرح ونصلي حتى يدوم.

وتحدث قداسة البابا عن ذكرى تحرير أكتوبر قائلًا إنها مناسبة عزيزة استكملنا بها عودة سيناء بعد حرب أكتوبر 1973، وكانت طابا آخر نقطة تم استردادها بالمفاوضات وعن طريق المحكمة الدولية وتم استرداد أرض مصر كاملة، موضحًا أن سيناء بالفعل أرض الفيروز وهي كنز كبير لدى مصر، وهى أرض غالية جدًا وتاريخها عظيم ومن يقرأ فى تاريخها وجغرافيتها يعرف أنها كنز.

وأوضح قداسة البابا خلال لقاء المهنئين بالعيد، أن الدول المحيطة بنا تعانى من صراعات، الأمر الذى يدعونا إلى الانتباه والحرص على وطننا مصر ووحدته، وأضاف: «الله يجعل مصر دومًا واحة سلام»، ولذلك من المهم الحفاظ على سلامة البلاد، فنحن نرى تنازعات الحروب والصراعات والعنف وعدم الاستقرار تجعلنا نخاف على بلادنا ونعلم أنها مُحاطة من كل شر وأزمات.

وعن مفاتيح المحبة أو لغات الحب الخمسة التى تناولها قداسة البابا فى اجتماع الأربعاء الأسبوعى لقداسته طوال فترة الصوم الكبير، أشار قداسة البابا إلى أن أعظم عطية يعطيها الإنسان للآخر هى «الوقت»، والوقت كما نعلم محدود، لذا حينما يعطى الإنسان جزءًا من وقت لإنسان آخر فهذا يمثل شكلًا مُهمًّا من أشكال العطاء، ولا سيما أن الوقت عطية لا تستعوض.
وعن إشادة قداسته فى اجتماع الأربعاء بفيلم «السرب» الذى يوثق إحدى بطولات القوات المسلحة المصرية إثر استشهاد مجموعة من المصريين المسيحيين فى ليبيا عام ٢٠١٥، وأشار إلى أن الرئيس جاء الكاتدرائية لتقديم التعزية وقال لنا وقتها: «لم أرد أن آتى للتعزية إلا بعد أخذنا بالثأر»، وأضاف: «الفيلم كشف ما صنعته القوات المسلحة المصرية من بطولة حِيال هذا الحادث، والفيلم يسطر صفحة مهمة فى تاريخ مصر»، مُقدمًا التحية والشكر للقوات المسلحة على اهتمامها بإنتاج هذا الفيلم الذى يسجل بطولة شباب مصرى (الشهداء) وبطولة القوات المسلحة المصرية فى آنٍ واحد.

وقد ترأس قداسة البابا تواضروس صلاة قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمشاركة ثمانية من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة، ووكيل البطريركية بالقاهرة، وبعض الآباء الكهنة والرهبان، وسط مشاركة كثيفة من قبل المهنئين ممثلى رئاسة الجمهورية، ومجلسى النواب والشيوخ ورئاسة مجلس الوزراء وعدد من الوزراء وكذلك ممثلى العديد من مؤسسات وهيئات الدولة بأركانها المختلفة وسفراء بعض الدول.

وشهدت الكاتدرائية حضورًا كبيرًا من أبناء الكنيسة الذين ملأوا صحن الكنيسة الكبرى بالكاتدرائية، وحيَّا أبناء الكنيسة قداسة البابا لدى دخول موكبه إلى الكنيسة، وكذلك أثناء دورة القيامة.

وقَدَّم الأنبا أكليمندس الأسقف العام لكنائس قطاع ألماظة ومدينة الأمل وشرق مدينة نصر، الشكر للمهنئين باسم قداسة البابا والمجمع المقدس والهيئات القبطية، حيث شكر الرئيس عبد الفتاح السيسى لإرساله برقية تهنئة بالعيد، وكذلك هنأ الرئيس المصريين المسيحيين بالخارج، كما أوفد اللواء أحمد على رئيس ديوان رئيس الجمهورية لتقديم التهنئة أثناء قداس العيد، وحرص الأنبا أكليمندس على تهنئة الرئيس بمناسبة بدء فترة رئاسية جديدة.

وأشار قداسة البابا إلى شرط قوة الغفران، وهو أن الله لن يغفر للإنسان إذا لم يغفر لأخيه الإنسان، لأن مقابلة الخير بالخير عمل إنساني، ومقابلة الخير بالشر عمل شيطاني، أما مقابلة الشر بالخير عمل إلهي، ونحتاج فيه إلى قوة الله، وأشاد قداسة البابا بروعة أن يملك الإنسان قوة مسامحة الآخر، فهذه أعظم قوة فى حياة الإنسان، أن يغفر لِمَنْ أساء إليه، وعندما يطلب هذه القوة من الله سيصبح قادرًا على مسامحة أخيه الإنسان، كما سينال الرحمة من الله فى حياته.

واختتم قداسته، مشيرًا إلى أن القيامة روح تنساب إلى الإنسان، بحيث ينال قوة محبة الله فى حياته اليومية.

وقال قداسة البابا: «نصلى لأجل مصر الوطن الغالى ليكون دومًا فى محبة وسلام وأخاء»، ودعا قداسته إلى ضرورة انتهاء الحروب الدائرة فى أماكن عديدة بالعالم، وأن يعطى الله العالم سكينةً وهدوءًا وسلامًا، وأن يحفظ بلادنا فى سلام وتقدم، لافتًا إلى أن الوطن أغلى ما عند الإنسان، واختتم بالدعاء لمصر ولشعبها بالبركة.

ووَجَّه قداسته الشكر لمندوبى رؤساء مجالس النواب والشيوخ ورئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وفضيلة المفتى الدكتور شوقى علام، وعددٍ من الوزراء الذين أرسلوا مندوبين عنهم فى القداس للتهنئة.

كما شكر أيضًا الوزراء والمحافظين والقيادات الذين حضروا فى القداس لتقديم التهنئة، وهم وزراء الكهرباء، والتموين، والتضامن الاجتماعي، والتنمية المحلية، والهجرة وشئون المصريين بالخارج، والثقافة، ومحافظ القاهرة ومحافظ دمياط، وعددٌ من كبار قيادات القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، وممثلو الهيئات القضائية، وسفراء بعض الدول، وممثلو عددٍ من النقابات والأحزاب والجامعات المصرية.