مصر البشر

إنت مين؟

  لم يكن التليفزيون قد فتح قلبه وذراعيه بهذه الطريقة للاعلانات ولكن اصبح الحال غير الحال

هل يشارك التليفزيون في النصب علي الناس؟

انت مين؟ عاوز تعرف انت مين؟ اسأل الست التي لم تجد طريقة تتكسب منها إلا ان ترتدي قميصا ابيض بصدر مفتوح وأكتاف عارية وكانت من قبل لا ترتدي ذلك ولكنها وجدت ان هذه الملابس أسرع في اقتناص الجهلاء وهي عالمة في كل شيء (فاهيما) من الفلك الي الورق الي الأرق وكشف الغيب.. وتعلن عن نفسها في التليفزيون ومعها صورة رجلين (وقورين) وشكلهم (كمل) ثم تقول انت مين؟ وطبعا بلدنا مليئة ببسطاء العقول سواء من الغلابة أو من سكان القصور.. الكل يجري خلف هؤلاء الدجالين الذين (يشوفوا البخت ويبينوا زين) بطريقة حديثة وعيني عينك عن طريق المجتمع كله ولكن هذا الإعلان التليفزيوني كان قد اتخذ شكلا وقورا في العام الماضي أما هذا العام فالست (فاهيما) قلعت لزبائنها وطلعت بالقميص واللي مش عاجبه يشرب م البحر!!

هل ثمن هذا الاعلان الشديد الرخص يحتاجه التليفزيون؟  ولماذا لا يكون هناك مدير عاقل لاعلانات التليفزيون يقبل ويرفض خصوصا هذا النوع الذي يدخل في باب النصب علي الناس!

وللعلم ٩٠٪ من أهل مصر يسارعون لمثل هؤلاء وكلهم يصدقون ما يقال لهم حتي لو طلع كذب فانهم بعد ذلك يلجأون (لناس ثانية) ولكن المصيبة في هذا الجهاز الذي يملكه رجل  من خيرة رجال الأعمال في مصر وعليه ان يجتمع بمسئولي اعلاناته لكي يكون رأيا فيما يبث من اعلانات لان ناس مصر دائما يقولون عن أي حاجة من التليفزيون منسوبة لصاحب الجهاز.

زمان كان السيد صفوت الشريف مهتما بكل ما يبث من التليفزيون من (بلاوي) وكأنه لا عمل له الا مشاهدة البرامج قبل بثها!!

وهو شخصيا كان وزيرا للاعلام وليس للتليفزيون أي انه كان مسئولا عن الاعلام بشكل عام فكان دائم الاجتماع بنا وبرؤساء التحرير حتي يكون لديه  فكرة عما يبث للناس من رسائل اعلامية هذا عدا التليفزيون والتزامه بالسياسة العامة للدولة وعدم بث أي أحاديث للمعارضين الذين كانت هو اياتهم المعارضة لمجرد المعارضة وليس للوصول الي شكل معين للدولة أو سلوك معين للدولة.

وكنت في رمضان كل عام أقدم برنامجا يوميا قبل أذان المغرب احيانا يكون حواري مع نجم من نجوم الفن او المجتمع أو الأدب واحيانا يكون فكرة يومية ابثها لنشر اخلاقيات وسلوكيات معينة للشعب وخصوصا الشباب وكنت دائما أحاور المسئولين فيما يقدمونه للناس واقوم بتوريطهم في مشاريع معينة وخصوصا للشباب.

لم يكن التليفزيون قد فتح قلبه وذراعيه بهذه الطريقة للاعلانات ولكن اصبح الحال غير الحال وأصبحت الاعلانات هي سيدة الموقف بما لها من  (مد) مالي وقدرة ونفوذ بقدر ما تحول التليفزيون من قيم مادية هابطة تجعل المادة هي المسيطرة علي عقول الناس وندعو الله ان ينجي مصر وناس مصر.