بـ..حرية

أئمة.. لا ببغاوات

نطق الأزهر بكلمة الحق وقال إنه يرفض «الخطبة المكتوبة»، التي تفتق ذهن وزارة الاوقاف بتعميمها علي أئمة المساجد لتلاوتها في خطبة الجمعة علي المصلين كل أسبوع.

تأخر الأزهر في قول الحق، وفي أن يوقف هذه المهزلة التي من شأنها أن تؤدي إلي:

> تحجيم أفكار الدعاة والأئمة.

> تحويل الائمة إلي ببغاوات يرددون ما يملي عليهم.

> تصدير احساس إلي المصلين أن هذا هو رأي الحكومة وما تريده الحكومة وليس رأي الدين.

> تطويع الأفكار لما تريده الوزارة بغض النظر عن كونه للصالح العام أو لصالحها.

> إخفاق جديد للوزارة بعد فشلها في تعميم الآذان الموحد، مما يضعف مصداقيتها.

> إظهار عجز الوزارة عن الاستعانة بأئمة مدربين وعلي قدر من العلم والكفاءة يجعلهم يتناولون موضوعات مفيدة، أو حتي تأهيل الائمة الموجودين حاليا في اللغة والعلوم الإسلامية.

كيف يمكن لوزارة تخاطب كل «مسلمي» مصر وتشكل وجدان كل المصلين أن تكون بهذا التفكير المحدود؟ ولماذا لم يبادر وزير الاوقاف محمد مختار جمعة بالاتصال بالإمام الاكبر د. أحمد الطيب ومناقشته في هذا الموضوع والتنسيق معه قبل اتخاذ القرار، حتي لا يبدو للرأي العام أن هناك انفصالا وتضاربا في الافكار بين المؤسستين الاسلاميتين.

وإذا كانت وزارة الداخلية تقوم بمحاربة الارهابيين وتقوم عناصر من الجيش بتصفية البؤر الارهابية في سيناء، فإن دور الازهر والأوقاف والإعلام محاربة الإرهاب كفكر من خلال المنابر وصفحات الجرائد والمجلات وشاشات التليفزيون والمواقع الالكترونية.

وتجديد الخطاب الديني لا يعني بالضرورة توحيده، فالأفكار لا تتوحد، ولكنها تتلاقي، وتوحيد الخطاب يعني «خنقه» ووأد كل صور الابداع والتجديد.

وظني أنه إذا أصرت وزارة الاوقاف علي هذا القرار الخاطئ فإنها تصدر شهادة بوفاة الخطاب الديني، وتعطي فرصة لمروجي الأفكار المسمومة والمغلوطة والارهابية أن يجدوا مجالا أكبر للحركة وجمهورا أكبر للاستماع إليهم.

يا وزير الأوقاف إلغ القرار.. وأنت الكسبان .

آخر كلمة

ليس الخطاب الديني وحده الذي يحتاج لتجديد.. وزارة الأوقاف أيضا تحتاج لهذا التجديد والتغيير.