بـ..حرية

الأخــلاق

في ٢٤ اكتوبر عام٧٣ كانت أولي حفلات مسرحية مدرسة المشاغبين التي دقت أول مسمار في نعش الاخلاق

كاتب المسرحية -رحمه الله- كان من المطبعيّن مع اسرائيل من قبل كتابة المسرحية وحتي وفاته العام الماضي - توقيت العرض كان في أعقاب نصر مصر الساحق علي إسرائيل

ووقتها هاجم النقاد العمل الذي كان يضم نجوماً في بداية بريقهم الفني عادل إمام، أحمد زكي، سعيد صالح، يونس شلبي وحسن مصطفي وسهير البابلي

استمر العمل علي المسرح سنوات ثم انتقل إلي التليفزيون فزاد الوباء انتشاراً، ورسخ مفهوم الطلاب الذين يستهزئون بآبائهم ومعلميهم وأن الرجولة في المرحلة الثانوية تعني عدم احترام الكبير بكل صوره، وقام الطلاب وقتها بتقليد أبطال العمل، وتحول هذا السلوك لظاهرة، وانقلب فيما بعد إلي التدهور الاخلاقي الذي نعاني منه الآن بصوره وأشكاله المختلفة

ولم يكن لأي عدو أو كاره للبلد أن يفعل ما فعلته هذه المسرحية في تكسير عظم الاخلاق.

وما فعله حسام حسن مدرب النادي المصري خير دليل علي ما أقول، فرغم كفاءته والانجاز الذي حققه في الدوري والذي كان يؤهله إلي قيادة الفريق الوطني إلا أن اخلاقه دمرت الشطارة والكفاءة والموهبة فتهوره وضربه لمصور حول مسار حياته من مدرب يسطع نجمه إلي سجين في مزرعة طرة، ومن قدوة رياضية للشباب إلي قدوة للبلطجة!

ولن اتحدث عما فعلته اغلب مسلسلات رمضان في تحطيم الاخلاق والقيم والمثل وتعاليم الأديان، فواحدة جعلت من خارج عن القانون «اسطورة» وأخري حولت خائنة لزوجها إلي ضحية ومغلوبة علي أمرها ولابد أن يتعاطف الجميع معها. وأم تنتقل من أحضان شاب إلي شاب بقسيمة زواج، رافعة شعار «أنا مابعملش حاجة تغضب ربنا».

وأمثلة أخري كثيرة تضع السم في العسل، تدوس علي القيم وتحجب الأعراف وتبرر كل الافعال الخاطئة، وفي بعض الاحيان تبرر الحرام. ولايسلم الأمر في احيان أخري من أن نحمل المجتمع الذنب.

ما فعلته «مدرسة المشاغبين» عقب نصر اكتوبر، تفعله المسلسلات والأعمال الفنية التي تغزو بيوتنا، وعقول ابنائنا الآن بعد الثورتين المجيدتين، في محاولة لتنفيذ ما فشلت فيه إسرائيل والاخوان.

وأنا علي يقين أنه لن يستطيع احد أن يوقف هذا الغزو ولكننا نستطيع ان نقاومه وننتصر عليه بحسن التربية واعلاء القيم والاخلاق في كل بيت ووسط كل أسرة.

فلا تطور ولا تقدم ولا علو بلا أخلاق

< آخر كلمة

فروا إلي الله