روايات صادمة عن إرهاب «الشفاء»

إعدام مدنيين بعد تقييدهم.. والعثور على جثامين متحللة

فلسطينيون يبحثون عن ناجين فى مستشفى الشفاء
فلسطينيون يبحثون عن ناجين فى مستشفى الشفاء

غزة- وكالات الأنباء:
بعد حصار دام لنحو أسبوعين ، انسحب الجيش الإسرائيلى بشكل كامل من مجمع الشفاء الطبى ومحيطه غربى قطاع غزة منفذا سياسة «الأرض المحروقة»، وتاركا الدمار خلفه. وقالت مصادر طبية إن قوات الاحتلال أحرقت جميع أقسام المستشفى ودمرت كل الأجهزة والمستلزمات الطبية مما أدى إلى خروج المجمع بالكامل عن الخدمة ، مشيرة إلى أن حجم الدمار بالمجمع والمبانى المحيطة هائل جدا. وقال المتحدث باسم الدفاع المدنى بغزة محمود بصل إن قوات الاحتلال أعدمت فلسطينيين مكبلى الأيدى فى المجمع الطبى، مشيرا إلى العثور على جثامين نحو 300  شهيد فى المجمع ومحيطه كحصيلة أولية بعد انسحاب الاحتلال. وأوضح المتحدث أن إحصاء عدد الشهداء صعب جدا خاصة  بعد أن قام الاحتلال بجرف الطرقات ودفن الجثث داخل وفى محيط المجمع، كما جرف جميع المقابر المحيطة بالمجمع. وأوضحت مصادر طبية أن الجيش دمر المقبرة المؤقتة التى كان قد أقامها المواطنون فى مجمع الشفاء الطبى وأخرج جثامين الشهداء والموتى منها وألقاهم فى مناطق متفرقة بالمستشفى.


وبدت آثار تجريف الأرض فى ساحة المجمع وحولها واضحة، وتم نسف المبانى المحيطة بالمستشفى بشكل كامل. ووثقت مقاطع فيديو انتشارا لمئات الجثث المتفحمة فى المجمع ومحيطه، حيث أكدت مصادر طبية العثور على عشرات الجثامين المتحللة لشهداء. وتداول رواد منصات التواصل الاجتماعى مقاطع وصور  تظهر آثار عمليات دهس لجثامين. ووصف مراسل شبكة «سى إن إن» المشهد فى مستشفى الشفاء  «يبدو وكأنه فيلم رعب» . 


وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» إن الجرافات سحقت جثث المواطنين فى كل مكان فى ساحة المستشفى وحولها. وأضافت أن الناجين فى المكان يعانون من سوء التغذية وأنه يتم إعطاؤهم زجاجة مياه واحدة يومياً ليتقاسموها مع ستة أشخاص.


ودعت لجان الطوارئ المواطنين لعدم الاستعجال فى تفقد أوضاع محيط المجمع «خشية وجود كمائن وقناصة فى محيط الشفاء» ، كما دعتهم لترك المرحلة الأولى لجهات الاختصاص. وقالت وسائل إعلام فلسطينية إن آليات الاحتلال وهى تنسحب كانت تطلق النيران بكثافة وعشوائية أثناء انسحابها.


من جانبه، قال مدير المكتب الإقليمى للمرصد الأورومتوسطى محمد المغبط إن الاحتلال لم يقدم أى دليل على استخدام الفصائل الفلسطينية مجمع الشفاء ساحة للقتال. 
فى غضون ذلك ، واصلت قوات الاحتلال عدوانها الغاشم على أنحاء قطاع غزة حيث أطلقت النار بكثافة اتجاه منازل المواطنين فى بلدة خزاعة شرق خان يونس تزامناً مع قصف مدفعى للمنطقة. واستشهد 11 فلسطينيا فى قصف لمجموعة من المواطنين فى بلدة بنى سهيلا فيما تمكن مسعفون من انتشال خمسة آخرين من الأجزاء الغربية من المحافظة. وناشدت وزارة الصحة الفلسطينية كافة المؤسسات الدولية والأممية والمجتمع الدولى ببذل الجهود من أجل إعادة تشغيل مستشفى ناصر، وإعطاء الحماية للمؤسسات الصحية.وقالت الوزارة إن خروج المستشفى من الخدمة يعتبر ضربة قاصمة للخدمة الصحية التى تقلصت إلى أدنى مستوياتها وأوضحت أن جميع طواقم المستشفى «تحت الخطر الشديد حالياً، ولا تستطيع الحركة نهائياً». وأكد الهلال الأحمر أن أحد موظفيه استشهد عندما توغلت الدبابات الإسرائيلية فجأة بالمناطق المحيطة بمستشفى ناصر.