عكس التيار

التعامل مع الذكاء الاصطناعى

رضا هلال
رضا هلال

شهد العالم فى العقدين الأخيرين تطورا مذهلا فى مجال التكنولوجيا وخصوصا تكنولوجيا المعلومات، حتى أضحى كل شيء فى متناول اليد الواحدة، وبأسرع مما يتخيله، عقل أو يصدقه بشر، وما كنا ندرسه بأن الإعلام يجعل العالم قرية صغيرة، أصبح شيئا من الماضى الذى عفى عليه الزمن، فقد أصبح العالم كله وما يدور فيه من أقصاه إلى أدناه ومن أعلاه الى أسفله فى قبضة يدك، تقلبه كيفما تشاء، وتشاهده كيفما يحلو لك، وتقبله أو ترفضه بمحض إرادتك.

هذا التطور المذهل القادم إلينا من الشرق والغرب، حاولنا أن نستخدمه فى حياتنا للإفادة والاستفادة إذ بنا نكتشف أننا متجهون رغما عنا نحو استخدامه للترفيه والتسلية بالدرجة الأولى، وأحيانا فى تسهيل حياة الناس.

ففي الشرق برعت الهند براعة جعلها من مؤسسي هذا العلم بفضل المهندس «باليغا Baliga» وهو مبدع هندي واحد استحدث هذه الدراسات فى أواخر العقد الأخير من القرن الماضي ثم مع السنوات المتسارعة أصبحت بنجلور الهندية واخواتها تصدر للعالم عقولا تبتكر وتخترع فى هذا المجال.

ومن هنا برز فى عالمنا الاستهلاكى مصطلح «الذكاء الاصطناعي» الذى فزعنا نحو إنشاء كليات لتدريسه والتخصص فيه، ولكن ما الأهداف التى جعل الجامعات الحكومية والأهلية والخاصة تتوسع فى إنشاء واستحداث هذا النوع من التعليم الجديد علينا فى بلادنا، القديم فى بلاد بعيدة شرقا وغربا ..

ومما يستغرب له ويثير دهشتى أن أحدى الجامعات الكبرى والتى تدعى لنفسها الريادة أنها وفى معرض تقديم مبرراتها لإنشاء كلية الذكاء الاصطناعى ضمت من بين الأسباب سببا أعجب من العجب العجاب، وهو المساهمة فى استحداث وتطوير الألعاب الإلكترونية.

أن مصر لديها العقول التى يمكنها ان تقود هذا القطاع الى آفاق رحبة، وننافس ماحققته بلد مثل الهند فى هذا المجال.