حروف ثائرة

محمد البهنساوي يكتب: لماذا سقط الإخوان ؟ «1»

محمد البهنساوي
محمد البهنساوي

أيام وتهل علينا ذكرى ثورة 30 يونيو، تلك الفترة الفيصلية في تاريخ مصر، نجدنا بحاجة للحديث مجددا والتحليل والوقوف عند نقاط مهمة حتى نتذكر أين كنا؟ وكيف أصبحنا؟ وإلى أين نسير؟، والأهم أن ندرك كيف كان الوطن معرضاً للاختطاف والتمزق شيعا وأشلاء، وهبّ الشعب العظيم ليس دفاعا عن مكاسب أو سعيا لغنائم، إنما فقط لاستعادة الوطن الجريح الحزين. 

قد يقول قائل:- كم تعرض وطننا لمحن وكم جار عليه الزمان من استعمار وحكم أجنبى ومحاولات فتن، لكن لم يتعرض طوال تاريخه للتمزق والتفكك والاختطاف إلا فى العام الأسود لحكم الإخوان، ويتعجب البعض كيف لا يكون الخطر الأكبر من الاستعمار والحكم الأجنبي؟! ولعل الإجابة فى سبب التعجب نفسه، فالخطر الشديد هذا العام لأن المتربص بالوطن من بعض المحسوبين عليه الحاملين - صوريا - لجنسيته، فإذا كان الحذر من العدو مرة والصديق ألف مرة، فما بالنا بالحذر إذا كان المتربص من بني الجلدة والدم؟!! وهذا مكمن الخطورة غير المسبوقة. 

والحديث عن 30 يونيو لا ينفصل بحال عما سبقها، خاصة منذ يناير2011 والتي كانت بداية سقوط الإخوان، وليس صعودهم كما يظن البعض، وحتى هذا التاريخ كان الكثيرون مخدوعين بجماعة الإخوان، ومع قدرتهم الفائقة على المظلومية، ولبس ثياب الواعظين الذين هم على أمرهم مغلوبين، مغلفين كل هذا بغلاف خادع من حديث الدين وإجادة اللعب على هذا الوتر، مع اللعب الموازي علي حاجة بسطاء المصريين وما أكثرهم، ليتولد لدي البعض تعاطف معهم، وفئة أخرى خدعهم حديث الدين المزيف، وثالثة غالبة دانت لهم بفضل عطائهم الذي ظنوه من بواعث الدين منزها عن هوى السياسة ومطامع الدنيا، ورابعة تنفر منهم لكن مسهم شرك الظلم السياسي فوقعوا فيه متعاطفين معهم، وخامسة لم ينطلِ عليهم كل هذا ووضعوهم فى المكانة المناسبة لهم ومخططاتهم. 

العجيب أن تلك الفئات بمن فيهم من لم يتعاطف يوما معهم ولم يقع فى شرك أكاذيبهم، لم يذهبوا ولو بخيالهم إلى عدد قليل مما أظهرته أحداث يناير وما تلاها من حقائق بشعة لتلك الجماعة المتعطشة للسلطة وبريقها ومكاسبها، ومن هنا نبدأ حديثا ربما يطول لعدة مقالات عما تكشف عن الإخوان وجعل سقوطهم حتميا بل ومهما. 

الكذب والخداع والانتهازية، 3 صفات نبدأ بهم رحلة البحث عن أسباب سقوط الإخوان، كثيرون كما قلنا كانوا مدركين لتلك الصفات، لكن لم يتخيلوها بكل تلك البشاعة، فقدرة الإخوان علي الكذب والخداع هو ما حافظ على تواجدهم القوي داخل مجتمعنا خاصة كما قلنا بأوساط البسطاء والأقاليم النائية، أما الانتهازية المعروفة للكثيرين عنهم فظهرت فى أبشع صورها قبل وخلال وبعد أحداث يناير، انتهازية ارتبطت ارتباطا وثيقا بالكذب والخداع، وكلنا نذكر الأيام السابقة على يناير، وكيف أعلنتها الجماعة صراحة أنهم لن يشاركوا في أحداثها التي وصفوها بالفتنة - يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم - وبمكر الثعالب، تحينوا اللحظة المناسبة للقفز على تظاهرات الشباب واختطافها والسيطرة عليها تماماً، ضاربين عرض الحائط بما قالوه ووعدوا به، ولتذهب المصداقية واحترام النفس والدين والوطن إلى جحيم السياسة ومفاتنها.

وللحديث بقية، المرة المقبلة عما تكشف من صفات الإخوان، ومحاولة الإجابة عن أسباب سقوطهم.