عكس التيار

كلام فى السوشيال ميديا

رضا هلال
رضا هلال

وسط الموج المتلاطم من وسائل التواصل الاجتماعى «السوشيال ميديا» واحتلالها مكانة كبيرة فى حياتنا اليومية وقضاؤنا أوقاتا ليست بالقصيرة أسرى لها منكبين عليها جاعلين منها جزءا أساسيا من حياتنا.

ولا ينكر أحد أبدا فضل هذا المبتكر فى إفادة المجتمع فى مجالات عدة منها ما كان للتوعية كما كان خلال جائحة كورونا، أو فى سرعة نقل الأنباء العاجلة، أو للاطمئنان الشخصى على قريب أو صديق أو حتى زميل فى أزمة ما، ولكن الجانب الآخر المظلم فى هذه المستحدثة الرسائل المعلبة المتداولة؟

 تأتينا الكثير من الرسائل السيارة وبها أخطاء كثيرة جدا وجوهرية، ما بين أخطاء لغوية، إملائية، أو معلوماتية لتمرر بين الناس، وتتركز هذه الرسائل غالبا فى الترويج لأحاديث نبوية غير صحيحة او شاذة وضعيفة ومدسوسة، بما يكسبها شهرة، تتحول مع الوقت عند بعض الناس الى اساس فى الدين، وكذلك ادعية كذا لزيادة الرزق ورسالة حامل مفاتيح الكعبة او خادم مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلها ليست من الاسلام فى شيء بل يتم تداولها عن جهل شديد.
وبمناسبة الأخطاء اللغوية والإملائية فإن خطورتها تكمن فى انتشار لغات هجين كالفرنكفونية والعربية بحروف لاتينية والعكس، فضلا عن كتابة كلمات عربية بخطأ إملائى فيتعوده ابناؤنا ويتداولونها فيما بينهم بنفس ذات الخطأ، ومع مرور الأيام يتحول الى لغة العموم، ومعه تكون الكارثة وتضيع لغتنا ونفقد هويتنا شيئا فشيئا، ومن هنا وقبل فوات الأوان فإننا ندق ناقوس الخطر، ونتصدى للشركات والمواقع التى تعد هذه الرسائل المعلبة، وتعمل على ترويجها وانتشارها، ويجب أن يفرض عليها مراجعون للغة والتأكد من صحة المعلومات التى تبثها.