نحن والعالم

ريهاب عبدالوهاب تكتب: حلول «محلية الصنع»

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

فى فبراير الماضى اجتمع رؤساء وقادة وممثلو دول القارة الافريقية الـ55 فى أديس أبابا لحضور القمة الـ36 للاتحاد الأفريقى.. وكان على رأس أجندة القمة مبادرة «اسكات المدافع» التى كان الاتحاد قد أقرّها فى 2013 بهدف نزع فتيل الحروب والنزاعات الأهلية بالقارة وجعلها آمنة بحلول 2020 ولكن تعثر تنفيذها وانشغل العالم بكورونا ليتم مدها لـ2023.

المفارقة انه بعد أقل من شهرين من هذه القمة التى تم مد المبادرة فيها مرة اخرى حتى 2030،زادت المدافع المراد اسكاتها مع اندلاع الصراع فى السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع. وكأن المبادرة تسير فى الاتجاه المعاكس بدلاً من ان تتقدم للأمام وتتغلب على التعثر المزمن الذى يصاحبها منذ 10 سنوات.

والحقيقة ان الحروب الأهلية والصراعات المسلحة عدو القارة الافريقية الأول، والوباء الذى يلتهم خيراتها وثرواتها ويأتى على كل جهود ومساعى التنمية فيها. فالقارة التى تحتل 20٪ من مساحة اليابسة على الأرض وتضم اكبر معدل للشباب فى العالم والغنية بالأراضى الخصبة والموارد الثمينة كالماس والذهب واليورانيوم وغيرهم، مبتلاة بالصراعات لدرجة انها تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد النزاعات المسلحة بأكثر من 35 نزاعا فى 23 دولة.هذه الصراعات تكلف القارة حوالى 18 مليار دولار سنويًا فى الوقت الذى تحتاج فيه لعشرة اضعاف هذا الرقم «180 مليار دولار سنويا» لتطوير البنية التحتية ولـ15 ضعف «270 مليار دولار سنويًا» لدعم جهود التكيف مع التغيرات المناخية.

ولإيقاف هذا النزيف نحتاج لإيجاد حلول محلية من الداخل الافريقي بدلاً من انتظار حلول مستوردة من الغرب الذى فشل حتى الآن فى اسكات المدافع بين روسيا وأوكرانيا. وهذا يعنى اضّلاع الاتحاد الأفريقى بدوره فى تسوية أزمات القارة وتفعيل أدواته المعطلة بداية من لجنة الحكماء مروراً بمجلس السلم والأمن الأفريقى وانتهاء بلواء الشمال المعنى بالتدخُّل عند وقوع أزمات، والذى تقوم مصر ومعها الجزائر بتقديم كل الدعم والتسهيلات له.