علي سعده يكتب: رجال ونساء.. خلف الستار

علي سعده
علي سعده

انتشرت ظاهره الاسماء المستعاره بين الادباء والشعراء منذ قديم الازل .. فهي قناع يستتر به الكاتب عن قراءه ومتابعيه لينشر افكارا لايمكن محاسبته عليها قانونا او للهروب من الرقابه الدينيه او الاجتماعيه  او ربما لاسباب اخري قد تكون ماديه إذ إن الصحف تمنع محرريها من الكتابة في صحف أخرى فإن أراد الكاتب الصحفي ذلك ليضمن دخلا إضافياً يلجأ إلى الكتابة باسم مستعار.

فولتير مثلاً هو الاسم المستعار للكاتب الفرنسي فرنسوا ماري أرويه .. وهو اختار هذا الاسم لينفض عنه أية علاقة تربطه بأبيه أو بعائلته فكان اختياره لهذا الاسم بمثابة اختياره هوية جديدة له. كذلك فعل جيرار لابروني الذي تحوّل إلى جيرار دو نرفال قاطعاً كل علاقة تربطه بأبيه ومحاولاً نسب نفسه إلى عائلة أمه فـ (نرفال )  هو اسم أرض شاسعه تملكها جدته لأمه.


وإن كان هؤلاء الكتّاب اختاروا التخلي طوعاً عن أسمائهم وأن يذكرهم التاريخ بأسماء مستعارة فإن الكاتبات من النساء في القرون السابقة اضطررن لوضع هذا القناع كي يكسبن حق الكتابة.


فجورج صاند مثلاً هو الاسم المستعار الذي اختارته الكاتبة الفرنسية أورور دوبين في القرن 19 وهو اسم عشيقها (جورج صاندو).

وجورج إليوت الإنجليزي هو في الحقيقة (ماري إيفانز) والأخوات برونتي كن يكتبن باسم (الإخوة بل ) وذلك لأنّ ظهور اسم المرأة لم يكن مقبولاً اجتماعياً في العصر الفيكتوري.
الادباء والكتاب العرب لجأوا للاسماء المستعاره فنري الشاعر بشارة الخوري عندما أراد التمثّل بمجد كبار الشعراء والأدباء القدامى لقّب نفسه بـ ( الأخطل الصغير ) نسبةً إلى الشاعر الأموي (الأخطل ) كما كتب غسان كنفاني مقالات باسم (فارس فارس) .. الاديبه ميّ زيادة كتبت بعدد من الأسماء المستعارة نذكر منها (عائدة ) و ( إيزيس كوبيا ) وكانت أول امرأة تكتب في جريدة الأهرام .
الكتاب والادباء المصريون ايضا لجأوا ايضا لتلك الحيله  فكانت (بنت الشاطئ ) هي الكاتبة المصرية عائشة عبدالرحمن التي لم تعتاد أسرتها المحافظة انخراط النساء في الثقافة واختارت هذا الاسم في إشارة إلى طفولتها في بلدة دمياط على شاطئ النيل. .. كذلك كتب إحسان عبدالقدّوس مئات المقالات الموجهة للمرأة تحت توقيع ( زوجة أحمد ) ولما ذاع سر الاسم أصدرها في كتاب بالتسمية نفسها.
ولجأ ابراهيم سعده باسلوبه اللاذع لمهاجمه الفساد تحت اسم ( انور وجدي) في جريده اخبار اليوم.
واخيرا في مجله صباح الخير كنت اتابع اسبوعيا وبشغف يوميات رائعه تحت اسم ( ناديه عابد ) لاناقه الكلمه وشياكه الاسلوب وبراعه الحوارات .. واكتشفت اخيرا ان ناديه عابد هي نفسها الكاتب والمحاور النابغه الذي فارقنا منذ ايام مفيد فوزي .. رحم الله الفقيد .