نقطه علي حرف

علي سعده يكتب.. انجدونا من الدعوة النجدية 

علي سعده
علي سعده

بقلم: م. علي سعده

الدعوة النجدية أو كما تعرف بـ الدعوة الوهابية مصطلح أطلق على حركة إسلامية سنية قامت في منطقة (نجد) وسط شبه الجزيرة العربية في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي على يد الشيخ محمد بن عبد الوهاب (١٧٠٣-١٧٩٢) والأمير محمد بن سعود حيث تحالفا لنشر الدعوة السلفية التي قامت على إثرها الدولة السعودية الأولى والتي سيطرت على شبه الجزيرة العربية وأجزاء من العراق والشام واليمن. وقد كانت بدايتهما في الدرعية بنجد .
وفي عام ١٨١٨ حاصرت القوات العثمانية بقيادة إبراهيم باشا ابن والي الدولة العثمانية بمصر محمد علي باشا الدرعية ( عاصمة الدولة السعودية الأولى ) ودمرتها فيما عرف بالحرب السعودية العثمانية إلا أن الوهابيين وآل سعود أسسوا دولة سعودية ثانية على يد الأمير تركي بن عبد الله بن محمد توسعت بشكل محدود على عكس سابقتها غير أنها سقطت بسبب الصراع والحروب الداخلية عام ١٨٩١.

ثم قامت الدولة السعودية الثالثة من جديد في أوائل القرن العشرين حاضنة ووارثة للدولة السعودية الأولى والثانية في علاقتها مع الدعوة الوهابية، تحت قيادة عبد العزيز بن سعود المؤسس الحقيقي للمملكه العربيه السعوديه .
تمر الايام ويأتي الي الحكم الملك سعود بن عبد العزيز ال سعود في ستينيات القرن الماضي وهو الملك الوحيد من ملوك السعوديه الذي انتهي حكمه بالعزل من قبل افراد العائله المالكه وليس بالوفاه .

عاصرت حقبه حكم الملك سعود بروز نجم الزعيم جمال عبد الناصر في مصر وشعبيته الطاغيه علي زعامه العالم العربي بأسره مما اثار حفيظه الملك سعود وغيرته .. فما كان منه الا محاوله خلق زعامه دينيه تتغلب علي الزعامه السياسيه لناصر .
لم يجد الملك سعود وسيله لتحقيق طموحاته الا المذهب الوهابي الذي استولده محمد بن عبد الوهاب باستلهام افكار اشخاص مثل ابن تيميه وابن القيم الجوزيه وهو مذهب منحرف وسطحي وبعيد تماما عن تعاليم الاسلام ومنذ ولادته لم يثمر سوي التفرقه والدمار والتخريب ونشر الفساد بين المسلمين 
المذهب في ظاهره شديد التمسك بالتوحيد الخالص ويستنكر الشرك وعباده الاصنام ولكن في باطنه ملوث بالشرك والماديه والسطحيه وعباده  القشورالظاهريه وادعاءاته التي يخدع بها البسطاء ليست سوي رسوم علي سطح الماء .
والمذهب ايضا يتميز من حيث الاسس العقائديه بالبدائيه والضعف التام ويحمل مفاهيم سطحيه للغايه ويفسر القرآن الكريم بأهواء وبدع تدعو الي هدم القيم ونشر الفساد .

ولتصحيح ذلك الفكر قام الملك سعود بإنشاء العديد من المعاهد الدينيه داخل المملكه العربيه السعوديه واستجلاب اعداد وفيره من خريجي المعاهد الازهريه في مصر باغراءات ماديه لاتقاوم  للتدريس ونشر المذهب الوهابي في ارجاء المملكه ثم نقلها بالتبعيه عبر هؤلاء الازهريين الي مصر  .
كان من ابرز هؤلاء المدرسين المصريين فضيله الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله والذي لم ينخدع بالمذهب الوهابي فعاد الي مصر تاركا الاغراءات الماديه الهائله .

انتقل الفكر السلفي الوهابي بالتدريج الي مصر في بدايه حكم الرئيس السادات .، وتغاضت الدوله وهي تري انتشار الفكر السلفي ظنا منها انها بذلك تحارب به الفكر الاخواني الذي بدأ في استعاده نشاطه بعد وفاه ناصر وتمادي السلفيون في خديعه السادات وتقربوا اليه واطلقوا عليه لقب الرئيس المؤمن (الذي كان سعيدا به للغايه) وسعوا بهمه ونشاط الي تغيير الهويه المصريه بنشر اطلاق اللحي وتقصير الجلباب والحجاب والنقاب وكل بدع وقشور المذهب الوهابي .
قام الاخوان باغتيال الرئيس السادات وتغيرت الانظمه السياسيه اكثر من مره في مصر والمملكه العربيه السعوديه .. وتابعنا مايفعله ولي العهد السعودي من ثوره حقيقيه لاستعاده الوعي الديني من براثن الفكر الوهابي العقيم .. ورأينا الرئيس المصري يدعوا الي تجديد الخطاب الديني وكلنا امل في استعاده الهويه المصريه مره اخري وزوال الهجمه الوهابيه الشرسه وسيساعدنا علي ذلك ازهرنا الوسطي الشريف .. مناره العلم في كل ارجاء العالم الاسلامي