يحيى موسى.. رأس الأفعى

شهيد وخونة| يحيى موسى.. مطلوب دولياً من «الانتربول» لثبوت اتهامه فى 5 عمليات إرهابية

 يحيى موسى.. رأس الأفعى
يحيى موسى.. رأس الأفعى

كتب :أحمد مراد  

فى الحلقة الخامسة من مسلسل "الاختيار 2"، ظهر القيادى الإخوانى الهارب، الإرهابى يحيى موسى، محرضاً على العنف والتخريب بجملة شهيرة، طالب فيها أحد العناصر الإرهابية بأن يحرك كل الجماعات المسلحة بالقاهرة والمحافظات لحرق أقسام الشرطة والكنائس.

جملة التحريض الشهيرة التى وثقتها أحداث المسلسل، والتى جاءت خلال عملية فض اعتصام رابعة الإرهابي، كشفت عن الدور الخطيرة الذى لعبه الإرهابي، يحيى موسى، فى العديد من الجرائم الإرهابية التى شهدتها مصر فى السبع سنوات الماضية بوصفه أحد قيادات الجناح المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية، ومؤسس حركة "حسم" المسلحة  التى نفذت الكثير من العمليات الإرهابية فى مختلف المحافظات المصرية، وبالأخص فى سيناء.

‭ ‬المسئول‭ ‬عن‭ ‬اغتيال‭ ‬النائب‭ ‬العام‭ ‬وتفجير‭ ‬كنائس‭ ‬البطرسية‭ ‬وطنطا‭ ‬والإسكندرية

 

الإرهابى الهارب، يحيى موسى، والمطلوب دولياً من قبل الانتربول الدولى بناء على ثبوت اتهامه فى أكثر من 5 قضايا، وصدور ضده أحكام قضائية منها حكم بالإعدام، يوصف بأنه أخطر الأذرع الإرهابية لجماعة الإخوان، ويُنسب إليه "سجل أسود" حافل بالجرائم والعمليات الإرهابية التى قاد بعضها بنفسه، وأشرف على تفاصيل تنفيذ البعض الآخر، لعل أبرزها عملية اغتيال النائب العام الراحل، المستشار هشام بركات، ومحاولتى الاغتيال الفاشلتين لمفتى الديار المصرية السابق، الدكتور على جمعة، واللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية الأسبق، وغيرها من الجرائم الإرهابية التى يذخر بها تاريخه الإجرامى الأسود.

ويُعرف يحيى موسى بين أوساط العناصر الإرهابية، ببعض الأسماء المستعارة والحركية، مثل لقب الدكتور، وخطاب، وصن ريز، وسعد، وخالد.

وكان الإرهابي، يحيى موسى، المولود فى محافظة الشرقية، والطبيب الحاصل على درجة الماجستير فى أمراض المفاصل والعمود الفقري، قد انضم مبكراً إلى جماعة الإخوان، وبعد أحداث الخامس والعشرين من يناير العام 2011 برز اسمه بقوة بين صفوف الجماعة الإرهابية، وأصبح عضواً بمكتب الإرشاد، ومع وصول الإخوان، إلى رئاسة الجمهورية فى منتصف العام 2012، عُين فى مكتب وزير الصحة فى نوفمبر من العام 2012، وبعدها بأشهر قليلة، وبالتحديد فى فبراير من العام 2013 عُين متحدثاً باسم وزارة الصحة.

وطوال فترة عمله الحكومى بوزارة الصحة، سعى يحيى موسى بكل طاقاته وقدراته إلى خدمة أجندة ∩أخونة∪ أجهزة ومؤسسات وزارة الصحة.

ومع بزوغ فجر ثورة المصريين العظيمة ضد حكم "خفافيش الظلام" فى الثلاثين من يونيوالعام 2013، انضم يحيى موسى إلى كتائب الإرهاب الإخوانية التى حاولت عبر منصات إعلامية وسياسية شتى إخماد ثورة المصريين بوابل من رسائل الوعيد والتهديد بخراب وعنف قادم إذا ما خرج رئيسهم، معزولاً من القصر الجمهوري، ولكن فى نهاية المطاف انتصرت إرادة المصريين، وتحالف الشعب مع الجيش والشرطة لردع إرهاب الإخوان الذى ظهرت معالمه بقوة على منصتى رابعة العدوية بمدينة نصر بالقاهرة وميدان النهضة بمحافظة الجيزة.. وعلى مدى شهرين متواصلين، نصب الإرهابيون وقيادات الجماعة الإرهابية، ومن بينهم يحيى موسى، السيرك الإرهابى فوق منصة رابعة العدوية، وتمادوا فى خداع البسطاء والعامة بشعارات جوفاء فارغة، ورسائل تحرض على العنف والتخريب، حتى يعود رئيسهم المعزول، محمد مرسي، إلى قصر الاتحادية من جديد.

وفى الرابع عشر من أغسطس العام 2013، جاءت اللحظة الحاسمة لفض سيرك الاعتصام الإرهابي، واستخدم الإرهابيون مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة للإبقاء على اعتصامهم الإرهابي، ولكن بسالة قوات الأمن وتضحيات الشهداء نجحت فى فض الاعتصام، وتعاملت بكل قوة وحسم مع حاملى الأسلحة، وفى نفس الوقت خصصت ممرات آمنه لخروج من لا يحملون السلاح.

كيانات مسلحة

كعادة فئران الليل، تركت القيادات الإخوانية الميدان، متخفية فى ملابس نسائية، وتمكن الكثيرون منهم من الهروب إلى خارج البلاد، ومن بينهم يحيى موسى الذى فر هارباً إلى تركيا، ومن هناك بدأت مهمته الإرهابية الجديدة، المتمثلة فى تولى مسئولية تأسيس كيانات مسلحة جديدة، وتقديم التمويل المالى والدعم السياسى والإعلامى لها من الخارج، وكانت حركة "حسم" الإرهابية أبرز هذه الكيانات المسلحة التى ساهم موسى فى تأسيسها بغرض استهداف مؤسسات ورموز الدولة بعمليات تفجيرية، وذلك لإحداث حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، واضعاف الدولة سياساً وأمنياً واقتصادياً.

وطوال السبع سنوات الماضية، خطط الإرهابى الهارب، لتدريب وتأهيل عناصر إرهابية داخل مصر وخارجها بغرض استخدامهم فى تنفيذ أعمال إرهابية، واغتيال بعض الشخصيات البارزة سواء من ضباط الجيش والشرطة أورجال القضاء أوعلماء الدين.. وأشرف على خطة لتزوير أوراق سفر تسهل حركة انتقال العناصر الإرهابية من مصر إلى الخارج، والعكس. كما أشرف على خطة تهريب عدد من العناصر الإرهابية من سيناء إلى قطاع غزة، وقد تلقت هذه العناصر الإرهابية تدريبات نفسية وبدنية وعسكرية مكثفة على أيدى تنظيمات مسلحة فى الخارج، وعاد بعضهم إلى مصر لتنفيذ أعمال إرهابية.

اغتيال النائب العام

تأتى جريمة اغتيال النائب العام، الشهيد المستشار هشام بركات، فى يونيومن العام 2015، على رأس الجرائم الإرهابية التى خطط لها وأشرف عليها الإرهابى الهارب، يحيى موسى، وقد اعترف مرتكبوالجريمة بتلقيهم تكليف بالجريمة من موسى الذى نجح فى تجنيد زوج شقيقته لتنفيذ عملية الاغتيال.

وفى يوليو من العام 2017، أصدرت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار حسن محمود فريد، حكماً بالإعدام ضد يحيى موسى فى قضية اغتيال النائب العام.

يعد الإرهابي، يحيى موسى، أبرز المتورطين فى حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية بمنطقة العباسية، حيث تُنسب إليه خطة إعداد الانتحاري، محمود شفيق، الذى فجر نفسه داخل الكنيسة. كما أشرف موسى على خطط استهداف كنيستى طنطا والإسكندرية، وقد سقط عشرات الضحايا من المواطنين المصريين ورجال الأمن فى الحوادث الثلاثة.. يقف اسم الإرهابى الهارب، يحيى موسى، وراء العديد من العمليات الإرهابية التى استهدفت بعض المنشآت الأمنية، كان أبرزها العملية الإرهابية التى استهدفت كمين شرطة فى مدينة نصر خلال الثانى من مايوالعام 2017، التى استشهد فيها ضابطان وأمين شرطة، حيث كلف عناصر حركة ∩حسم∪ الإرهابية بتنفيذ هذه العملية، وقدم لها التمويل والدعم اللازم.

محاولات اغتيال فاشلة

فى مارس من العام 2018، أعطى يحيى موسى تكليفات لعناصر حركة "حسم" الإرهابية باغتيال اللواء مصطفى النمر، مدير أمن الإسكندرية الأسبق، ولكن المحاولة فشلت، وقد أصدرت محكمة جنايات أمن الدولة العليا ضده حكماً بالسجن المؤبد فى هذه القضية، وكان ذلك فى 14 يونيومن العام الماضي. كما أمرت المحكمة بادراج اسمه على قوائم الإرهاب.. كما وُجهت إلى يحيى موسى، اتهامات بالشروع فى قتل مفتى الديار المصرية السابق، الدكتور على جمعة، وكذلك الشروع فى قتل المستشار أحمد أبوالفتوح، عضومحاكمة مرسى، وجميعها محاولات اغتيال فاشلة.

قوائم الإرهاب الأمريكية

فى الخامس عشر من يناير الماضي، أدرجت وزارة ‏الخارجية الأمريكية، اسم الإرهابى الهارب، يحيى موسى، والإرهابى علاء السماحي، على قوائم الإرهاب الأمريكية، وأعلنت عن تجميد ممتلكاتهما، وملاحقتهما فى الخارج.. وأوضحت الخارجية الأمريكية فى بيان رسمى أن موسى والسماحى موجودان فى تركيا، ويشاركان فى التخطيط لتنفيذ أعمال إرهابية ضد مصر.. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد صنفت فى العام 2018 حركة ∩حسم∪ التى أسسها يحيى موسى كجماعة إرهابية، وأقرت وزارة الخارجیة الأمریكیة فى فبراير الماضى عقوبات على الحركة الإرهابية، وتصنیفها على أنها منظمة إرهابیة أجنبیة بموجب المادة 219 من قانون الهجرة والجنسیة.. وفى أعقاب صدور القرار الأمريكى بساعات قليلة، فر موسى وزميله السماحى من تركيا إلى كندا، وطلبا اللجوء السياسى والحماية الأمنية فى كندا.