نحن الآن على مشارف التقدم والارتقاء بالتعليم فى مصر، ففى تصريح وأضح وصريح أدلى به وزير التعليم لأحد البرامج التليفزيونية، أن المنظومة التعليمية، رغم كل الصعوبات تسير فى الاتجاه الصحيح، مشيداً بثقة متناهية بالامتحانات التى أُجريت وسارت نحو الهدف وحتى أن وجد الطالب الأجهزة التكنولوجية الحديثة «معطلة» أو على حد قول أولياء الأمور «السيستم واقع»، لا داعى للقلق فالكل ناجح.
-كيف ذلك؟! والكل يعلم أن فيروس كورونا كان سبباً فى عدم انتظام الدراسة، والكل قام بدوره على أكمل وجه، الوزارة أجرت الامتحانات والطلاب ذهبوا بالكمامة، وأولياء الأمور انتظروا النتيجة للترم الأول، فكانت المفاجأة السعيدة؟!!
وهنا أتوقف قليلاً بين صمت وتفكير، لأن الواقع يؤكد عكس ذلك تماماً، ولذا أقول إننا إذا لم ننظر إلى التعليم نظرة جادة قائمة على إصلاح المنظومة بالكامل سوف نجد أنفسنا أمام أزمة حقيقية حيث إن المجتمع كله سنجده بلا مستقبل، والطلاب جزء من هذا المجتمع لنجد كل هذا الجيل القادم بلا علم وبلا ثقافة وبلا قيم حقيقية فالمجتمعات فى العالم، لاتموت من الخارج، بل إذا انهارت من الداخل، ومن واجب الجميع أن ينظر بعين صادقة إلى المرض الذى أصاب المنظومة التعليمية منذ عشرات السنين وليس الآن، وعلينا أن نسعى جميعاً لعلاج هذا الداء، إن لم نفيق ونعترف بالحقيقة كاملة سوف نبقى سائرين فى الطريق الوهمى، وليس كما يقال الطريق الصحيح، أفيقوا يرحمنا ويرحمكم الله!
