باختصار

مصر اليوم فى عيد

عثمان سالم
عثمان سالم

من المصادفات الجميلة أن تتوحد المناسبات الدينية للمسلمين والمسيحيين.. يوم ١١ مارس الماضى بدأ شهر رمضان المبارك ومعه بدأ الصيام الكبير.. وكم كانت سعادة أبناء الوطن الواحد بهذه المناسبة الطيبة التى تبادل فيها الجميع التهانى والاحتفال..

ولأن صيام المسلمين ٣٠ يوما فقد احتفلوا بالعيد فى نهاية الشهر الكريم بينما يمتد الصيام الكبير أربعين يوما انتهت أمس بقداس عيد القيامة  المجيد ومعه يحتفل الجميع غدا بأعياد الربيع «شم النسيم»، وهى مناسبة توحدنا فى الفرحة والبهجة والسعادة فى المناطق والمتنزهات والحدائق ونرى عنصرى الأمة يجلسون بجوار بعضهم فى الأماكن العامة ويستقلون المراكب إلى القناطر الخيرية التى كانت وستظل عنوانا لأعياد شم النسيم.. الأخوة الأقباط وكثير منهم أصدقائى يتبادلون التهانى فى الأعياد والمناسبات وهم حريصون على تقديم التهنئة لى فى كل مناسبة..

كما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعى بما يرسلون به من رسائل مبهجة معبرة عن المناسبات وفيها آيات قرآنية وعادة ما شارك بعضهم فى حفلات الافطار التى تقام فى الشهر الكريم وكم رأيت فى عيونهم السعادة البالغة وربما حرص آخرون على صيام هذا اليوم بالانقطاع الكامل عن الأكل والشرب طواعية مشاركة لاصدقائهم المسلمين وتعبيرا عن الحب الذى يجمع عنصرى الأمة ولست فى حاجة للحديث عن الزيارات المتبادلة بين القيادات الدينية والسياسية فى الأعياد وكانت لفتة طيبة عندما بدأ الرئيس عبدالفتاح السيسى المشاركة فى أعياد الميلاد بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية والكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية فى العامين الماضيين وعن فرحة الشعب المسيحى بهذه الزيارة حدث ولا حرج وعادة ما يختصر الرئيس الزيارة لتقديم التهنئة حتى يعطى الجمع لسماع خطبة قداسة البابا تواضروس الثانى فى العيد..

ناهيك عن زيارات فضيلة الإمام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر ومفتى الجمهورية ووزير الأوقاف والعديد من القيادات السياسية والبرلمانية..

وما استشعره فعلا الحب والمودة والمشاركة الوجدانية الحقيقية دون تكلف أو رياء يوم يلتقى الجميع فى هذه المناسبات الدينية التى تغذى الروح بالمشاعر الإنسانية النبيلة.. واقعة عاشها أصدقاء لى فى النادى فى شهر رمضان برحيل الصديق العزيز حسنى الخناجرى فى حادث غادر اهتزت له القلوب وشارك فى الصلاة عليه أغلب من عرفوه إنسانا طيبا متسامحا خفيف الظل معطاء..

وسارع الكابتن محمود عبدالشافى مدير النادى الصحى بوضع صورة كبيرة للراحل فى مدخل النادى ومازال الجميع يذكرونه بكل الخير..

هذه هى مصر وهذه هى روح ومشاعر أبنائها من كل الديانات والطوائف ومن الصعب أن تفرق بين مصرى وآخر حتى فى حالة اختلاف اللون والدين والعرق فكلهم مصريون حتى النخاع.. والتاريخ ملىء بالرموز الوافدة وذابت  التى فيه بلا تفرقة أو عنصرية أو اختلافات حتى فى الرؤى والمفاهيم.. كل عام والأخوة الشركاء فى خير وسلام.