تسريبات هيلاري كلينتون| مكتب الإرشاد كان لا يحترم المعزول

تسريبات
تسريبات

 رشا صبيح - مى فرج الله

من أخطر ما كشفت عنه ايميلات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون خلافات وصراعات تصل إلى حد العداوات بين قادة الجماعة بعد وصولهم الى السلطة وكأنهم لصوص على بابا يختلفون على الغنيمة.

فى إيميل مرسل باسم مختصر هو Sidتحدث عن توتر كبير وتذبذب فى العلاقات بين محمد بديع مرشد الجماعة الإرهابية وقتها وبين محمد مرسى وكذلك بين رئيس البرلمان الاخوانى الأسبق سعد الكتاتنى و مرسى.


ويكشف الرسالة أنه إلى جانب غالبية المصريين، كانت غالبية قادة التنظيم يَرَوْن فى مرسى مرشح اللحظة الأخيرة، بل ووضعوا استراتيجية لجعله مجرد رئيس شرفى صورة لا أكثر.


ووفقا للمصادر التى نقل عنها الرسالة بدأ قادة الجماعة يتعجبون من تغير مرسى بعد الفوز وتوجهه للتصرف وكأنه الحاكم الفعلى للبلاد و بشكل يتضارب مع استراتيجية الجماعة المتفق عليها، خاصة فيما يخص الهيكل الدستورى الذى من المفترض ان يكون تحت سيطرة البرلمان والحكومة، على ان يكون الرئيس مجرد منصب شرفى.


كذلك كان بديع قلق مما يراه من شخصية مرسى التى تميل للغضب والسلوك العدوانى وكذلك من صراعاته الطويلة مع حزب النور السفلى والذى كان الكتاتنى يرى ان علاقة الجماعة به هامة للغاية لأنهم سيعتمدون على أعضاءه فى البرلمان للسيطرة على ثلاثة ارباع المقاعد ما يسمح لهم بتمرير القرارات الصعبة التى يريدونها.

ايميل اخر بتاريخ ١٤ اغسطس ٢٠١٢ من نفس المرسل تحدث عن اعترافات أدلى بها محمد بديع فى أوائل أغسطس 2012 لكبار مستشاريه عمل على تقوية وضعه داخل الجماعة والحزب وبين قاداتها مستغلا وجوده فى السلطة وان مرسى قال لمقربين منه ان اكبر أدواته فى تحقيق ذلك حقيقة أن المرشد الأعلى محمد بديع وقيادة الجماعة يعرفون أن وجوده فى الرئاسة هى مفتاح تحكمهم المستقبلى فى مصر.
 

من هنا ووفقا لأحد الإيميلات قرر بديع أن يعطى هيمنة أكبر لمرسى دخل جماعة الاخوان و وعده باستشارته فى جميع القرارات السياسية الرئيسية، ووفقا للمصدر فى الايميل فإن بديع اعتقد أن قدرة مرسى على التعامل مع القادة والدبلوماسيين الأجانب عززت قبضته على السلطة، كما كان يرى أن فترة رئاسة مرسى فرصة لتثبيت سيطرة الاخوان على الوضع فى البلاد، لكنه أشار فى جلسات خاصة إلى أن مرسى سيواجه أوقاتًا صعبة، وسيراقبه مجلس الإرشاد بعناية فى حال ظهور أى بوادر تعثر من جانبه.


إلى جانب المرشد كشف الإيميل عن توتر العلاقات بين مرسى وسعد الكتاتنى كان الكتاتنى يريد منازعة مرسى السلطة ويرى أن الحكومة لابد أن تخضع لسلطة البرلمان وهو من يختار أعضائها وليس الرئيس. وكان بديع يعتقد أن بإمكانه السيطرة على الصراع بين الاثنين، ولكنه قال لأحد المقربين منه ذات مرة أنه لايريد الانحياز لمرسى لأنه يخشى أن يعتاد مرسى على صلاحياته الواسعة وقوته الجديدة إلا ان محمد مرسى بعد وصوله للسلطة كان يرى فى التيار السفلى وعلى رأسهم حزب النور عدوا لدودا.

وقد كشف ميل أرسل فى 14 سبتمبر 2012، ان محمد مرسى أعرب لمجموعة من الدبلوماسيين الاوروبيين عن قلقه الشديد بشأن العنف ضد الولايات المتحدة والغرب فى القاهرة وباقى أنحاء مصر، مؤكدا على أن هذا العنف قد يكون نتاج جهود خصومه من السلفيين فى حزب النور من أجل إحراج حكومته وزعزعة الاستقرار.

 

وأكد مرسى حسب المصادر فى الميل، على أن حزب النور له علاقة وثيقة بالعنف والجماعات السلفية الجهادية التى تتواجد فى كل من سيناء وليبيا، وفقا لما ورد عن ايميلات هيلارى كلينتون حيث نقلت الرسالة هذا الكلام عن مصادر على اتصال مباشر بالمجلس الانتقالى الليبى وقتها ومصادر أخرى لها علاقات وثيقة بأجهزة المخابرات والأمن فى الغرب وأكدت أن مرسى كان يرى أن العنف ما هو إلا جزء من جهود خصومه السلفيين لتعريض حكومته للمتاعب.

 


وأظهرت الايميلات مدى إحباط مرسى من أفعال السلفيين و»حزب النور الشريك الائتلافى لحزب الحرية والعدالة وما يؤكد ذلك تأخر مرسى فى إدانة الهجمات الأولية على السفارة الأمريكية خوفًا من أن يستخدم خصومه مثل هذا البيان للتحرك ضد حكومته.

 

وبتاريخ 13 سبتمبر أرسل محمد بديع المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين رسالة إلى مرسى يحذره من عدم السيطرة على الموقف حول السفارة الأمريكية..و رغم صعوبة الموقف، كان عليه اتخاذ إجراءات صارمة ضد المتظاهرين، وحماية مصالح الولايات المتحدة والحكومات الغربية الأخرى و أجرى مرسى اتصالا هاتفيا بسعد الكتاتنى شكا فيها حزب النور وعدم قدرته على السيطرة عليهم.