عقدت الجمعية المصرية لرعاية مرضى قصور القلب مؤتمرًا صحفيًا الخميس 31 مارس للإعلان عن انطلاقها في مصر، كأول جمعية متخصصة في دعم مرضى قصور القلب.
وشهد المؤتمر تسليط الضوء على المعاناة التي يتكبدها مرضى قصور القلب، وهو المرض الذي يؤثر على حياة الملايين من الأشخاص، ويُعد ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة حول العالم.
وقال أستاذ أمراض القلب بكلية طب الإسكندرية ورئيس الجمعية المصرية لرعاية مرضى قصور القلب د.محمود حسانين: «نحن سعداء بإطلاق هذه الجمعية والتي تمثل الآلاف من مرضى قصور القلب بمصر، تعبر عنهم وتقدم لهم يد العون والمساعدة من أجل التخفيف من المعاناة التي يتكبدونها. وفي هذا السياق نتوجه بجزيل الشكر والتقدير لشركة نوفارتس فارما لالتزامها الدائم تجاه مرضى قصور القلب ولتقديمها المنحة التي ساعدتنا على تأسيس هذه الجمعية».
وأوضح د.محمود أن أمراض القلب عامةً - ومن بينها قصور القلب - تُعد السبب الرئيسي للوفاة في مصر متقدمة على السرطان الذي يأتي في المرتبة الثانية، مشيرا إلى أن ضعف عضلة القلب يعتبر بمثابة السبب الرئيسي لقصور القلب مما يجعله غير قادر على ضخ الدم والأكسجين لباقي أعضاء الجسم والتي تحتاج لهما للعمل بشكل سليم، مما يُحمل مرضى قصور القلب الكثير من الأعباء الجسدية والنفسية إلى جانب معاناتهم للقيام بالأنشطة اليومية واحتمالية تعرضهم لمضاعفات صحية خطيرة تزيد من خطر تعرضهم للوفاة وتستلزم إقامتهم في المستشفيات بصورة متكررة.
وتابع د.محمود «الجمعية المصرية لرعاية مرضى قصور القلب ستلعب دورًا مزدوجًا لتقديم كلٍ من الدعم والوقاية، حيث إننا نهدف أن تصبح الجمعية بمثابة الصوت المسموع والمؤثر للمرضى عن طريق تقديم الدعم لهم ولذويهم إلى جانب تحسين وتطوير طرق المتابعة؛ ففي حالات كثيرة يتم تشخيص المرضى متأخرًا أو لا يتم تشخيصهم بالشكل الصحيح فضلاً عن أنهم أحيانا لا يتلقون العلاج على النحو المطلوب؛ لذلك لابد أن نعمل على مواجهة تلك التحديات».
واستطرد قائلا «المرضى الذين يعانون من قصور القلب يستحقون أفضل أنواع الرعاية ولهم الحق في الحصول على أفضل العلاجات؛ وتهتم الجمعية أيضًا برفع درجة الوعي بغرض الحد من الإصابة، فعن طريق التحكم في عوامل الخطر المحتملة وتحسين التغذية وزيادة ممارسة التمارين الرياضية يمكننا أن نحول دون حدوث 80% من حالات الإصابة بمرض قصور القلب».
وأشار أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة القاهرة والأمين العام للجمعية المصرية لأمراض القلب، د.مجدي عبد الحميد، إلى أن قصور القلب من أخطر أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث إن أكثر من 26 مليون مريض على مستوى العالم يخضعون للعلاج من هذا المرض- مقارنةً بـ32 مليون مريض بالسرطان - وهناك واحد من كل ٥ فوق سن السبعين يعانون من هذا المرض.
وأوضح أن معدل انتشاره يرتفع لازدياد عوامل الخطورة كارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة والشيخوخة بالإضافة إلى تحسن معدلات النجاة بعد الإصابة بالأزمات القلبية، لافتا إلى أنه على الرغم من ارتفاع معدلات النجاة بعد حدوث الأزمات القلبية، فإن معدلات الوفيات تتراوح ما بين 5 – 10% سنويًا وتصل إلى 50% بعد مرور خمس سنوات من التشخيص، ومع تقدم المرض يضطر المريض للإقامة بالمستشفى مرارًا وتكرارًا لتلقي العلاج – حيث تصل نسبة المرضى المتلقين للعلاج داخل المستشفيات بعد خروجهم منها في وقتٍ سابق إلى 44%، مما يؤثر لدرجة كبيرة على جودة حياتهم بالإضافة إلى كونه يمثل عبئًا اقتصاديًا لا يستهان به.
ومن ناحيةٍ أخرى، أوضح مدرس أمراض القلب والأوعية الدموية بجامعة القاهرة واستشاري أمراض القلب وعمليات زرع جهاز مساعدة البطين الأيسر «القلب الصناعي» بمركز أسوان للقلب «مؤسسة مجدي يعقوب» د.محمد حسن أن قصور القلب يعد من إحدى المشكلات الصحية الخطيرة والتي تتطلب رعاية خاصة، لذلك فقد أطلقنا عيادة متخصصة لمرضى قصور القلب بمركز أسوان للقلب منذ عام ونصف بهدف تقديم رعاية متميزة للمرضى وإتاحة مستويات عالية من العلاج والمتابعة بما يشمل – ولأول مرة في مصر – إجراء عمليات زرع أجهزة مساعدة لوظائف القلب في الحالات المتأخرة.
وأضاف أن في النهاية نجد أن تحديد مدى حجم التحديات والتداعيات المصاحبة لمرض كقصور القلب يعتبر بمثابة الخطوة الأولى لإيجاد حلول نهائية للحد من انتشار المرض؛ وفي سبيل تحقيق ذلك، تسعي الجمعية المصرية لرعاية مرضي قصور القلب إلى تفعيل وجود قاعدة بيانات مفصلة للتعرف على نمط المرض في مصر، بالإضافة إلى تنظيم برامج متخصصة لتدريب الأطباء على التقييم الصحيح للمريض وتحديد الوسيلة العلاجية المناسبة إلى جانب إعادة تأهيله".
يذكر أن قصور القلب يحدث بشكل رئيسي نتيجة عارض مرضي سابق لم تتم معالجته أو لم يخضع للعلاج بشكل صحيح بما في ذلك الذبحة الصدرية والسكتة الدماغية، ومن العوامل الأخرى التي تشكل خطرًا، التدخين وأمراض السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب الروماتيزمية، وتشمل أعراض المرض ضيق حاد في التنفس وتورم بالقدم والبطن.
وتعتبر أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على مستوى العالم، حيث إن أكثر من 80% من الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض تحدث في البلاد ذات الدخل المنخفض والمتوسط وتصيب الرجال والنساء بالتساوي تقريبًا، وتتسبب في نسبة وفيات أعلى من جميع أنواع أمراض السرطان مجتمعة.
وتمثل نسبة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية 38% من إجمالي عدد حالات الوفاة في مصر، محتلة بذلك المرتبة الأولى في أسباب الوفاة.
وأوضحت الدراسات أن شخص من بين كل خمسة أشخاص ممن تخطوا سن الأربعين معرضين للإصابة بمرض قصور القلب، حيث تبلغ نسبة انتشار المرض بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 65 و74 عامًا حوالي 7% وتصل إلى 15% بين الأشخاص فوق سن 85.
ويعتبر قصور القلب أحد أكثر الأسباب شيوعًا وراء الإقامة بالمستشفيات بين الفئة العمرية التي تتجاوز 65 عامًا. وبالرغم من تحسن معدلات النجاة من المرض بصورة كبيرة نتيجة لتطوير علاجات حديثة، إلا أن معدلات الوفاة لازالت مرتفعة؛ فحوالي 50% من المرضى معرضين بشكل كبير للوفاة في غضون خمس سنوات من تاريخ التشخيص بالمرض.
وفي مصر نجد أن 68% من مرضى قصور القلب المتلقين للعلاج بداخل المستشفيات أصابهم المرض نتيجة نقص التروية والذي يعني حدوث احتباس أو قصور في إمداد خلايا الجسم بالدم مما يؤدي إلى نقص نسبة الأكسجين والجلوكوز اللازمة، وبينما تحدث 25% تقريبًا من حالات قصور القلب نتيجة لما يطلق عليه اعتلال عضلة القلب التوسعي أو التمددي، وهو من الأمراض المزمنة التي تصيب عضلة القلب، تنتج الحالات الأخرى بسبب مشكلات في صمامات القلب وارتفاع ضغط الدم.