والدة بن لادن تتحدث للمرة الأولى: ابني كان «ضحية» للمتشددين

والدة بن لادن
والدة بن لادن

17 عاما مرت على هجمات الـ11 من سبتمبر، التي تسببت بدورها في تغيير خريطة العالم السياسية. لم تكن تعلم عائلة بن لادن تعلم أن ابنها سيكون عدو الولايات المتحدة اللدود والمطلوب رقم 1 والذي خصصت الملايين كمكافأة لمن سينجح في الإيقاع به كونه تسبب في أسوأ ضربة وجهت لأمريكا تسببت في مقتل الآلاف وترويع شعب بأكمله.

 

 وبعد 7 سنوات من مقتل زعيم تنظيم القاعدة في أبوت آباد الواقعة على بعد 120 كم عن إسلام أباد في عملية اقتحام أشرفت عليها وكالة الاستخبارات الأمريكية ونفذها الجيش الأمريكي، تظهر أسرته وتتحدث والدته للإعلام كاشفة تفاصيل تعرض لأول مرة عن ابنها وحياته وما حدث كي يتحول من شاب عادي سليل أسرة ثرية كبيرة إلى زعيم لأخطر جماعة إرهابية عرفها العالم.

 

صحيفة الجارديان البريطانية، حظيت بفرصة لقاء والدة بن لادن، السيدة علياء غانم والتي استقبلت محرر الجريدة في منزل العائلة بمدينة جدة وبصحبتها نجليها أحمد وحسن وزوجها محمد العطاس الذي كان بمثابة الأب لأبنائها والمشرف على تربيتهم طوال تلك السنوات.

 

بسؤالها عن ابنها قالت الأم علياء «لم يكن أسامة عنيفا، كان طفلا عاديا وجيدا، كان يحبني وقريب مني، ولكن التغير الحقيقي الذي حوله طرأ عليه في السبعينيات حيث التحق بالجامعة، كان يدرس الاقتصاد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، وفي بداية العشرينات بدأ يتأثر بالفكر المتشدد ويتقرب من العديدين الذين قاموا «بغسل مخه» وتغيير أفكاره أبرزهم عبد الله عزام عضو جماعة الإخوان المسلمين الذي نفي للسعودية فيما بعد وأصبح مستشارا له».

 

 

وأضافت غانم «كنت أحذره دائما من الاختلاط بهؤلاء الأشخاص المتشددين لكنه لم يستجب فكان يخفي عني ما كان يقوم به معهم حتى لا يزعجني».

 

من جهة أخرى التقط شقيقه حسن أطراف الحديث قائلا «في أوائل الثمانينيات، سافر أسامة إلى أفغانستان لمحاربة الاحتلال الروسي، كل من قابله في الأيام الأولى احترمه، في البداية كنا فخورين به، حتى الحكومة السعودية كانت تعامله بطريقة نبيلة ومحترمة حتى تحولت شخصيته إلى «أسامة المجاهد».

 

وأضاف حسن «أنا فخور به جدا لقد كان أخي الأكبر، لقد علمني الكثير، لكنني لا أعتقد أنني فخور به كرجل جلب لنفسه شهرة ونجومية أمام العالم من الـلا شيء».

 

كما أشارت العائلة إلى أنهم رأوا أسامة آخر مرة في أفغانستان عام 1999، وهو العام الذي زاروه فيه مرتين في قاعدته خارج مدينة قندهار مباشرة، وعلقت الأم قائلة «لقد كان مكانًا بالقرب من المطار حيث تم القبض عليه وعلى زملاءه من الروس، كان سعيدًا جدًا لاستقبالنا، سأظل لا أرى ابني مذنبا بل ضحية لمن أقنعوه بالأفكار الهدامة».