بوتين: لم تكن لدينا قنوات للاتصال بمرشحين الرئاسة الأمريكية

الرئيس الروسي
الرئيس الروسي

نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود أية قنوات للاتصال بين روسيا وبين أي واحد من المرشحين للرئاسة الأمريكية.


وقال بوتين في تصريح لقناة "أن بي سي" الأميركية: "لم تكن لدى روسيا أية قنوات للاتصال بمقر أي واحد من المرشحين للرئاسة الأمريكية. ولا واحدة. روسيا لم تقم أية قنوات مع أحد ولم تكن لديها أية قنوات للاتصال بأحد".


وأضاف: "قد تكون جرت هناك اتصالات رسمية بمقرات كافة المرشحين، ولكن ذلك ممارسات دبلوماسية طبيعية".


وجاء ذلك تعليقا على تقارير بعض وسائل الإعلام الأمريكية، التي جاء فيها أن جاريد كوشنر، مستشار وصهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحث مع السفير الروسي بواشنطن، سيرجي كيسلياك، قناة لاتصال بين حملة ترامب الانتخابية وبين الجانب الروسي، على حد الزعم.


وأكد فلاديمير بوتين أن السفير الروسي في واشنطن، سيرجي كيسلياك، يؤدي مهامه، ولم تكن لديه أي اجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين.


وردا على سؤال، هل يعني ذلك أنه لم تكن هناك أي لقاءات بين كيسلياك وبين أي واحد من المقر الانتخابي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال بوتين إنه "لا يعلم على الإطلاق"، مشيرا إلى أن "هذا هو العمل الروتيني للسفير".


وأضاف: "هل تعتقدون بأن السفراء من الولايات المتحدة ودول العالم يبلغونني كل يوم بأنهم التقوا أحدا، وبما ناقشوا؟ هذا هراء".


وأكد أنه لو حدث شيء استثنائي، لأبلغ السفير بذلك وزير الخارجية، وعلى الوزير بدوره إبلاغ الرئيس بذلك، ولكن لم يحدث أي شيء من هذا القبيل.


وأشار بوتين إلى أن في الولايات المتحدة هناك من يستغلون عمل السفير الروسي لشن هجمات على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.

وقال في هذا الشأن: "هذا شيء غريب بالنسبة لي، فقد افتعلتم فضيحة من دون اي أساس، وحولتموها إلى أداة للصراع مع الرئيس الحالي".


وصرح الرئيس الروسي بأنه تم تضليل الاميركيين بشأن التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية، وذلك من خلال معلومات لا توجد أدلة مباشرة تثبت صحتها.، وقال: "تم تضليلهم، وهم لا يحللون المعلومات بشكل شامل. وأنا لم أر أية أدلة تثبت بشكل مباشر تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة".


وذكر بوتين أنه بحث موضوع التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية مع الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، وغيره من المسؤولين، وقال: "لم يقد لي أحد آنذاك أية أدلة مباشرة"، مضيفا أنه بدا له أن الرئيس أوباما بدأ يشكك في صحة المعلومات عن التدخل بعد هذا الحديث.


ولفت الرئيس بوتين إلى أن الولايات المتحدة تتدخل في العمليات السياسية في العديد من البلدان حول العالم، ولكنها في الوقت ذاته تزعل من روسيا، ويدعون بانها تدخلت في الانتخابات الاميركية، فيما لا يوجد أي جدوى في ذلك.


وقال: "لا أريد الإساءة إلى أحد، ولكن الولايات المتحدة تتدخل في الحملات الانتخابية لبلدان أخرى في كل مكان حول العالم".


وأضاف: "في أي مكان على خارطة العالم هناك شكاوى من أن مسؤولين أميركيين يتدخلون في العمليات السياسية الداخلية".


وتابع الرئيس الروسي قائلا: "ولذلك فانه إذا أثر أحد أو حاول التأثير على هذه العمليات، أو يشارك فيها بشكل أو بآخر - وأنا لا أقول إن الحديث يدور عنا، نحن لم نتدخل فيها – فلا يوجد أي سبب للانزعاج لدى الولايات المتحدة".


وأردف: "من يقول ذلك لنا ومن يزعل منا بسبب التدخل، فميا أنتم تتدخلون دائما؟".


وأكد بوتين: "بشكل عام ليس هناك أي فرق بالنسبة لنا من سيكون رئيسا للولايات المتحدة، وفي كل حال نحن نعرف تقريبا ماذا سيحدث، ولذلك فانه لا يوجد أي جدوى بالنسبة لنا بالتدخل، حتى لو كنا نرغب في ذلك".


وأعرب بوتين عن رأيه بأنه على الولايات المتحدة، في حال كانت تبتغي العدالة الاجتماعية والسياسية، أن تقوم بتغيير التشريعات الخاصة بالانتخابات، واعتماد نظام اقتراع سري مباشر، يسمح بمراقبة عملية فرز الأصوات بسهولة.


وقال بهذا الصدد إن "دستور الولايات المتحدة والتشريعات الخاصة بالانتخابات تسمح للمرشح بالحصول على عدد أكبر من أصوات المجمع الانتخابي، فيما يكون له عدد أقل من الناخبين. وهذا يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أحيانا، صحيح؟ ولذلك فانه إذا تحدثنا عن العدالة الاجتماعية السياسية، فيجب على ما يبدو، تغيير التشريعات الانتخابية هذه، ليتم انتخاب رئيس الدولة باقتراع سري مباشر، ويكون هناك فرز أصوات مباشر، يمكن مراقبته بسهولة".


واضاف أنه بالتالي لن يكون من المجدي بالنسبة للمرشح الخاسر توجيه اتهامات إلى أحد بخصوص مشاكله، وألقاء اللوم على جهة ما.


وفي الوقت ذاته، أكد فلاديمير بوتين أن روسيا مستعدة للإصغاء إلى مواقف الشركاء وتقييماتهم في حال لم تكن أداة للصراع السياسي وفي حال كانت تهدف إلى إقامة الاتصالات.


وقال بوتين في تصريح لقناة "أن بي سي" الأميركية: "نحن مستعدون للإصغاء إلى شركائنا، ونحن مستعدون للإصغاء إلى التقييمات عندما تأتي بحسن النية، من أجل إقامة الاتصال وتهيئة أجواء الوحدة، وتهدف إلى خدمة القيم المشتركة، ولكننا لا نقبل إطلاقا باستغلال هذه الأمور بمثابة أدوات للصراع السياسي".


وأضاف: "أود أن يعرف ذلك الجميع. وهذا هو مفاد رسالتنا بالذات".


والجدير بالذكر، أن الاستخبارات الاميركية كانت قد اتهمت روسيا بالهجمات الالكترونية في فترة الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، ومحاولة التأثير على نتائج الانتخابات. ورفضت موسكو أكثر من مرة مثل هذه الاتهامات، وأكد كل من الكرملين ووزارة الخارجية الروسية أن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة.


كما يجري في الولايات المتحدة التحقيق موضوع صلات محتملة بين حملة ترامب الانتخابية وبين مسؤولين روس، الأمر الذي نفاه دونالد ترامب مرارا. كما نفت موسكو وجود أي علاقة لها بفريق دونالد ترامب.