تميز الفنان الراحل استيفان روستي بتقديم أدوار الشرير الذي يحمل طابع طريف وقدمه بشكل مميز وخاص به ترك أثرا وظل عالقا بذهن الجمهور، وخلق لنفسه مكانة لا يستطيع أحد أن يزاحمه فيها.

اشتهر بعدة "إفيهات" ألقاها في بعض الأفلام، وظلت عالقة مع الجمهور منها: "نشنت يافالح" في فيلم "حبيبي الأسمر"، "اشتغل يا حبيبي اشتغل" في فيلم "غزل البنات"، "في صحة المفاجآت" في فيلم "تمر حنة".
ومن أشهر المواقف الغريبة في حياة ستيفان روستي، في عام 1964، انطلقت شائعة وفاته بينما كان يزور أحد أقاربه في الإسكندرية وأقامت نقابة الممثلين حفل تأبين له، وفي منتصف الحفل جاء استيفان روستي إلى مقر النقابة ليسود الذعر بين الحاضرين وانطلقت ماري منيب ونجوى سالم وسعاد حسين في إطلاق الزغاريد فرحا بوجوده على قيد الحياة، ولكن بعد أسابيع قليلة في مايو من نفس العام 1964، توفى بالفعل ولم يجدوا في جيبه بعد كل هذا العمر والنجاح والكفاح سوى عشرة جنيهات فقط، وكان آخر أفلامه "حكاية نص الليل" مع عماد حمدي وزيزي البدراوي.
ولد استيفانو دي روستي من أم إيطالية وأب نمساوي في 16 نوفمبر 1891، كان والده سفير النمسا بالقاهرة، انفصل والده السفير عن أمه بسبب المشاكل التي قابلت عمل الوالد الدبلوماسي فانتقل للعيش طفلا مع والدته الإيطالية والتحق بمدرسة رأس التين الابتدائية إلى أن تزوجت والدته من رجل إيطالي آخر ليترك المنزل شابا ويلتقي صدفة بعزيز عيد الذي أعجب به لطلاقته باللغة الفرنسية والإيطالية وقدمه في فرقته.
سافر روستي إلى النمسا باحثاً عن والده ثم إلى فرنسا وألمانيا وعمل راقصاً في الملاهي الليلية وبالمصادفة التقى بمحمد كريم الذي كان يدرس الإخراج السينمائي في أحد المعاهد بألمانيا، كما تعرف على سراج منير الذي هجر الطب ليتفرغ لدراسة الفن، وقرر استيفان أن يلتحق بنفس المعهد ليدرس التمثيل دراسة أكاديمية.
عاد إلى القاهرة وتعرفت عليه المنتجة عزيزة أمير التي انبهرت بثقافته السينمائية الكبيرة وأسندت إليه مهمة إخراج فيلم "ليلى".
شارك في العديد من الأفلام من بيها: "صاحب السعادة"، "كشكش بيه"، "البحر بيضحك ليه"، "ليلى" ،"عنتر أفندي"، كما شارك في المسرح بعدة عروض منها: "حبيبى كوكو"، "صاحب الجلالة" و"كل الرجال كده".
خاض تجربة الإخراج وله عدة أفلام منها "ليلى" 1927، "البحر بيضحك ليه" 1928، "عنتر أفندي" 1935، "الورشة" 1940، "ابن البلد" 1942، و"جمال ودلال" 1945.
وصل عدد الأفلام التي شارك في تمثيلها وإخراجها إلى 380 فيلما سينمائيا على مدى أربعين عاما هي عمره الفني، تزوج روستي مرة واحدة عام 1936 من سيدة إيطالية.