على بعد 3 كيلو مترات جنوب واحة سيوة الفربدة القابعة فى قلب الصحراء الغربية يقع جبل الدكرور الذي يعتبر قبلة المرضى من محافظات مصر المختلفة والدول العرببة للاستشفاء من أمراض الروماتيزم وااروماتوبد والتهاب المفاصل وآلام الظهر.

ويقبل على الجبل مئات المرضى للدفن فى رماله الساخنة منتصف يونية وحتي مطلع شهر سبتمبر من كل عام حيث تشتد درجة الحرارة لتصل الي 45 درجة مئوية وتتميز رمال جبل الدكرور الساخنة بقدرتها على علاج المرضى بشكل مذهل وتأثيرها كالسحر فى القضاء على اﻻم المرضى.

قال أبوالقاسم إبراهيم أبو القاسم صاحب احدى حمامات الدفن الخمسة الموجودة بالجبل انه بتهم اعداد حفرة يبلغ عمقها 50 سم وبدفن المريض بها ويغطي جسمه كله بالرمال حتى رقبته وتوضع فوق راسه شمسية تحميه من حرارة الشمس ويبقى فى الرمال لمدة تتراوح ما ببن 20 و 30 دقيقة حتى يلاحظ احمرار الانف وتكرر عملية الدفن من 3 الي 5 أيام على حسب حالة المريض وبعدها يتم لف المريض ببطانية وبدخل فى خيمة من الصوف محكمة الغلق بجانب حمام الدفن حتى لا بتعرض لأي تيار هواء وتقدم له المشروبات الساخنة كالحلبة والينسون و الليمون الدافئ ثم يتناول وجبة الغذاء وهي عبارة عن دجاج مشوي أو ارانب بجانب شوربة الخضار.

أضاف أبو القاسم أن تكلفة عملية الدفن تصل الي 500 جنية ويتم الكشف على المريض بمستشفى سيوة المركزي للتأكد من خلوه من أمراض السكر والضغط وأمراض القلب حتى يستطع ان يدفن فى الرمال وتسمي حمامات الدفن فى اللهجة الامازيغية جرجل ومعناه اردم .
ويتم تدليك جسم المريض بعد حمام الدفن بزبت الزيتون و الخل ولايستطيع المريض الاستحمام طوال فترة مدة الدفن وكذلك بعدها بأسبوع.

وأكد الباحثون أن العلاج بالدفن فى الرمال مرتبط بطقوس الحضارة الفرعونية القديمة التي مازالت اثارها تملئ ارجاء الواحة الفريدة مثل معبد امون و معبد الوحي أو التكهنات.

ولا تزال واحة سيوة تبوح كل يوم بسر من أسرارها لتعد فعلا واحة الاساطير مما دفع محافظة مطروح بالاتفاق مع كبري الشركات العالمية خلال المؤتمر الاقتصادي الذي تم عقده بمدينة مرسي مطروح فى أكتوبر الماضي للبدء فى أنشاء منتجع صحي استشفائي عالمي بجانب جبل الدكرور للاستفادة من أحد أهم كنوز الواحة بجانب عيون المياة المتدفقة من باطن الأرض والتي يعود تاريخها للمصور الرومانية القديمة.