«البحيرات الطبيعية».. ثروات مصر المهدرة

تمتلك مصر عددًا من البحيرات التي تعتبر مصدرا أسياسيا في تنمية الثورة السمكية وأعطي الرئيس السيسي أهمية كبيرة لمشروعات الاستزراع السمكي في هذه البحيرات لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأسماك والتصدير والاستفادة من العملة الاجنبية عن طريق خطة للتطوير والنهوض بهذه البحيرات.

وتملك مصر 14 بحيرة وترتيبها من الغرب إلى الشرق “مريوط، إدكو، البرلس، المنزلة، البردويل، سيوة، البحيرات المرة، نبع الحمراء، بحيرة التمساح، بحيرة بورفؤاد، بحيرة قارون، ناصر، بحيرات توشكى، الريان”.

وتمثل هذه البحيرات أهمية اقتصادية بالغة حيث يبلغ إنتاجها من الأسماك أكثر من 75 % من إجمالي الإنتاج في مصر.

و تحتاج كل بحيرة لما يصل إلى 2 مليار جنيه لكل بحيرة لرفع كفاءتها وهذا ما تقوم عليه الان الدولة فهناك اهتمامًا من الدولة لتحسين أوضاع البحيرات المصرية والتي تعانى من تدهور في الحالة البيئية نتيجة عمليات التوسع في الأنشطة الزراعية والصناعية والمزارع السمكية.

وترصد "بوابة أخبار اليوم" أهم البحيرات المصرية من حيث المساحة والمشاكل التي تواجها وعدد المزارع السمكية بها:

 

بحيرة ناصر

 

بحيرة ناصر هي أكبر بحيرة صناعية في العالم، تقع في جنوب مصر جنوب مدينة أسوان، وشمال السودان.

 واسم بحيرة ناصر يطلق علي الجزء الأكبر الذي يقع داخل حدود مصر ويمثل 83 % من المساحة الكلية للبحيرة أما الجزء المتبقي الواقع داخل حدود السودان فيطلق عليه اسم بحيرة النوبة.

تكونت نتيجة المياه المتجمعة أمام السد العالي بعد إنشائه في الفترة من عام 1958 إلي عام 1970 بطول 500 كم منها 350 كم داخل الحدود المصرية و 150 كم داخل الحدود السودانية ومساحة حوالي 5250 كم2، ويصل عمقها 180 مترا بسعة تخزين كلية 162 مليار متر مكعب لتصبح بذلك أكبر بحيرة صناعية في العالم، وثاني أكبر البحيرات من حيث المساحة ، وأنها تقع جنوب مدينة أسوان، تطلب إنشاؤها نقل معبد أبو سمبل وقرابة 18موقع أثرى بمصر، ومن ناحية السودان تطلب ذلك نقل الميناء النهري “وادى حلفا”، فضلا عن المدينة حيث تم نقلها إلى منطقة مرتفعة.

وتعاني بحيرة ناصر تدهوراً حاداً في إنتاجها السمكي بسبب الاستنزاف المستمر لمواردها وما تتعرض له من صيد جائر باستخدام شباك مخالفة أو الصعق بالكهرباء أو رش المبيدات التي تصيب الأسماك بالاختناق حتي تطفو علي السطح.

ومن جانبة  كلف الرئيس عبدالفتاح السيسي الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإعداد دراسة حول تكريك بحيرة ناصر لزيادة عمقها، بهدف تقليل الفاقد المائي بسبب البخر، فضلًا عن الاستفادة من الطمي الناتج عن عملية التكريك في استصلاح الأراضي المجاورة.

بحيرة المنزلة


 

بحيرة المنزلة تعد من أهم البحيرات الشمالية بالبحر المتوسط حيث تطل على 4 محافظات هى “بورسعيد، ودمياط، والدقهلية، والشرقية”، وهي تواجه عدة تحديات من تجفيف وتلوث وانتشار للنباتات المائية واطماء البواغيز والصيد الجائر وتدهور الأمن وعدم وجود معايير بالقوانين الحالية لحمايتها، حيث تمثل نسبة مياه الصرف بها 7.2 مليار متر مكعب منها 96% صرف زراعى بواقع 6.9 مليار متر مكعب و1.6%صرف صناعى و 2.4% صرف صحى، كما أن 50% من صرف المنشآت غير مطابق.

يتوفر لها أهم مقومات المربى السمكي الطبيعي لتوافر المواد الغذائية الطبيعية واعتدال المناخ طوال العام وتنتج ما يقرب من 48 % من إنتاج البحيرات الطبيعية وكان لاتصالها بالبحر الأبيض من خلال البواغيز والفتحات التي تسمح بتبادل المياه وتوازنها ودخول وخروج الأسماك يشرف عليها مجلس مدينة المنزلة المجاورة بمحافظة الدقهلية  وهى تتصل بالبحر المتوسط.

مساحة البحيرة

تبلغ مساحه بحيرة المنزلة قبل التجفيف 750 ألف فدان “50 كيلو طولا وما بين 30 إلى 35 كيلو عرضا” وهي تعادل ما يقرب من عُشر مساحة أرض الدلتا كلها.

تناقصت مساحة البحيرة من 750 ألف فدان إلى 190 الف فدان عام 1990 حتى وصلت اليوم إلى 125 ألف فدان وذلك نتيجة لأعمال الردم والتجفيف والتجريف في مناطق كبيرة منها، فبعد أن كانت تطل على 5 محافظات أصبحت تطل الآن على 3 محافظات فقط.

وتنتهى وزارة الموارد المائية، من تنفيذ أعمال تطوير بحيرة المنزلة على مرحلتين بقيمة مبدئية تصل 305 ملايين جنيه، خلال شهر يونيو من العام المقبل.

البردويل

هي ثاني أكبر بحيرات مصر بعد بحيرة المنزلة وقبل بحيرة البرلس حيث تبغ مساحتها ‏165‏ ألف فدان‏، وتقع في محافظة شمال سيناء.

بلغ طول بحيرة البردويل ككل نحو 130 كيلو متر تمتد من المحمدية قرب رمانة و شرق بورسعيد بنحو 35 كيلو متراً في الغرب حتى قبل العريش غرباً بنحو 50 كيلو متراً منها البردويل “بطول 76 كيلو متر وعرض 40 كيلو مترا”، ثم الزرانيق “بطول 60 كيلو مترا وعرض 3 كيلو مترات”.

وتتصل بحيرة البردويل بالبحر بفتحة أو بوغاز اتساعه نحو 100 متر وفى الشتاء تؤلف البحيرة بكاملها مسطحاً مائياً واحدا ، ثم تنحسر عن قطاعها الشرقى صيفا لتتضح الزرانيق عن البردويل مؤقتا.

تمثل بحيرة البردويل أحد الملامح المهمة في الساحل الشمالي لسيناء، وتشغل نسبة كبيرة من طوله؛ ومياهها عالية الملوحة، ويفصلها عن البحر حاجز رملي قليل الارتفاع، أقصى اتساع له كيلومتر واحد، وأقل اتساع مائة متر؛ وفي أغلب الأحيان، يطغي عليه البحر فتغطيه مياهه. وبحيرة البردويل ضحلة نسبياً، فعمقها بين نصف المتر وثلاثة أمتار، وقاعها رملي، تغطيه بقع من حشائش الخندق، أو الحِنزلاد، أو الحامول؛ كما أن بها عدداً من الجزر. وللبحيرة أهمية خاصة، إذ يصل إنتاجها السمكي إلى 2500 طن في السنة؛ ومعظمه من الأسماك عالية القيمة الاقتصادية، مثل أسماك العائلة المرجانية والبوريات. ويقطن في البحيرة أعداد ضخمة من طائري الخطاف الصغير، أو دغبز، والقطقاط أبو الرؤوس؛ وتجمعاتهما كبيرة، مقارنةً بالمتواجد منهما بالعالم.

بحيرة البرلس

تقع بحيرة البرلس بين فرعي النيل، وكانت مساحتها 165 ألف فدان في السبعينيات ونتيجة لتجفيف أجزاء منها أصبحت مساحتها 103 آلاف فدان تقريبا؛ وهى بحيرة ضحلة يبلغ طولها نحو 65 كم ومتوسط عرضها 11 كيلومترا ويتراوح عمق الماء فيها كم 0.6 إلى 1.6 متر، وتتصل بحيرة البرلس بالبحر عن طريق فتحة طبيعية غرب مدينة برج البرلس تسمى بوغاز البرلس.

وهى مصدر رزق لنحو 250 ألف نسمة ويصل إنتاجها طبقا لإحصائيات 1999م الصادرة من هيئة الثروة السمكية 55.30 ألف طن، ويعمل بها 7616 مركب صيد مرخص وضعف هذا العدد يعمل بدون ترخيص.

ويعانى صيادو بلطيم وبرج البرلس، من كثرة التعديات على بحيرة البرلس التي تعد أحد أهم مصادر الثروة السمكية في مصر، وتزداد معاناة الصيادين يومًا بعد الآخر بسبب غياب الرقابة من شرطة المسطحات المائية وعمل سدود وتحاويط وتجفيف مساحات شاسعة داخل مياه البحيرة؛ مما يؤثر سلبا في مستقبل الثروة السمكية بالبحيرة.

مريوط

 

تعد بحيرة مريوط  من أصغر البحيرة، وكانت الأكثر في إنتاج الاسماك وأصبحت الأكثر تلوثا، وتقع جنوب الإسكندرية وتبعد عن البحر المتوسط بنحو 20 مترا.

ويستقبل الحوض الرئيسي بالبحيرة 6 آلاف فدان مياها تأتى من مصارف القلعة ومحطة التنقية الزراعية ومصرف العموم ومحطة التنقية الغربية، وكانت «مريوط» موجودة منذ العصر الروماني وعرفت في ذلك العصر ببحيرة مريوتس ، وكانت البحيرة متصلة بأحد فروع النيل الرئيسية .. ومنذ القرن الـ12 حتى القرن الـ18 اندثرت فروع النيل وجفت وتعرضت البحيرة للإهمال منذ ذلك التاريخ.

وفى العهد الحديث، تعرضت البحيرة السمكية للتلوث بجميع المخلفات والنفايات الصلبة نتيجة إلقاء الصرف الصحي والصناعي والقمامة فيها، فضلا عن ردم أجزاء كبيرة منها .. مما أدى إلى تشريد آلاف الصيادين، كما أدى تلوث البحيرة إلى تناقص الاسماك فيها واختلال التوازن الأيكولوجي للأحياء المائية والنباتية، إضافة إلى تأثير ذلك على الصحة العامة والبيئة.

إدكو

 

إحدى بحيرات مصر التى تقع بمحافظة البحيرة، ‏وكانت مساحتها 35 ألف فدان فى بداية القرن العشرين حتى بداية عام 1947، ثم تقلصت المساحة حتى وصلت الى 22 ألف فدان عام 1953، ووصلت المساحة إلى 17 ألف فدان عام 1983، وفى التسعينيات وصلت المساحة المخصصة للصيد الحر إلى 8 آلاف فدان، وفى نهاية هذا القرن ومع بداية القرن الجديد، وصلت مساحة البحيرة إلى 5 آلاف فدان، والمساحة الفعلية للصيد الحر لا تتجاوز 500 فدان.

تعرضت بحيرة إدكو لجميع انواع التعديات “مشكلة التجفيف، التلوث، إقامة المزارع، صيد الزريعة”، وتحولت الى بركة تلوث تسببت فى نفوق الأسماك.

قارون

 

تقع بحيرة قارون فى الجزء الشمالى الغربى لمحافظة الفيوم والتى تعد من اقدم البحيرات الطبيعية فى العالم وهى البقية الباقية من بحيرة موريس القديمة وتعتبر من البحيرات الداخلية التى لا تتصل بالبحر تبلغ مساحة بحيرة قارون نحو 53 ألف فدان بمتوسط عمق يصل إلى حوالى 4.2 متر.

تروى بحيرة قارون من مصرفين زراعين رئيسين هما مصرفي البطس والوادى الى جانب 12 مصرفا فرعيا آخر، بالإضافة إلى الصرف الصحي الخاص بجميع القرى، ويعيش بالبحيرة العديد من أنواع الاسماك مثل “البلطى، البورى، الدنيس، القاروص، الموسى والجمبرى الأبيض”.

المشكلات التى تواجة بحيرة قارون

من أهم المشكلات مشكلة زيادة الملوحة وهى ناتج عملية البخر اضافة الى الصرف الزراعى المحمل بالأملاح مما أدى إلى تغير بيئة البحيرة فأصبحت تقترب من البيئة البحيرة، فانقرضت بذلك أنواع الاسماك النيلية مثل “القرموط، الثعابين والبياض، البنى واللبيس”.

ثم تأتى مشكلة التلوث نتيجة الصرف الزراعي المحمل بكميات ضخمة من الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية مما يؤدي إلى الإخلال بالنظام الإيكولوجى للبحيرة، وأيضا التلوث بالصرف الصحى غير المطابق للمواصفات المطلوبة ويرجع ذلك الى عدم كفاءة المعالجة فى بعض المحطات لانتهاء العمر الافتراضى لها وزيادة كمية الصرف الوارده للمحطة عن سعتها الفعلية.

ووجود الصيد فى أيام المنع رغم جهود شرطة البيئة والمسطحات، والصيد الجائر والمخالف بشباك الجر ذات الماجة الصغيرة الصغيرة وهى حرفة رخيصة الثمن مما يؤدي إلى القضاء على كميات كبيرة من الزريعة، وصيد وتهريب نسبة كبيرة من الأسماك الطازجة إلى جانب افتقار الخدمات التسويقية للأسماك بما يضمن عدم لجوء الصايدين للتهريب.

الريان


 

بحيرة الريان هي بحيرة ضمن محمية وادي الريان في مصر، تبلغ مساحتها 50.9 كم2 وتتكون من بحيرتين يربطهما منطقة شلالات، وتعتبر مصدرا هاما من مصادر الثروة السمكية.

تقع بحيرة الريان في الجزء الجنوبي الغربي لمحافظة الفيوم بالصحراء الغربية على بعد 25 كيلو مترا جنوب المدينة، وقد بدأ العمل في مشروع وادي الريان في أكتوبر 1968 بعدما ارتفع منسوب المياه في بحيرة قارون وهدد المنشآت التي شيدت حولها ليكون خزانا لمياه الصرف الزراعي بالفيوم ، وانتهى العمل في هذا المشروع في يناير 1973 ليستقبل أول قطرة من مياه الصرف الزراعي.

المشروع عبارة عن قناة بطول 5.9 كيلو متر تبدأ من أطراف المحافظة حتى حدود الصحراء، ثم قناة مغطاة بطول 5 كيلو مترات وعرض 3 أمتار عند هضبة البقيرات التي تصب في البحيرة، وتقدر كمية مياه الصرف الزراعي الداخلة إلى منخفضات الريان بحوالي 200 مليون متر مكعب سنويا.

وتنقسم البحيرة إلى بحيرة عليا ومساحتها 50,90 كم مربع ونسبة الملوحة بها حوالي 5.1 جرام في اللتر وأقصى عمق لها 22 متر ثم البحيرة السفلى ومساحتها 6200 هتكار ويربط بين البحيرتين منطقة الشلالات ويصل منسوب المياه فيها إلى 20 مترا وتتميز هذه المنطقة بكثافة الأسماك التي تعيش فيها.

تعتبر مياه منخفضات الريان مياه شبه عذبه ومعظم إنتاجها أسماك نيلية ماعدا العائلة البورية و القاروص . حيث يتم نقلهما للبحيرات في صورة زريعة يتم جلبها من سواحل مصر البحرية.

وأهم أنواع الأسماك التى تعيش في منخفضات الريان: العائلة البوريةو البلطىو البياضوقشر البياضو المبروك القاروص.

ويوجد 5 مراكز لتجميع الأسماك على مسطحات الريان منها 3 مراكز على المنخفض الأول، ومركزين على المنخفض الثالث، ويصل موسم الصيد بمسطحات الريان إلى 200 يوم تقريبا، ويقدر الإنتاج الموسمى لمسطحات الريان بحوالى “1100 - 1200” طن من الأسماك.

ويتبع المنطقة مصنع للثلج بوادي الريان يعمل بالطاقة الشمسية عن طريق الخلايا الفوتوفولطية، ويعمل المصنع فقط في أيام المصيد بمسطحات الريان ، ويخدم مشروع تسويق الأسماك بالمحافظة وجمعيات الريان وقارون .