"سحارة سرابيوم" الناقل الحقيقي للتنمية في سيناء لزراعة 100 ألف فدان بسيناء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يهدف مشروع سحارة "سرابيوم" كأكبر مشروع مائي أسفل قناة السويس الجديدة، إلى إحداث تنمية حقيقة ومستدامة في سيناء، وذلك في إطار خطة الدولة للتنمية الشاملة في محور قناة السويس، وشبه جزيرة سيناء ويبلغ طولها 420 مترا، بهدف نقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، وتوفير مياه الري من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء.
واستمرار لجهود الدولة في التخطيط الاستراتيجي للمشروعات التنموية والخدمية العملاقة على أرض مصر، يعمل المئات من العمال والفنين والمهندسين والمختصين من المصريين، في مشروع لا يقل أهمية عن مشروع قناة السويس الجديدة، مشروع يعيد الحياة على أرض سيناء ويوفر المقومات الرئيسية لعمل تنمية حقيقة ومستدامة لأبناء هذا الجزء العزيز من أرض مصر ، سواء كانت التنمية زراعية أو صناعية أو سكنية أو اقتصادية.
ولأن «الماء» مصدر الحياة، كان لزاما علي الدولة المصرية، سرعة التفكير في كيفية نقل المياه العذبة، من الضفة الشرقية لقناة السويس، إلي الضفة الغربية، مرورا بقناتين، وهما قناة السويس القديمة والجديدة، لذلك اتخذت القيادة السياسية قرارها بإنشاء «سحارة سرابيوم»، لنقل المياه إلى الضفة الغربية للقناة الجديدة إلى الضفة الشرقية للقناة الجديدة لتروية من 70 إلى 100 ألف فدان زراعي لتحقيق التنمية المستدامة في تلك المنطقة.
وعلى الفور، قامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، بالتعاون مع الشركات الوطنية المصرية، على رأسها شركة «كونكرد» للهندسة والمقاولات، ومعها عدد من الشركات الوطنية المصرية الأخرى، في تنفيذ الحلم، ونجحت بالفعل في تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع العملاق، وتم افتتاحة للتشغيل.
تخدم السحارة من 70 إلى 100 ألف فدان، عند انتهاء المشروع بالكامل، ويهدف المشروع، إلى توفير مياه الري والشرب لسيناء في نطاق شرق البحيرات وشرق قناة السويس، علاوة على معالجة مشكلة نقص المياه بشرق قناة السويس، ويساعد المشروع في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديد، وتوصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات.
والمشروع عبارة عن إنشاء سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء، وتعد السحارة أكبر مشروع مائي ينفذ في منطقة الشرق الاوسط، حيث يمر أسفل قناة السويس الجديدة .
وتتكون السحارة من 4 بيارات ضخمة لاستقبال ودفع المياه حيث يبلغ عمق البيارة الواحدة 60 مترا، ويبلغ قطر السحارة الداخلي ما يقرب من 20 مترا، مع 4 أنفاق أفقية طول النفق الواحد 420 مترًا محفورة تحت القناة الجديدة، ويبلغ قطر النفق الواحد 4 أمتار، وعمقه 60 مترا تحت منسوب سطح المياه، وأسفل قاع القناة الجديدة بعمق 16 مترا تحسبا لأية توسعة أو تعميق مستقبلا.
يبلغ طول النفق 420 مترا لنقل مياه نهر النيل من ترعة الإسماعيلية كمصدر رئيسى لتبدأ رحلتها من غرب القناة القديمة بترعة السويس، وتمتد بطول سحارة سرابيوم تحت القناة القديمة لتعبر الجزيرة "تجمع بين القناتين القديمة والحديثة" وتمر بسحارة سرابيوم الجديدة لتصل إلى شرق القناة الجديدة ناحية ترعة الشيخ زايد جنوبًا و ترعة التوسع شمالًا.
وقال المهندس أحمد سعد زغلول، مدير قطاع سحارات سرابيوم والمحسمة، في شركة كونكرد للهندسة والمقاولات، إن الهدف من مشروع "سحارة سربيوم"، هو نقل المياه من غرب القناة الجديدة إلى شرق القناة الجديدة، ويهدف المشروع إلى تمرير مليون و 400 ألف متر مكعب من المياه يوميا.
وأوضح أنه بالفعل تم تمرير 700 ألف متر مكعب من المياه بالفعل، وذلك في المرحلة الأولى التي تم افتتاحها في 4 – 4 – 2016، موضحا أن المرحلة الثانية من سحارة سرابيوم ستروى من 70 ألف فدان وقد تصل إلى 100 الف فدان ، وكشف أن مدة المشروع هي عامان، لكن تم مرور المياه فيها في 6 – 8 – 2016، وبالفعل تم الانتهاء من "بيارتين" تم تنفيذهم بالفعل والمياه "تسير" فيها.
والمشروع عبارة عن 4 بيارات القطر الداخلي 18.5 والخارجي 24 متر، ويبلغ عمقها تحت الأرض 120مترا، بمكان خاص به تم استيراده من ألمانيا ويعمل عليها مصريون، مؤكدا أن المشروع لم ينفذ قبل ذلك في منطقة الشرق الأوسط بهذا العمق، كاشفا أن الخبراء الأجانب كانوا موجودين فقط لتعليم المختصين المصريين على المعدات التي موجودة في موقع العمل نظرا لحداثتها.
وكشف أن هناك 600 عامل وفني ومختص ومهندس يعملون بصفة مباشرة، وهناك المئات من المصريين عملوا في المشروع على فترات متفاوتة، كاشفا أن هناك 3 شركات تعمل في المشروع، وهي شركة «كونكورد» وهي الشركة الرئيسة، ويعاونها شركة «باور ايجيبت»، وشركة «ريلانس للخرسانة الجاهزة»، بالإضافة إلى 26 شركة مقاولات صغيرة.
وأكد أن المشروع شهد تسهيلات كبيرة جدا من قبل القوات المسلحة في عملية النقل، والتأمين، وتذليل كافة العقبات، من أجل سرعة تنفيذ المشروع، موضحا أن تنفيذ مشروع «سحارة سرابيوم» هو ملحمة كبرى.

أعمق بيارات في الشرق الأوسط

وقال المهندس علاء عبد السميع مدير مشروع ساحرة سرابيوم والمحسمة، إن البيارات التي تنفذ حاليا، هي أعمق بيارات تنفذ بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الماكينات التي تستخدم في المشروع صممت خصيصا للمشروع لتحمل التربة وضغطها.
وأكد أن هناك معايير توضع للعمالة والفنين والمختصين للعمل في المشروعات الكبرى، كاشفا أن المشروع استقبل المئات من العمال والمختصين من أجل العمل في المشروع وأثبتوا جدارتهم في تحمل المسئولية والعمل من أجل تنمية مصر، مشددا على أن المشروع هو الناقل الحقيقي للتنمية في سيناء.
وأضاف" إن خزان الطوارىء الذي تم تنفيذه، تم في 21 يوما، والهدف من تنفيذه كان ليكون بديلا لمواجهة حفر قناة السويس الجديدة، وليصل المياه إلى الضفة الأخرى للقناة، حتى يتم الانتهاء من مشروع "سحارة سرابيوم".
من جهته قال، المهندس محمد عبد الحميد، مدير مشروعات سرابيوم في وزارة الري والموارد والمائية، إن جميع العاملين في المشروع وضع هدف أمام عينه هو "نجاح المشروع"، مؤكدا أن هناك العديد من الشركات العالمية والمحلية، رفضت العمل في المشروع، نتيجة الصعوبات التي واجهت المشروع من تربة وأشياء أخرى، لكن الشركات الوطنية قررت التحدي والعمل في المشروع.
وأكد أن بعض المعدات المهمة، التي تعمل في الموقع، تم نقلها من الدول المصنعة، من أسبوع لعشرة أيام، وذلك بدلاً من أشهر، مؤكدا أن المشروع كان يواجه بعض الصعوبات، لكن الجميع اتفق على مواجهة التحديات، وبالفعل، تم التغلب علي التحديات، وبدأت بشائر الخير، وأهالي سيناء شعروا بالفرق الكبير.

خرسانة المشروع

قال المهندس هاني إبراهيم مدير شركة «ريلانس للخرسانة الجاهزة»، إن الشركة تنفذ مشاريع كبُرى في مصر، كمشاريع أنفاق الإسماعيلية الجديدة، وشرق التفريعة ببورسعيد، وسحارة سرابيوم ، مؤكدا أن الخرسانة التي العمل بها هي خرسانة من نوع خاص لها خط إنتاج خاص في "عتاقة" بالسويس، ويتم إضافة بعض المواد التي تتفق مع التربة والطبيعة، موضحا أن الأسمنت المستخدم في المشروع مقاوم للكبرياتات، وبموصفات قياسية خاصة.

سحارة المحسمة

المشروع عبارة عن أربع بيارات، يتم تعديتهم أسفل القناتين، على عمق 60 متر، تحت الأرض، عن طريق نفقين، يتم أخذ مليون متر مكعب من مياه الصرف الزراعي، كان يتم تصريفهم في قناة السويس، لكي يتم معالجتهم معالجة ثلاثية في محطة مياه معالجة ثلاثية، على بعد 13 كيلو متر من مشروع سحارة المحسمة، كاشفا أن المشروع سينتهي في منتصف 2018.
وأضاف المهندس علاء عبد السميع، مدير مشروع ساحرة سرابيوم والمحسمة،" إنه سيتم زراعة 70 ألف فدان عن طريق السحارة الجديدة، بعد معالجتها معالجة ثلاثية، مؤكدا أن اختيار محطة المحسمة، اختيار استراتيجي، لأن المنطقة التي أمامه هي منطقة "مستوية" وسيتم تنفيذ "صوب زراعية" في الجهة الأخري، لزيادة الرقعة الزراعية في مصر ولزيادة مقومات الاستثمار.
من جهته، قال المهندس شريف كامل، رئيس الإدارة المركزية لسحارة المحسمة، التابعة الهيئة العامة لمشروعات الصرف، التابعة لوزارة الموارد المائية والري، إن المياه التي كانت في مصرف المحسمة تبلغ يوميا مليونا و700 ألف كيلو متر مكعب، يتم الاستفادة من 700 ألف متر مكعب من المياه، عن طريق دخول مساحة المياه إلى محطات معالجة لكي تستخدم في عدة أشياء، ويتم هدر مليون متر مكعب من مياه المصرف في بحيرة التمساح.
وأضاف إنه سيتم تحويل المليون متر مكعب من المياه إلى سحارة المحسمة، وسيتم نقلها إلي الجهة الأخرى من القناة، وسيتم إنشاء محطات رفع في الاتجاهين، وسيتم إنشاء محطة معالجة ثلاثية جديدة، لمعاجلة المياه التي كانت تهدر في بحرية التمساح.
يتزامن المشروع مع العديد من الجهود التي تبذلها القوات المسلحة وباقي اجهزة ومؤسسات الدولة لاعادة الامن والاستقرار وتوفير المقومات والمناخ الملائم لتنمية وتعمير سيناء وإقامة العديد من المدارس والتجمعات السكانية ومحطات تحلية المياه وشبكات من الطرق والمحاور الطولية والعرضية وذلك لخدمة أبناء سيناء إيمانا منها بأن الدفاع عن الوطن وتأمينه من الإرهاب والتطرف يمتد ليشمل توجيه الجهود والطاقات لتحقيق التنمية الشاملة في كافة ربوع مصر وخاصة في سيناء ورد الجميل لأبنائها الذين قدموا العديد من ملاحم البطولة والتضحية جيلا بعد جيل لحماية أمن مصر القومي.