ناهض حتر| القلم في مواجهة الرصاص «أنت الحي.. وهم الأموات»

◄| مها الخطيب الوزيرة الأردنية السابقة تعليقا على اغتيال «حتر»: بأي حق يخرج علينا من يريد أن يمارس دور الله

تقرير ــ أحمد الشريف

«رصاصة في مواجهة القلم».. تصادفا مرتين على مدار ما يقارب الـ 19 عاما، انتصر القلم في أول مواجهة عام 1998، وفي ثاني مواجهة عام 2016 انتصرت الرصاصة، ولكن رغم التعادل، جاءت المواجهة الأخرى الحاسمة، وانتصر ت فيها الإنسانية للقلم مع اغتيال الكاتب والصحفي الأردني ناهض حتر، معلنة شجبها بكل كلمات الرثاء هذا الفعل الإجرامي، الذي يواجه القلم بالرصاص.

صفحتا «حتر»

وانطوت صفحة حياة الكاتب الأردني، ناهض حتر، من الحياة إثر تلقيه ثلاث طلقات في الرأس أمام قصر العدل بالعاصمة الأردنية عمّان، أثناء توجهه لحضور جلسة محاكمته، وذلك من مسلح فتح النار عليه فأرداه قتيلا.

ولكن فتحت صفحة أخرى للكاتب الأردني حتر، حيث سطر نفسه شهيدا في صفحات «انتهاكات التطرف والإرهاب» التي ما دعمها عاقل يعرف القليل عن أبسط معاني الإنسانية..

الحادث الإجرامي يأتي بعد نحو أسبوعين على إطلاق سراح حتر بكفالة مالية إثر نشره رسمًا كاريكاتيريًا يسخر من تنظيم «داعش» الإرهاب، اتُهِّم بأنه «يمس الذات الإلهية». والرسم ليس من عمل حتر، بل أعاد نشره على «فيسبوك»، وهو بعنوان «رب الدواعش»، وأثار هذا الرسم جدلًا كبيرًا في المجتمع الأردني.

التطرّف لا دين له

د.مها الخطيب، الوزيرة الأردنية السابقة، قالت في تصريحات خاصة لـ«بوابة أخبار اليوم» من العاصمة الأردنية عّمان، إن «الاغتيال السياسي أو الطائفي أو التكفيري مرفوض من الجميع.. الاعتداء على حياة الناس مرفوض.. ليس هناك أي إنسان مكلف من الله عز وجل بأخذ روح شخص آخر.. واغتيال الكاتب ناهض حتر هو فعل لا أخلاقي ولا ديني ولا سياسي.. هو فعلٌ من شخص أو جهة تعمل بجهلٍ مطبق وبقصد نشر الفتنة وتغطي فعلتها الشنيعة بالدفاع عن الدين».

وأضافت الخطيب: «نتفق أم نختلف مع ناهض حتر أو مع أي رأي آخر هذا شيء وتطبيق حكم عليه شيء آخر.. التطرّف لا دين ولا انتماء له.. ناهض حتر كان يُحاكم تحت مظلة القضاء الأردني والأردنيون يؤمنون بقضائهم ونزاهته فبأي حق يخرج علينا من يريد أن يمارس دور الله عز وجل أو دور القضاء؟».

واختتمت الوزيرة الأردنية تصريحاتها: «نرفض جميعًا كأردنيين وكبني آدميين هذه الجريمة النكراء.. ونثق بأن الأردنيين لديهم درجة عالية من الوعي ولن ينجروا للفتنة.. فالتطرّف مرفوض منا جميعًا ونؤمن بالحوار الهادئ.. فالأمة العربية تعيش أياما سوداء منذ سنين نتيجة للتطرف.. رحم الله الكاتب ناهض حتر وحمى الأردن ووطننا العربي من الفتنة والتطرف بكافة أشكاله».

من هو ناهض حتر؟

ناهض حتر، كاتب وصحفي يساري أردني ولد عام 1960 واغتيل في 25 سبتمبر لعام 2016، وهو خريج الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، وحاصل على ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، وأصبح أحد ناشطي الحزب الشيوعي الأردني، ثم ناشطًا في التيار اليساري عمومًا، ويعتبر عراب الحركة الوطنية الأردنية في العقد الأول من القرن الحالي.

وسجن حتر مرات عديدة أطولها في الأعوام 1977 و1979 و1996، وتعرض لمحاولة اغتيال سنة 1998 أدت به إلى إجراء سلسلة من العمليات الجراحية، واضطر لمغادرة البلاد لأسباب أمنية إلى لبنان سنة 1998، وكان مقيمًا في عمان قبل اغتياله، وله عدة إسهامات فكرية في نقد الإسلام السياسي، والفكر القومي والتجربة الماركسية العربية، بالإضافة إلى إسهامه الأساسي في دراسة التكوين الاجتماعي الأردني.