قضية ورأى

على جمعة .. العالم المستنير

من حسن حظى أن يشاء القدر أن أتعرف عن قرب على العالم المستنير د.على جمعة والذى سميته على سبيل الدعابة «مفتى الشعب» والتى انتشرت إعلاميا بعد انتهاء مدة خدمته كمفتى الدولة.. وحينما تتآلف القلوب والعقول والمودة تصبح العلاقة كنعمة من الله قوية ومخلصة.
أقول كل هذه المقدمة ليفهم القارئ مدى فزعى وقلقى وثورتى عندما سمعت خبر محاولة اغتيال الأخ والعزيز والصديق د.على جمعة صباح يوم الجمعة قبل الماضية على يد جبناء وأوغاد اختاروا عبدا من عباد الله الصالحين لقتله عقابا له لأنه اختار دائما بلغته بطولة نادرة أن يتصدى للإرهاب والإرهابيين.. لأنه انحاز دائما لأبناء شعب اختار أن يعادى جماعة لا تخشى ولا ترعى الله من أجل جنون وحلم الرغبة فى السيطرة مخاطرين بإسالة دماء أبناء شعبنا.
ومن أسباب العداء الخاص من جماعة الإخوان المسلمين لعالمنا الجليل د.على جمعة، تقدير واعجاب الرأى العام فى مصر.. بل والعالم العربى.. بخطابه الدينى الذى تعود شعبنا على الاستماع إليه والاستجابه إلى معانيه. وفى خطابه الدينى هناك نداء مستمر لمشاكل الوطن وباحساسه الوطنى الذى يشعر به المستمع.. وهنا تمتزج لدى المواطن جرعة الإيمان الذى يبعث بها د.على جمعة مع الدعوة إلى حب الوطن بلغة عصرية يستجيب لها الجميع. وقد شعرت بنوع من الاعتراف بالجميل لرئيس الدولة لسرعة استجابته فور علمه بالحادث بالاتصال بالدكتور على جمعة للاطمئنان عليه.. ثم ذكر الرئيس فى خطابه بمناسبة عيد القناة بالمعانى وراء محاولة اغتيال على جمعة ورغبتهم فى حرمان شعب مصر من فرحتهم.
وعن استجابة شرائح كبيرة من الشعب المصرى كقيادات دينية وسياسية ومثقفين وإعلاميين بإعلان فرحتهم بنجاة د.على جمعة بجانب فئات شعبية اعتادت على محبة هذا الرجل الذى أجاب يوما على سؤالى: ما هى أحب الدعوات إليك؟ فأجاب :»اللهم حبب فيك خلقه». وتذكرت كيف أن جدتى وهى سليلة «سيدى مجاهد» المدفون بجانب السيد البدوى بطنطا.. كانت تكرر لى نفس الدعوة التى تمسك بها د.على جمعة. ومما لفت نظرى فى تاريخ علاقاته فى الداخل والخارج حينما التقيت بشخصيات فى أمريكا وأوربا فأكدت لى كيف أن نموذج د.على جمعة هو القدوة المطلوبه للمسلمين الذين يعيشون فى الغرب.
وحينما أضع صفة البطولة فى أوائل ما تتصف به شخصية د.على جمعة فإننى رأيت كيف أنه بعد محاولة اغتياله والموقف الجرىء الذى وقفه رجال الحرس حوله كان أول اهتمام إنسانى من ناحيته هو أن يزور أحد رجال حراسته الذى أصيب أثناء الهجوم الغادر، ثم ذهب بعدها إلى المسجد الذى تعود الصلاة فى 6 أكتوبر.. وأقام الصلاة واستمر فى نشاطه وتردده على المساجد دون أن يخشى شيئا، وكم كان كريما أن ينصحنى بعدم التعجل فى زيارته بمنزله ومعى الصديق اللواء أسامة الطويل وهو من أكبر المعجبين بشخصية د.على جمعة.. ومازلنا فى انتظار موافقته على اقتراح موعد للقائه والاطمئنان عليه. أما عن وطنية الدكتور على جمعة فهى عبارة عن حب وولاء وعطاء لمصر الوطن الغالى، والوطنية والجرأة هما توأمان لا يفترقان.. كما أنها بالنسبة له وطنية يجب أن يدعمها الوعى والعلم بالشيء.
أما العالم على جمعة فقد جمع بين علم الدين وعلم التجارة، وكان ذلك من حسن الطالع الذى أعانه مثلا فى إدارة مؤسسة مصر الخير التى تنبع من مصدر دينى أولا يدفع فكرة العطاء من القادرين لغير القادرين.. ثم يأتى علم المحاسبات والتجارة تحسن إدارة المؤسسة لصالح غير القادرين بعمله بإدارة الأرقام والحسابات. وعلى سبيل الدعابة أقول كيف أنه فى يوم من الأيام أمام مجموعة من رجال قد أكون بالغت فى امتداح قدراته وعلمه .. فعلق علىّ أحدهم بقوله: هل تعلم أنه درس فى علم التجارة؟.. وكأنه يريد أن ينتقص من علمه الدينى.. وفوجئ الرجل برد مفاجئ منى :»الحمدلله أن الرجل قد جمع بين الحسنيين» الدين والأرقام، فكانا فى خدمة «مصر الخير» على أحسن وجه!!!.
أما عن على جمعة «المؤمن» فقد جاء إيمانه بعلمه بالقرآن والحديث وقلب ينبض بالإيمان بالله، وقدرة عقلية على أن ينقل إيمانه للآخرين. وكما قلت فى بداية مقالى كيف أن وجه على جمعة ينبع بعلامات الإيمان الذى يشع منه.
وفى ختام مقالى أقول أن على كل مصرى وطنى ومؤمن أن يتخذ من هذا العالم المستنير د.على جمعة النموذج والقدوة لبطل من أبناء بلدنا نعتز ونفتخر به.
أدعو الله لهذا الإمام الفاضل أن يزيد من إيمانه .. وأن يعطيه الله الصحة وطول العمر ليستمر فى عطائه لأمة المسلمين.